السبت 4 مايو 2024
سياسة

مجلة أمريكية: حجز قمصان الفريق البركاني.. الجيش الجزائري يتدخل في الرياضة ويستخدمها سياسيا

مجلة أمريكية: حجز قمصان الفريق البركاني.. الجيش الجزائري يتدخل في الرياضة ويستخدمها سياسيا عصابة العسكر الجزائري تستغل الرياضة في السياسة

دخلت مجلة "newslooks" الأمريكية، على خط فضيحة احتجاز أقمصة فريق نهضة بركان التي تحمل خارطة المملكة المغربية، من طرف السلطات الجزائرية، معتبرة أن الجيش يتدخل في الرياضة ويستخدمها سياسيا.

فيما يلي ما مكتبته المجلة الأمريكية (بتصرف):

 

حادثة النهضة بركان واتحاد الجزائر في كأس الكونفدرالية الإفريقية تسلط الضوء على تقاطع التوترات الرياضية والسياسية، ويعكس تعقيدات إقليمية أعمق. وبدأت القضية عندما صادرت السلطات الجزائرية قمصان فريق نهضة بركان المغربي، مما أدى إلى تعطيل استعدادات الفريق وتصعيد التوتر بين الناديين.

وأرجعت السلطات العسكرية الجزائرية مصادرتها للقمصان والمعدات الرياضية لفريق نهضة بركان المغربي، إلى أن القمصان كانت تحمل خريطة كاملة للمغرب، بما في ذلك الصحراء المغربية.

ولا يتعلق هذا الحادث بمباراة رياضية فحسب، بل يعكس أيضا الخلاف السياسي العدائي المستمر في الجزائر تجاه المغرب، والذي أثر تاريخيا على أشكال مختلفة من الارتباطات، بما في ذلك الرياضة. ويمكن النظر إلى مصادرة القمصان على أنها امتداد لهذه التوترات الجيوسياسية الأوسع.

ردا على حادثة مصادرة قمصان نهضة بركان من قبل السلطات الجزائرية خلال مباراة نصف نهائي كأس الكونفيدرالية الإفريقية، اتخذ الاتحاد الإفريقي لكرة القدم موقفًا حاسمًا، فأصدر بيانا يدعم حق نهضة بركان في اللعب بالقمصان الرسمية، مشددًا على أهمية احترام معدات الفرق وحقوق الزي الرسمي باعتبارها ضرورية للحفاظ على النزاهة الرياضية وعدالة المنافسة.

ويؤكد قرار "الكاف" التزام المنظمة بضمان قدرة جميع الفرق المشاركة في مسابقاتها على المنافسة في ظل ظروف متساوية وعادلة دون تأثيرات أو اضطرابات خارجية لا لزوم لها. يعد هذا القرار حاسما، لأنه يشكل سابقة لكيفية التعامل مع حوادث مماثلة في المستقبل، وتعزيز بيئة محترمة ومهنية في كرة القدم للأندية الأفريقية.

من خلال دعم حق نهضة بركان في الحصول على أطقمهم الرسمية، أرسل " الكاف"، أيضا، رسالة حول أهمية الروح الرياضية والحاجة إلى فصل التوترات السياسية عن المسابقات الرياضية.

وقد رحبت هذه الخطوة من قبل المشجعين والمعلقين الرياضيين على حد سواء، الذين رأوا فيها خطوة إيجابية نحو تعزيز الوحدة والعدالة في كرة القدم الأفريقية.

العسكرية والرياضة في الجزائر

العلاقة بين السياسة والرياضة معقدة ومتعددة الأوجه، خاصة في البلدان التي تمارس فيها الهياكل السياسية تأثيرًا كبيرًا على القطاعات المجتمعية، بما في ذلك الرياضة.

في الجزائر، كان النظام العسكري قوة محورية في تشكيل ليس فقط المشهد السياسي والاقتصادي ولكن أيضًا الفضاءات الثقافية والترفيهية مثل الرياضة. ولهذه المشاركة آثار عميقة على الشباب الجزائري، حيث تؤثر على أيديولوجياتهم وانخراطهم المجتمعي.

التأثير العسكري في الرياضة الجزائرية

لا يقتصر انخراط الجيش الجزائري في الرياضة على تعزيز اللياقة البدنية فحسب، بل يمتد أيضًا إلى استخدام الرياضة كمنصة للتأثير الأيديولوجي. غالبًا ما تصبح الأندية الرياضية والفعاليات والفرق الوطنية أدوات لتعزيز القيم القومية التي غرسها النظام. ويتجلى ذلك في العديد من الأحداث الرياضية الوطنية والدولية حيث يمكن أن تعكس الرسائل والرمزية أحيانًا روايات الدولة أو الجيش على نطاق أوسع.

التأثير على الشباب الجزائري

إن التقاطع بين النفوذ الرياضي والعسكري له آثار كبيرة على الشباب الجزائري. تعد الرياضة وسيلة مهمة لمشاركة الشباب وتنميتهم، حيث توفر إحساسًا بالانتماء للمجتمع والانضباط والإنجاز. ومع ذلك، عندما تتأثر هذه الأنشطة بشكل كبير بالأيديولوجيات العسكرية، هناك خطر من أن تطغى الأجندات السياسية على الروح الرياضية ونقاء اللعبة. يمكن أن يؤدي هذا السيناريو إلى شكل من أشكال التلقين حيث قد يتلقى الرياضيون الشباب والمشجعون تصورات منحرفة عن القومية والمنافسة وحتى العلاقات الدولية.

السياق الاجتماعي والسياسي الأوسع

يجب النظر إلى عسكرة الأحداث الرياضية في الجزائر ضمن السياق الاجتماعي والسياسي الأوسع للبلاد. وللجزائر تاريخ من التوتر السياسي والاضطرابات المدنية، حيث يلعب الجيش في كثير من الأحيان دورا مركزيا في الحكم. ويواجه الشباب، الذين ينشطون بشكل خاص في السعي إلى الإصلاحات والتعبير عن المعارضة، خطابات النظام في العديد من مجالات الحياة اليومية، بما في ذلك الرياضة.

وجهات نظر نقدية ونظرة مستقبلية

ويرى المنتقدون أن البيئات الرياضية الأكثر صحة هي تلك التي يسمح فيها الحياد السياسي للرياضيين بالمنافسة على أساس المهارة والعمل الجماعي فقط، بدلا من الولاء السياسي أو الدعاية. بالنسبة للجزائر، يكمن التحدي في الموازنة بين تأثير نظامها العسكري والحاجة إلى رعاية ثقافة رياضية مستقلة وحيوية يمكن أن تزدهر دون تدخلات سياسية مفرطة.

بالنسبة للشباب الجزائري، يجب أن تكون الرياضة وسيلة مثالية للتمكين والتنمية الشخصية بدلاً من أن تكون مجالاً للصراع السياسي أو التلاعب. مع تزايد الوعي الدولي فيما يتعلق بالتفاعل بين السياسة والرياضة، قد يكون هناك زيادة في الدعوة إلى الشفافية والاستقلال في كيفية إدارة المنظمات الرياضية في البيئات الحساسة سياسيا.