الأحد 28 إبريل 2024
سياسة

الجيلالي العدناني يقارب موضوع الصحراء المغربية من خلال استنطاق الأرشيفات الأجنبية (مع فيديو)

الجيلالي العدناني يقارب موضوع الصحراء المغربية من خلال استنطاق الأرشيفات الأجنبية (مع فيديو) الجيلالي العدناني
كيف يمكن الحديث عن المقاربة التاريخية ضمن المداخل الأساسية لفهم قضية الصحراء المغربية ومراحلها الكبرى من خلال دراسة الأرشيفات الأجنبية؟ 
سؤال استعرض جوانبه الجيلالي العدناني أستاذ التاريخ الراهن بجامعة محمد الخامس بالرباط، ذلك في محاضرة تحت عنوان: "رفع السرية عن الأرشيفات الأجنبية ومسألة استكمال الوحدة الترابية”، وهي الندوة التي احتضنتها المكتبة الوسائطية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، يومه الخميس 7 مارس 2024.
ويعتبر المؤرخ والأستاذ الجيلالي العدناني من الباحثين القلائل الذين قدّموا دراسات أصيلة في موضوع الصحراء المغربية بالمحيط الدولي وما رافقها من جدل منذ اللحظة الاستعمارية إلى اليوم، ومنها كتابه الأخير بالفرنسية ” الصحراء في محك الاستعمار”، حيث قدّم دراسة أصيلة ومُثمرة من الناحية المصدرية وبلاغتها المنهجية. فقد أتاح له الاطلاع على بعض الأرشيفات الأجنبية، التعرّف على بعضِ من أسرار القضية وإعادة كتابتها بطريقة علمية وأصيلة تُظهر مغربية الصحراء.
وتشكل المقاربة التاريخية إحدى المداخل الأساسية لفهم قضية الصحراء المغربية ومراحلها الكبرى من خلال دراسة الأرشيفات الأجنبية والمخططات الكولونيالية الفرنسية  المعتمدة على رسم الخرائط لتقزيم الوحدة الترابية للمغرب.
اعتمد الجيلالي العدناني في محاضرته مستحضرا كتابه على مضامين الأرشيفات الفرنسية، كاشفا في الوقت ذاته عن المخططات الكولونيالية الفرنسية  للتوسع على حساب الأراضي المغربية، معتمدا على فحص دقيق للتقارير التي استقاها من أرشيفات ووثائق من "إكس أون بروفانس"، والأرشيف الدبلوماسي لنانت ولاكورنوف ومن مركز "كولوبا" في باماكو والأرشيفات الوطنية في دكار، وفكك من خلالها المخططات الاستعمارية لرسامي الخرائط الفرنسيين بالجزائر الفرنسية.
استند العدناني، وهو يستعرض عددا من الوثائق والخرائط عل أرضيةٍ تاريخية محضة، مما جعل الحاضرين يغوصون معه في بحر الوثائق، مقدما إياها بأسلوب بلاغي، مبني على منهج علمي تاريخي يرصد فيها طريقة مغايرة في النّظر إلى موضوع الصحراء.
كما ظهر العدناني وهو يتحدث في محاضرته، ضابطا للتاريخ والجغرافيا على حد سواء، وأيضا ملما بقبائل الصحراء في مجالها الصحراوي وفي خارجه، دكالة، الرحامنة، الشياظمة، سيدي قاسم..
وبخصوص النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، أكد الأستاذ الجيلالي العدناني، أن الجزائر عاكست مغربية الصحراء منذ 1958 وإلى حدود 1962 بشكل سري، على الرغم من أن الثورة الجزائرية كانت تجد في المغرب وفي رجاله السند الحقيقي للثورة الجزائرية. بل إن هذه المساندة هي التي كانت من وراء اقتطاع ترابي هام سنة 1958 وهو الذي سيكون أحد الأسباب المباشرة لاندلاع حرب الرمال..
وأضاف العدناني، أن الجزائر التي كانت تعتبر مكة الثوار بعد استقلالها، لم تتوان في رفض مشروع تصفية الاستعمار في الصحراء سنة 1966 وذلك من أجل ضمان مصالحها الاستراتيجية مع إسبانيا، وخاصة من خلال الاستغلال المشترك لمنجم الحديد "غار أجبيلات" مقابل الغاز الجزائري. ذلك أن ممثل الجزائر بمنظمة الوحدة الإفريقية بأديس أبابا أو ممثلها بالأمم المتحدة بنيويورك لم يتوانا في رفض فكرة تقرير المصير سنوات 1965 و1968 وقولهم بأنه من المستحيل أن تشكل قبائل رحل، لا يتعدى عددها 40 ألف نسمة دولة مستقلة بالمنطقة..