الأربعاء 27 نوفمبر 2024
اقتصاد

فاطمة بنعدي: لم يبق أمام المتصرفين سوى تدويل ملفهم المطلبي بسبب تعنت الحكومة

فاطمة بنعدي: لم يبق أمام المتصرفين سوى تدويل ملفهم المطلبي بسبب تعنت الحكومة فاطمة بنعدي، رئيسة الاتحاد الوطني للمتصرفين المغاربة
حذر‭ ‬الاتحاد‭ ‬الوطني‭ ‬للمتصرفين‭ ‬المغاربة،‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬من‭ ‬تماديها‭ ‬في‭ ‬نهج‭ ‬ما‭ ‬وصفه،‭ ‬بسلوك‭ ‬الآذان‭ ‬الصماء‭ ‬تجاه‭ ‬مطالب‭ ‬المتصرفات‭ ‬والمتصرفين‭ ‬المستحقة‭ ‬والعادلة‭ ‬والذي‭ ‬سيفضي‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‮ ‬‭ ‬الخيارات،‭ ‬ومن‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬تدويل‭ ‬ملف‭ ‬المتصرفين،‭ ‬باعتباره‭ ‬ملفا‭ ‬حقوقيا،‭ ‬لدى‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬الحقوقية‭ ‬ولدى‭ ‬مكتب‭ ‬العمل‭ ‬الدولي‭ ‬والإعلام‭ ‬الدولي‭ ‬لكون‭ ‬ملف‭ ‬المتصرفين‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬خرق‭ ‬المواثيق‭ ‬والمعاهدات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬صادق‭ ‬عليها‭ ‬المغرب‭. ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬أجرت‭ ‬“الوطن‭ ‬الآن‭‬“ ‬حوارا‭ ‬مع‭ ‬فاطمة‭ ‬بنعدي،‭ ‬رئيسة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الوطني‭ ‬للمتصرفين‭ ‬المغاربة،‭ ‬والذي‭ ‬أكدت‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬أجور‭ ‬المتصرفين‭ ‬مجمدة‭ ‬منذ‭ ‬20‭ ‬سنة،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬صمت‭ ‬حكومي‭ ‬حول‭ ‬مطالب‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‮. ‬

 
هدد‭ ‬الاتحاد‭ ‬الوطني‭ ‬للمتصرفين‭ ‬المغاربة‭ ‬بتدويل‭ ‬ملفهم‭ ‬لدى‭ ‬المنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬ومكتب‭ ‬العمل‭ ‬الدولي،‭ ‬بصفتك‭ ‬رئيسة‭ ‬هذا‭ ‬الاتحاد،‭ ‬ما‭ ‬السبب‭ ‬وراء‭ ‬ذلك؟
من‭ ‬بين‭ ‬الأسباب‭ ‬وراء‭ ‬ذلك‭ ‬أننا‭ ‬وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬اليأس‭ ‬والإحباط،‭ ‬فمنذ‭ ‬مدة‭ ‬طويلة‭ ‬ونحن‭ ‬نطالب‭ ‬فقط‭ ‬بالإنصاف‭ ‬والعدالة‭ ‬الأجرية‭. ‬والمسؤولون‮ ‬‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬12‭ ‬سنة‭ ‬من‮ ‬‭ ‬النضال،‭ ‬أغلقوا‭ ‬الأبواب‭ ‬في‭ ‬وجهنا‭ ‬ورفضوا‭ ‬حتى‭ ‬فتح‭ ‬باب‭ ‬الحوار‭ ‬معنا‭. ‬و‭ ‬بالتأكيد‭ ‬فاللجوء‭ ‬إلى‭ ‬تدويل‭ ‬الملف‭ ‬حل‭ ‬اضطراري،‭ ‬وهو‭ ‬آخر‭ ‬الحلول‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نقوم‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التجاهل‭ ‬الحكومي‭ ‬لمطالبنا‭.‬
 
