من يصدق أن بذلة رياضية لوحدها يمكنها أن ترعب و تستنفر نظاما برمته! إنه ضرب من الخيال الذي لايخطر ببال أعتى وألمع مخرجي هوليود.
لكن هاهو الآن قد تحدى هذا الخيال، وحدث على أرض الواقع، بل وتابعه مشدوها، متعجبا، ومستنكرا، العالم بأسره.
مما لاشك فيه أن النظام الجزائري قد صار بهذا الفصل الأخير من عدائه للمغرب، حين حاصر فريق كرة قدم بسبب خريطة، نظاما شقيا بهلاوسه، وميؤوسا من حالته: نظاما لم تعد تكفيه الخصومة، فعاد يسعى الآن بقريحة شيطانية إلى الفجور فيها.
وياليته كان قد وقف عند حد الفجور، بل نراه قد تعداه إلى الغباء الشديد وقلة الحياء.
وهما معا أفدح كثيرا من الفجور.
أن يرسم فريق كروي خريطة بلاده فوق قمصان لاعبيه أو أي شيء آخر، فذاك حرية وشأن سيادي للفريق وللبلد الذي يمثله، مادام ليس فيه ضرر للبلد المضيف.
إنها حادثة غريبة حقا، لكنها على غرابتها تشي بأمور كثيرة.
أولها، أن حقد النظام الجزائري على المغرب قد تطور إلى دهان مستفحل.
لم يعد مقتصرا على المناكفات الإعلامية والديبلوماسية، وإنما قد صار لايستثني مجالا مهما صغر أو علا شأنه: من الكسكس، إلى الزليج، إلى البذل الرياضية.. وهذه الفعلة الأخيرة، لن تكون بالمرة آخر تقليعة له في تصريف الحقد والصراع المجاني.
هذا يدل بوضوح، أن العداء للمغرب قد صار لدى قصر المرادية عقيدة راسخة، لم يعد بقادر على إخفائها، لا عن العالم ولا حتى عن مواطنيه.
بل هو يعلنها إعلانا حتى حين يتوقع لها أن تلطخ صورته دوليا، مما يعني أننا بإزاء حالة إدمان من نوع خاص، الإدمان على معاكسة المغرب.
مازأثار سعار النظام الجزائري وحنقه، ليست بالطبع الخريطة في حد ذاتها، وإنما هو المعنى القوي الذي يستبطنه حمل قميص رسمت عليه خريطة المغرب كاملة فوق صدور لاعبي نهضة بركان، هذا المعنى الذي يشقى كل الشقاء بكل الطرق الممكنة لإنكاره، والذي يتجلى في كون قضية الوحدة الترابية بالمملكة المغربية، ليست بتاتا كما يدعي هو زورا وبهتانا، أنها قضية نظام، وإنما هي قضية نظام وشعب.. قضية مصيرية ووجودية لا تنازل ولاتفاوض بشأنها أبدا، كما قد أكد ذلك دائما جلالة الملك.
الخريطة التي حلقت في الآفاق بسبب رعونة النظام الجزائري ومروقه عن الأعراف الرياضية والدبلوماسية، والتي سعى عاريا من كل مساحيق التجميل، إلى منعها من دخول التراب الجزائري، قد شاهدها مئات الملايين من سكان العالم، لتتحول الواقعة كلها إلى دليل إضافي على صبيانيات هذا النظام الذي يسير في طريق مسدود، مصرا على أن يهدر آمال الجزائريين ومعها آمال كل المغاربين هدرا بمعركته الدنكوشية الوهمية الخاسرة على كل الصعد.
لا أظن أنه قد خطرت ببال لاعبي نهضة بركان كل هذه المعاني، فحب الوطن والولاء له أمر فطري، ولم يكن قميصهم خطابا موجها لأحد، وإنما كان وفاء طبيعيا وهياما بديهيا بالوطن، لكن الغل الجزائري الذي لم تعد له حدود، هو من ينبه ويثير كل هذه المعاني.
هو ينبه إذن كل من يحتاج إلى تنبيه، وأولهم مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، إلى أن الجزائر الرسمية التي تتعلل بحيادها، هي في الحقيقة الخصم الوحيد والأوحد للمغرب في قضية وحدته الترابية، وأنها تتبنى مشروعا انفصاليا لأجل أوهامها التوسعية لاغير.
وأن رفضها للموائد المستديرة، ليس الا هروبا الى الأمام، ومناورة مفضوحة لاينبغي لها أن تنطلي على أحد، وإلا ما موقعها هي من الإعراب، وما الداعي لكل هذه المناوشات الرخيصة، إن كانت تعتقد فعلا كما تقول، أن المشكلة بين المغرب وربيبتها جبهة البوليساريو التي اختلقتها من عدم وحسد، ومولتها من خيرات الجزائريين، ورعتها ضد وحدتنا الترابية.
أخيرا، لابد أن أقول إن هذه الشطحات مفيدة أيضا، على رغم أنصال التفرقة التي تزرعها في أوصال الجسم المغاربي، كونها تظهر أن النظام الجزائري قد وصل مرحلة اليأس، وأنه يعي أن مصير أطماعه إخفاق في إخفاق، خصوصا بعد الهزائم الدبلوماسية المريرة التي يتعرض لها، وانفضاح دوره المشبوه افريقيا وعربيا وأوروبيا ودوليا، ولذلك صار يلجأ لصغائر الأمور، ولا يتورع عن خوض حتى تلك المعارك التافهة التي لن تزيد بالتأكيد إلا من عزلته وفشله.
