تداوُلُ خبر انتحارين بنفس الجماعة الترابية ( تروال) بإقليم وزان في أقل من 24 ساعة ، عمل محمود ، يؤطره مبدأ " الخبر مقدس والتعليق حر".
لكن الاكتفاء بالوقوف عند الخبر من دون أن يلي ذلك فتح مساحة أوسع للتعليق، خصوصا وأن مؤشر الانتحار بالإقليم في تصاعد جد مقلق، يبقى عديم الجدوى.
المعلومة التي لا غبار عليها تفيد بأن جماعة تروال بإقليم وزان، توشحت ساكنتها السواد. فقد كان ترابها ليلة العيد ويومه مسرحا لانتحارين! القاسم المشترك بين الضحيتين ، انتماؤهما لجنس الذكر، وفي المقابل يفرق بينهما عنصر السن. واحد عضو بفئة الشباب بالكاد خرج من مرحلة الطفولة ، بينما الثاني يحجز مقعده بمجتمع كبار السن، كما يفرق بينهما الشكل الذي اختاره كل واحد منهما لوضع حد لحياته، وربما حتى أسباب يأسهما من الحياة تمزج بين المشترك والنقيض.
في انتظار بعض التفاصيل ذات الصلة بالموضوع التي سيكشف عنها التشريح الذي دعت له النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بوزان ، يفتح موقع " أنفاس بريس" قوسا ، يثير من خلاله العلاقة المتوترة لساكنة دار الضمانة الكبرى مع التشريح الطبي الذي يتم اجراؤه خارج الإقليم ، مهما كانت سرديات المعاناة التي تتعرض لها أسر الضحايا فلن تفي بالقبض على معاناة هذه الأسر.
توسع رقعة الانتحار بإقليم وزان شدت انتباه الكثير من الفعاليات، لكن مقاربتها مؤسساتيا لم تغادر نقطة الصفر . وحدها هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع لجماعة وزان في النسخة السابقة لمجلس الجماعة (2015/2021 ) التي بعد أن لمس عضواتها وأعضاؤها بأن سهم الانتحارات بالمدينة كما بالإقليم في تصاعد مخيف ، تقدمت (الهيئة) بمقترح عبر القنوات الرسمية من أجل تنظيم يوم دراسي تحت اشراف عمالة الإقليم ، يؤطره عنوان " الأمن المجتمعي بوزان".
فرصة لتعميق النقاش من زوايا متعددة بين مختلف المتدخلين المؤسساتيين والمدنيين والخبراء. على أن ينصرف الجميع بعد ذلك لتفعيل التوصيات التي سيتم اعتمادها ، وبالتالي كل تنزيل لها إن جاء مؤطرا بمبدأ الجدية فلن تكون آثاره في تحجيم العدد وخنق أنفاسه إلا إيجابية ، وسيعفي الإقليم من المآسي الناتجة عن العدد المرتفع للانتحارات المسجلة ، الذي ينحو نحو تحول الانتحار إلى ظاهرة ينفرد بها إقليم وزان . لكن من دبر المرحلة الانتقالية التي عاشها إقليم وزان بدون عامل، لم يكن له متسعا من الوقت للتفكير في ما يقض مضاجع ساكنة الإقليم.... بدون تعليق...
ما كسر أجواء الفرح بدار الضمانة الكبرى بمناسبة عيد الفطر، لازالت الراهنية تقتضي تنظيم اليوم الدراسي المعلق " الأمن المجتمعي بوزان"، خصوصا وأن الوضع الاجتماعي بالإقليم زادت حدته، وتناسلت مظاهره التي نتجت عنها ظواهر صادمة ، ضحاياها في صفوف الشباب ، ببناته وذكوره وأطفاله في توسع .
وحدها المقاربة التشاركية، وتملك الفاعل المؤسساتي والسياسي والمدني لقيم المواطنة الحقة ، ممكن التغلب على الاكراهات مهما كانت تعقيداتها ، حماية للأمن المجتمعي للإقليم والنهوض بحقوق أبنائه.
أما الاستمرار في التعاطي "التقناوي" مع الأمن المجتمعي لإقليم هشة أوضاعه على أكثر من مستوى، فتلك قصة أخرى ، ترد عليها الفعاليات النزيهة بدار الضمانة الكبرى ب " اللهم إننا قد بلغنا " .
للتذكير فقط ،فقد سبق لمركز نفس الجماعة الترابية ( تروال) أن كان محط اختطاف غامض لتلميذة قبل جائحة كورونا،ولم يظهر لمعالم الجريمة أثر إلا بعد 30ساعة من البحث الذي تجندت له السلطة والدرك الملكي والساكنة ،لكن المثير في الموضوع ، هو أن الجريمة لم يكشف عن أسرارها لليوم ، بحيث من وقف خلفها لم يتم الوصول له او لهم ، وهذا مدعاة للاستغراب !
للتذكير فقط ،فقد سبق لمركز نفس الجماعة الترابية ( تروال) أن كان محط اختطاف غامض لتلميذة قبل جائحة كورونا،ولم يظهر لمعالم الجريمة أثر إلا بعد 30ساعة من البحث الذي تجندت له السلطة والدرك الملكي والساكنة ،لكن المثير في الموضوع ، هو أن الجريمة لم يكشف عن أسرارها لليوم ، بحيث من وقف خلفها لم يتم الوصول له او لهم ، وهذا مدعاة للاستغراب !