فلسطين لا ترتبط دائما بلغة الدم والرصاص وصواريخ "الهاون"، فلسطين "تنحت" الفن والجمال أيضا. وسط عاصفة البارود بالأراضي المحتلة قد تنمو زهرة ترويها دماء شهداء غزة. وإذا كان محمد عساف قد صنع الحدث الفني في بيروت بتتويجه في برنامج اكتشاف المواهب "أراب أيدول"، ها هي جيجي حديد تصنعه في أمريكا. شابة جميلة من أصل فلسطيني مولودة في كاليفورنيا وجدت طريقها إلى غلاف مجلة "فوغ" العالمية المتخصصة في عالم الموضة والأزياء، لتكون في واجهة الموقع الإلكتروني للمجلة، لتخلف في ذلك العارضة الإسرائيلية ميكايلا بيركو التي كانت صورها قد تصدرت غلاف العدد الأول للمجلة الشهيرة عام 1988. وهناك من استغل هذه الحدث وأضاف إليه "توابل" السياسة ورأى في هذه الخطوة انتصارا للقضية الفلسطينة وتأييدا من مجلة "فوغ" للفلسطينيين، لإحياء شكل آخر من الصراع، ولكن هذه المرة في معترك عالم "الموضة والجمال" من خلال تبادل أدوار البطولة بين العارضة الإسرائيلية والفلسطينية في نفس المجلة الأكثر شهرة في عالم الموضة والأزياء.
جيجي الفلسطينية ابنة العارضة الهولندية السابقة بولندا بوستر ومستثمر العقارات الفلسطيني محمد حديد، الذي كان قد هاجر إلى الولايات المتحدة في السابق، تجد نفسها اليوم مرغمة على دخول السياسة من بوابة الأزياء، لتعكس بشكل مختلف وجه الصراع، وهذه المرة على مسرح الجمال، بين العرب وإسرائيل عبر مجلة للأزياء والموضة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتقول جيجي في مقابلة صحفية معها، "عمل والدي دون كلل طوال حياتهما لنصل إلى ما وصلنا إليه اليوم من مستوى حياة". وأضافت: "أمي ترعرعت في مزرعة في هولندا واشتغلت في عرض الأزياء كثيرا لتبعث المال إلى عائلتها، ووالدي هاجر من فلسطين في سن مبكرة وتقدم خطوة خطوة إلى أن وصل إالى ما وصل إليه".
ويعتبر الكثيرون أن جيجي حديد هي عارضة أزياء مميزة تجمع جمال الحضارتين الشرقية والغربية في قالب واحد، لتبدو جذابة بشكل ملفت. يذكر أن جيجي هي من مواليد 1995 وكانت قد ولدت في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وظهرت مؤخرا وهي تشارك في حملة التضامن مع مرضى ضمور العضلات التصلبي الجانبي، وتسكب دلوا من الثلج على جسدها أمام الكاميرات.
