الخبر لم يكن مفاجأة.. المغاربة يحبون التحدي وصنع المعجزات. أسرة مسلسل "وجع التراب" في واشنطن ليست في مهمة دبلوماسية بالبيت الأبيض أو في زيارة مجاملة لباراك أوباما، ولكنها في "مهمة مستحيلة" وبفضل عزيمة المغاربة لم تعد "مهمة مستحيلة". شفيق السحيمي "تبارك الله عليه" أقنع الأمريكيين باستغلال كيلومترات من الطريق السيار لواشنطن لتصوير الجزء الثاني من مسلسله المثير "وجع التراب". وقد لعبت الوساطة التي قام بها "توم كروز" بطل الجزء الخامس من فيلم الحركة "مهمة مستحيلة" الذي يصور في المغرب، في إقناع المسؤولين بأمريكا بالموافقة على طلب طاقم مسلسل "وجع التراب". التجهيزات تجري على قدم وساق في واشنطن لانطلاق تصوير أول مشهد بالطريق السيار، وطوقت السلطات الأمنية الأمريكية المقطع الذي سيجري فيه التصوير وأغلقت جميع المنافذ المؤدية له، وحرمت الأمريكيين من استعمال أوطوروت واشنطن لمدة 50 يوما، حتى ينتهي السحيمي من تصوير مشاهد الجزء الثاني.
الجميل في الأمر أن السائقين الأمريكيين والصحافة وحتى الكونغريس، كانوا متفهمين ومتعاونين ومسرورين بالضيوف المغاربة وهم يلتقطون معهم الصور التذكارية، ولم تقع أي احتجاجات أو انتفاضات أو هم يحزنون، لأن الشعب الأمريكي متذوق للسينما ومعتاد على تصوير الأفلام. وهذا ما أثار إعجاب فريق "وجع التراب" الذي لم يصدق أن تجري الأمور بهذه السهولة.
لكن المشكلة البسيطة التي واجهت المخرج شفيق السحيمي وعطلت بدء التصوير هي "التراب".. أمريكا لا يوجد فيها "تراب"، و"الأطوروت" هناك مثل المرآة يمكن أن ترى فيه وجهك..
- كاين الوجع والتراب مكاينش..
- نبدلو السمية ونخليو غير "الوجع" وسدات مدام؟
- المغرب فين مامشيتي كاين التراب..
- أشداني لهاذ الوجع كلو.. هاذشي باش زوين المغريب
- بصح.. بغيتي الوجع كاين.. بغيتي التراب كاين
تحول التراب إلى "مهمة مستحيلة"، والبحث مازال جاريا عن التراب في أمريكا، وكاميرات القنوات التلفزيونية الأمريكية الكبرى تنتظر منذ أيام انطلاق تصوير أول لقطة من "الوجع المغربي".
وعاش "توم مكروز" الذي حرم ملايين المغاربة من الحق في استعمال أوطوروت مراكش/أكاديرالذي حصل على التراخيص بسرعة البرق من حكومة بنكيران، ليس لسواد عيون "توم مكروز"، بل لخوف بنكيران من الأسطول الحربي الخامس الأمريكي المرابط بالبحر المتوسط. وكل عام ووجه المغاربة يمرغ في التراب.