‬ألم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬الأسلم‭ ‬الضغط‭ ‬الداخلي‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬للاستجابة‭ ‬لمطالبكم‭ ‬كما‭ ‬تقوم‭ ‬بذلك‭ ‬فئة‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬الموظفين،‭ ‬بدل‭ ‬اختيار‭ ‬تدويل‭ ‬الملف‭ ‬لدى‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية؟
“ماكرهناش‭ ‬المشاكل‭ ‬ديالنا‭ ‬تبقا‭ ‬بيناتنا”،‭ ‬والحكومة‭ ‬تتفاعل‭ ‬مع‭ ‬مطالبنا،‭ ‬وحتى‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬رفض‭ ‬لمطالبنا‭ ‬يكون‭ ‬مبررا‭ ‬ومعقولا،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬تكريسا‭ ‬للتمييز‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬المادية‭ ‬أو‭ ‬المهنية‭ ‬أو‭ ‬الاعتبارية‭. ‬وبالتالي‭ ‬ماذا‭ ‬عسانا‭ ‬أن‭ ‬نفعل،‭ ‬فملفنا‭ ‬أصبح‭ ‬مزمنا،‭ ‬والغريب‭ ‬أن‭ ‬الحكومات‭ ‬المتعاقبة‭ ‬اعترفت‭ ‬بمشروعية‭ ‬مطالبنا‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬اتخاذ‭ ‬أي‭ ‬قرار،‭ ‬علما‭ ‬أننا‭ ‬من‭ ‬أطر‭ ‬الدولة‭.‬
 
في‭ ‬عهد‭ ‬حكومة‭ ‬عبد‭ ‬الإله‭ ‬بنكيران‭ ‬تقدم‭ ‬الاتحاد‭ ‬الوطني‭ ‬للمتصرفين‭ ‬بملف‭ ‬متكامل‭ ‬حول‭ ‬أهم‭ ‬مطالب،‭ ‬ماذا‭ ‬كان‭ ‬موقف‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬آنذاك؟
كان‭ ‬عبد‭ ‬الإله‭ ‬بنكيران‭ ‬واضحا‭ ‬في‭ ‬تعامله‭ ‬مع‭ ‬مطاب‭ ‬الموظفين،‭ ‬حينما‭ ‬كان‭ ‬يقول‭ ‬إنه‭ ‬لن‭ ‬يتحدث‭ ‬مع‭ ‬الموظفين‭. ‬ولقد‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬الاجتماعي‭ ‬متوقفا‭ ‬في‭ ‬عهده،‭ ‬وكان‭ ‬هناك‭ ‬“بلوكاج”،‭ ‬سواء‭ ‬بالنسبة‭ ‬لملفنا‭ ‬أو‭ ‬لباقي‭ ‬الملفات‭ ‬الأخرى‭. ‬واستمر‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬مع‭ ‬حكومة‭ ‬العثماني‭. ‬وتكرس‭ ‬الوضع‭ ‬مع‭ ‬حكومة‭ ‬أخنوش،‭ ‬حيث‭ ‬هناك‭ ‬حيف‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المتصرفين‭. ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬أن‭ ‬أجور‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬مجمدة‭ ‬منذ‭ ‬عشرين‭ ‬سنة‭ ‬ونمط‭ ‬الترقي‭ ‬بطيئ‭ ‬جدا‭. ‬ووصلنا‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬التفقير‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬موجة‭ ‬الغلاء‭ ‬التي‭ ‬يعرفها‭ ‬المغرب‭. ‬علما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬زادت‭ ‬في‭ ‬أجور‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفئات‭ ‬التي‭ ‬تستحق‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة‭.‬