لكن هاهو الآن قد تحدى هذا الخيال، وحدث على أرض الواقع، بل وتابعه مشدوها، متعجبا، ومستنكرا، العالم بأسره.
مما لاشك فيه أن النظام الجزائري قد صار بهذا الفصل الأخير من عدائه للمغرب، حين حاصر فريق كرة قدم بسبب خريطة، نظاما شقيا بهلاوسه، وميؤوسا من حالته: نظاما لم تعد تكفيه الخصومة، فعاد يسعى الآن بقريحة شيطانية إلى الفجور فيها.
وياليته كان قد وقف عند حد الفجور، بل نراه قد تعداه إلى الغباء الشديد وقلة الحياء.
وهما معا أفدح كثيرا من الفجور.
أن يرسم فريق كروي خريطة بلاده فوق قمصان لاعبيه أو أي شيء آخر، فذاك حرية وشأن سيادي للفريق وللبلد الذي يمثله، مادام ليس فيه ضرر للبلد المضيف.
إنها حادثة غريبة حقا، لكنها على غرابتها تشي بأمور كثيرة.
أولها، أن حقد النظام الجزائري على المغرب قد تطور إلى دهان مستفحل.
لم يعد مقتصرا على المناكفات الإعلامية والديبلوماسية، وإنما قد صار لايستثني مجالا مهما صغر أو علا شأنه: من الكسكس، إلى الزليج، إلى البذل الرياضية.. وهذه الفعلة الأخيرة، لن تكون بالمرة آخر تقليعة له في تصريف الحقد والصراع المجاني.
هذا يدل بوضوح، أن العداء للمغرب قد صار لدى قصر المرادية عقيدة راسخة، لم يعد بقادر على إخفائها، لا عن العالم ولا حتى عن مواطنيه.
بل هو يعلنها إعلانا حتى حين يتوقع لها أن تلطخ صورته دوليا، مما يعني أننا بإزاء حالة إدمان من نوع خاص، الإدمان على معاكسة المغرب.
مازأثار سعار النظام الجزائري وحنقه، ليست بالطبع الخريطة في حد ذاتها، وإنما هو المعنى القوي الذي يستبطنه حمل قميص رسمت عليه خريطة المغرب كاملة فوق صدور لاعبي نهضة بركان، هذا المعنى الذي يشقى كل الشقاء بكل الطرق الممكنة لإنكاره، والذي يتجلى في كون قضية الوحدة الترابية بالمملكة المغربية، ليست بتاتا كما يدعي هو زورا وبهتانا، أنها قضية نظام، وإنما هي قضية نظام وشعب.. قضية مصيرية ووجودية لا تنازل ولاتفاوض بشأنها أبدا، كما قد أكد ذلك دائما جلالة الملك.
الخريطة التي حلقت في الآفاق بسبب رعونة النظام الجزائري ومروقه عن الأعراف الرياضية والدبلوماسية، والتي سعى عاريا من كل مساحيق التجميل، إلى منعها من دخول التراب الجزائري، قد شاهدها مئات الملايين من سكان العالم، لتتحول الواقعة كلها إلى دليل إضافي على صبيانيات هذا النظام الذي يسير في طريق مسدود، مصرا على أن يهدر آمال الجزائريين ومعها آمال كل المغاربين هدرا بمعركته الدنكوشية الوهمية الخاسرة على كل الصعد.
لا أظن أنه قد خطرت ببال لاعبي نهضة بركان كل هذه المعاني، فحب الوطن والولاء له أمر فطري، ولم يكن قميصهم خطابا موجها لأحد، وإنما كان وفاء طبيعيا وهياما بديهيا بالوطن، لكن الغل الجزائري الذي لم تعد له حدود، هو من ينبه ويثير كل هذه المعاني.
هو ينبه إذن كل من يحتاج إلى تنبيه، وأولهم مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، إلى أن الجزائر الرسمية التي تتعلل بحيادها، هي في الحقيقة الخصم الوحيد والأوحد للمغرب في قضية وحدته الترابية، وأنها تتبنى مشروعا انفصاليا لأجل أوهامها التوسعية لاغير.
وأن رفضها للموائد المستديرة، ليس الا هروبا الى الأمام، ومناورة مفضوحة لاينبغي لها أن تنطلي على أحد، وإلا ما موقعها هي من الإعراب، وما الداعي لكل هذه المناوشات الرخيصة، إن كانت تعتقد فعلا كما تقول، أن المشكلة بين المغرب وربيبتها جبهة البوليساريو التي اختلقتها من عدم وحسد، ومولتها من خيرات الجزائريين، ورعتها ضد وحدتنا الترابية.
أخيرا، لابد أن أقول إن هذه الشطحات مفيدة أيضا، على رغم أنصال التفرقة التي تزرعها في أوصال الجسم المغاربي، كونها تظهر أن النظام الجزائري قد وصل مرحلة اليأس، وأنه يعي أن مصير أطماعه إخفاق في إخفاق، خصوصا بعد الهزائم الدبلوماسية المريرة التي يتعرض لها، وانفضاح دوره المشبوه افريقيا وعربيا وأوروبيا ودوليا، ولذلك صار يلجأ لصغائر الأمور، ولا يتورع عن خوض حتى تلك المعارك التافهة التي لن تزيد بالتأكيد إلا من عزلته وفشله.