الأكيد أنه في كواليس الإعداد للعرض المسرحي بين إيران والكيان الصهيوني، جرت مفاوضات وأعطيت وعود، وتدخلت أطراف لها وزنها الدولي لتخفيف التصعيد لئلا تنشب حرب شاملة تحرق أكبر خزان للعالم من البترول، لا أخبار عن مضامين تلك المحادثات، ولا معلومات عن طبيعة "الاغراءات" التي قدمت للعدوين المفترضين لإقناعهما بخوض مواجهة على المقاس، تهدئ من روع الرأي العام الإيراني، و لا تخرج على السيطرة.
والثابت أن إيران لم ترم بورقة المقاومة الفلسطينية فوق طاولة الكواليس، ولم تقايض برفع معاناة الغزاويين، ولم تشترط وقف عدوان الكيان، بل لم تلتفت لأهل غزة بالمطلق، والدليل ينطق به الواقع، فقد كانت إيران تريد مداواة كبريائها الذي تكسر عندما اقترف الكيان حماقته بقصف قنصليتها في دمشق وقتل رجالها، غير مبال كعادته بشيء اسمه القانون الدولي، لذلك كان قرار الرد محسوما في شأنه، وتتدخل أمريكا والحلف الأطلسي وروسيا وبعض الدول المحادية لخط النار، يوافقون بين حق إيران في الرد لكن دون إشعال الحرب، تدرك إسرائيل أنها أتت جريرة وتقبل باستقبال هجوم إيراني على أن يكون هجوما علنيا مكشوفا محددا في الزمان والمكان وحتى في نوع العتاد وعدده، فلا يزهق أرواحا، ولا يخرب منشآت، وعموما لا يترك أثرا، وعلى أن تساعد أمريكا وبريطانيا وفرنسا إسرائيل في صده، ويتلقف بايدن الفرصة لعله يصالح اللوبي الصهيوني الأمريكي سيما والانتخابات الرئاسية على الأبواب، يستنفر بايدن الجيش الأمريكي لحماية إسرائيل من الضربة المعلومة، وهذا "العمل البطولي" قد ينسي الصهاينة تخلف أمريكا عن توظيف حق الفيتو عندما صوت مجلس الأمن بوقف العدوان على غزة،.
بعد أن أعد الطاقم القصة والسيناريو ووزعوا الأدوار على الأبطال انطلق العرض ليلة السبت، 300 طائرة بدون طيار ترافقها صواريخ ، تنطلق من إيران صوب الكيان، بإشعار مسبق، وتنتظر إسرائيل وصول المسيرات مع الصواريخ الى أجوائها بدم بارد على غير عادتها، ربما ليشفي الشعب الإيراني غليله، ويصدق الفيلم، و تنطلق الألعاب النارية فوق سماء الكيان، ويجري تفجير المسيرات والصواريخ إن لم يجر تفجيرها ذاتيا في إطار البروتوكول السري، وتكتمل المسرحية باجتماع مجلس حرب صهيوني يطالب فيه أحدهم برد جنوني على الهجوم، ويهدد آخر بقصف طهران، وتنتفض طهران بالوعد والوعيد المضادين، ويتدخل المخلص بايدن من جديد ويقنع مجلس الحرب الإسرائيلي بالعدول عن رد الهجوم، ويسدل الستار وتطلع الأسماء في الجنريك لكل دوره حسب حجمه وموقعه، ويعقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا يستعرض فيه كل طرف حججه، ليستمر التشويق.
في خضم تشابك الخيوط وتداخلها لم يسمع لإيران صوت يذكر حقا أو شرطا أو مكسبا لأهل غزة، ففي لحظة الجد دافعت إيران عن مصالحها وعن أمنها القومي ب"تقية شيعية" مألوفة، وتنكرت إيران للمقاومة الفلسطينية التي لا تعتبرها إيران غير موجة تستطيب الركوب عليها، فلم يثبت التاريخ في سنة من السنوات دعما إيرانيا حقيقيا وفعليا للمقاومة الفلسطينية غير سلاح الخطابات الجوفاء والوعود الكاذبة، وإيران "الشيعية" تشعر أنها في غنى عن المقاومة الفلسطينية "السنية العدوة" فلإيران "مقاومتها" الموالية لها عقيدة واعتقادا، تتجلى في ميليشياتها التي صنعتها على أعينها، و تسلطها على دولها لتحتلها وتصبح أقوى من جيوشها وفوق دساتيرها، فحزب الله يحتل لبنان أو يوشك، والحوثي يحتل اليمن أو يوشك وميليشيات الصدر وغيرها في العراق تقف ندا للند في وجه الدولة والحكومة العراقية.
في خضم هذه الأمواج المتلاطمة يقف العرب مكتوفي الأيدي لا حول لهم، لأنهم لم يسلكوا طريق العلم النافع الذي يكسبهم القوة الاقتصادية والعسكرية تضمن لهم مقعدا رفقة الكبار في عالم لا يرى في الضعفاء سوى تابعين منبطحين، عالم فاق الغابة توحشا ودموية، والعرب بين كل هذا يقفون كالبلهاء مرتجفين، منذعرين مبصبصين، في أحسن الأحوال يلعبون دور الوسيط بين الأخ والعدو، منشغلين بقضاياهم التافهة والصغيرة، وبحروبهم الضارية ضد بعضهم البعض، وببياناتهم التي تبقى كلماتها أكبر منهم...