هل‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬المتصرفين‭ ‬يشعرون‭ ‬بنوع‭ ‬من‭ ‬“الحكرة”،‭ ‬لأن‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالية‭ ‬تفاعلت‭ ‬إيجابا‭ ‬مع‭ ‬مطالب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجهات،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬أساتذة‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الأمر‭ ‬نفسه‭ ‬مع‭ ‬ملفهم؟
بطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬والأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بإشكال‭ ‬حقوقي‭ ‬عميق،‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬مبدأ‭ ‬حقوقيا‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬الأجر‭ ‬المتساوي‭ ‬للعمل‭ ‬المتساوي‭. ‬فهناك‭ ‬فئات‭ ‬أقل‭ ‬شواهد‭ ‬ومهام‭ ‬تحصل‭ ‬شهريا‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المتصرفين،‭ ‬والأمثلة‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭. ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬العدالة‭ ‬الأجرية،‭ ‬فإننا‭ ‬نطاب‭ ‬بإضافة‭ ‬درجة‭ ‬جديدة‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬اتفاق‭ ‬26‭ ‬أبريل‭ ‬2011‭ ‬والتي‭ ‬استفاد‭ ‬منها‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الموظفين‭ ‬باستثناء‭ ‬المتصرفين،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬وقعت‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭.‬
 
‬ماهي‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬فيها‭ ‬المتصرفون،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬هي‭ ‬هيأة‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القطاعات؟
جميع‭ ‬القطاعات‭ ‬باستثناء‭ ‬العدل،‭ ‬الذي‭ ‬يطلق‭ ‬عليهم‭ ‬المنتدبين‭ ‬القضائيين‭ ‬والمالية‭ ‬الذي‭ ‬يتمتعون‭ ‬بالحوافز‭.‬
 
‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يتمتع‭ ‬المتصرفون‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬الأخرى‭ ‬بنظام‭ ‬أساسي‭ ‬خاص‭ ‬بهم؟‭.‬
يصعب‭ ‬ذلك،‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬قطاعات‭ ‬تضم‭ ‬عددا‭ ‬قليلا‭ ‬من‭ ‬المتصرفين،‭ ‬ففي‭ ‬القطاع‭ ‬الفلاحي‭ ‬هناك‭ ‬مثلا‭ ‬ما‭ ‬بن‭ ‬500‭ ‬أو‭ ‬600‬ متصرف‭. ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬تفريخ‭ ‬الأنظمة‭ ‬الأساسية‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل،‭ ‬والأنظمة‭ ‬الأساسية‭ ‬القطاعية‭ ‬كانت‭ ‬دائما‭ ‬موجودة‭ ‬وكانت‭ ‬فئة‭ ‬المتصرفين‭ ‬دائما‭ ‬أفقيا‭ ‬ومشتركين‭ ‬بين‭ ‬الوزرات‭. ‬المستجد‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬خضوع‭ ‬المتصرفين‭ ‬المشتركين‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬القطاعات‮ ‬‭ ‬التي‭ ‬يبدو‭ ‬أنها‭ ‬تعتبر‭ ‬أكثر‭ ‬أهمية‭ ‬من‭ ‬باقي‭ ‬القطاعات‭ ‬الأخرى‭. ‬وهناك‭ ‬معاير‭ ‬غير‭ ‬عادلة،‭ ‬لأن‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬اقتصاد‭ ‬البلاد‭..
 
من‭ ‬هي‮ ‬‭ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬فئة‭ ‬المتصرفين؟
هي‭ ‬وزارة‭ ‬الميزانية،‭ ‬فخلال‭ ‬مرحلة‭ ‬معينة‭ ‬كانت‭ ‬تقدم‭ ‬لنا‭ ‬بعض‭ ‬الأجوبة‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬ضرورة‭ ‬انتظار‭ ‬الإصلاح‭ ‬الشمولي‭ ‬للإدارة،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬اصلاح‭. ‬والسؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرح:‭ ‬لماذا‭ ‬فقط‭ ‬المتصرفين‭ ‬الذين‭ ‬عليهم‭ ‬انتظار‭ ‬إصلاح‭ ‬الإدارة‭ ‬ليتم‭ ‬الاستجابة‭ ‬لمطالبهم،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لذلك‭ ‬كان‭ ‬يقال‭ ‬لنا‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬الأجور‭ ‬المتصرفين‭ ‬فإن‭ ‬رجال‭ ‬التعليم‭ ‬سيطالبون‭ ‬بالمثل‭.‬