والثابت أن إيران لم ترم بورقة المقاومة الفلسطينية فوق طاولة الكواليس، ولم تقايض برفع معاناة الغزاويين، ولم تشترط وقف عدوان الكيان، بل لم تلتفت لأهل غزة بالمطلق، والدليل ينطق به الواقع، فقد كانت إيران تريد مداواة كبريائها الذي تكسر عندما اقترف الكيان حماقته بقصف قنصليتها في دمشق وقتل رجالها، غير مبال كعادته بشيء اسمه القانون الدولي، لذلك كان قرار الرد محسوما في شأنه، وتتدخل أمريكا والحلف الأطلسي وروسيا وبعض الدول المحادية لخط النار، يوافقون بين حق إيران في الرد لكن دون إشعال الحرب، تدرك إسرائيل أنها أتت جريرة وتقبل باستقبال هجوم إيراني على أن يكون هجوما علنيا مكشوفا محددا في الزمان والمكان وحتى في نوع العتاد وعدده، فلا يزهق أرواحا، ولا يخرب منشآت، وعموما لا يترك أثرا، وعلى أن تساعد أمريكا وبريطانيا وفرنسا إسرائيل في صده، ويتلقف بايدن الفرصة لعله يصالح اللوبي الصهيوني الأمريكي سيما والانتخابات الرئاسية على الأبواب، يستنفر بايدن الجيش الأمريكي لحماية إسرائيل من الضربة المعلومة، وهذا "العمل البطولي" قد ينسي الصهاينة تخلف أمريكا عن توظيف حق الفيتو عندما صوت مجلس الأمن بوقف العدوان على غزة،.
بعد أن أعد الطاقم القصة والسيناريو ووزعوا الأدوار على الأبطال انطلق العرض ليلة السبت، 300 طائرة بدون طيار ترافقها صواريخ ، تنطلق من إيران صوب الكيان، بإشعار مسبق، وتنتظر إسرائيل وصول المسيرات مع الصواريخ الى أجوائها بدم بارد على غير عادتها، ربما ليشفي الشعب الإيراني غليله، ويصدق الفيلم، و تنطلق الألعاب النارية فوق سماء الكيان، ويجري تفجير المسيرات والصواريخ إن لم يجر تفجيرها ذاتيا في إطار البروتوكول السري، وتكتمل المسرحية باجتماع مجلس حرب صهيوني يطالب فيه أحدهم برد جنوني على الهجوم، ويهدد آخر بقصف طهران، وتنتفض طهران بالوعد والوعيد المضادين، ويتدخل المخلص بايدن من جديد ويقنع مجلس الحرب الإسرائيلي بالعدول عن رد الهجوم، ويسدل الستار وتطلع الأسماء في الجنريك لكل دوره حسب حجمه وموقعه، ويعقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا يستعرض فيه كل طرف حججه، ليستمر التشويق.
في خضم تشابك الخيوط وتداخلها لم يسمع لإيران صوت يذكر حقا أو شرطا أو مكسبا لأهل غزة، ففي لحظة الجد دافعت إيران عن مصالحها وعن أمنها القومي ب"تقية شيعية" مألوفة، وتنكرت إيران للمقاومة الفلسطينية التي لا تعتبرها إيران غير موجة تستطيب الركوب عليها، فلم يثبت التاريخ في سنة من السنوات دعما إيرانيا حقيقيا وفعليا للمقاومة الفلسطينية غير سلاح الخطابات الجوفاء والوعود الكاذبة، وإيران "الشيعية" تشعر أنها في غنى عن المقاومة الفلسطينية "السنية العدوة" فلإيران "مقاومتها" الموالية لها عقيدة واعتقادا، تتجلى في ميليشياتها التي صنعتها على أعينها، و تسلطها على دولها لتحتلها وتصبح أقوى من جيوشها وفوق دساتيرها، فحزب الله يحتل لبنان أو يوشك، والحوثي يحتل اليمن أو يوشك وميليشيات الصدر وغيرها في العراق تقف ندا للند في وجه الدولة والحكومة العراقية.
في خضم هذه الأمواج المتلاطمة يقف العرب مكتوفي الأيدي لا حول لهم، لأنهم لم يسلكوا طريق العلم النافع الذي يكسبهم القوة الاقتصادية والعسكرية تضمن لهم مقعدا رفقة الكبار في عالم لا يرى في الضعفاء سوى تابعين منبطحين، عالم فاق الغابة توحشا ودموية، والعرب بين كل هذا يقفون كالبلهاء مرتجفين، منذعرين مبصبصين، في أحسن الأحوال يلعبون دور الوسيط بين الأخ والعدو، منشغلين بقضاياهم التافهة والصغيرة، وبحروبهم الضارية ضد بعضهم البعض، وببياناتهم التي تبقى كلماتها أكبر منهم...