أعتقد أن حصيلة كل هيئة رياضية سواء كانت حكومية ودستورية أو مدنية «أهلية»، تقتضي تقييما هادئا وعقلانيا وموضوعيا من جميع الجوانب، للوقوف على الأمور الإيجابية والسلبية، بهدف تثمين نقاط الضوء، وتقويم وتصحيح مكامن القصور، مع استحضار قيمة وحجم الإمكانيات المرصودة، ماديا ولوجيستيكيا، وعنصر الاستقرار الإداري في التدبير واتخاذ القرار.
وفي حالة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لا يمكن إغفال الجوانب الإيجابية والمضيئة على مستوى البنيات التحتية من ملاعب ومرافق رياضية، وتألق بعض الأندية المغربية قاريا وعربيا، وأخص بالذكر الوداد والرجاء ونهضة بركان، إضافة إلى الإنجازات الباهرة والتاريخية للمنتخب المغربي للكبار في مونديال قطر 2022، وباقي المنتخبات سواء بالنسبة للذكور أو الإناث، دون إغفال الإنجازات المبهرة لمنتخب الفوتسال، إفريقيا وعربيا وعالميا...
لكن الجوانب السلبية التي مازالت مستعصية على المعالجة، تتمثل بالأساس في معضلة الأزمات المالية المستفحلة بشكل خطير لدى غالبية الأندية، وهو ما يعكس بجلاء مظاهر العشوائية في التسيير، وخرق القوانين، والتساهل في هذا الباب مع الخارجين عن مقتضيات الشرعية والمشروعية، وفي انعدام الاستقرار على مستوى الإدارة التقنية الوطنية، وعدم فعالية أدائها وأدوارها في رسم خارطة الطريق للنهوض بالجانب التنافسي للبطولة الاحترافية بقسميها الأول والثاني، والمنافسات التي تأتي بعدها، من المصطلح عليها بالهاوية إلى القسم الشرفي، والتخبط الذي يدار به قطاع التحكيم رغم الوسائل والاعتمادات المالية الكبيرة المسخرة له، والحضور الباهت للهيآت المنبثقة عن الجامعة، وخاصة العصبة الاحترافية، في تفعيل أدوارها واختصاصاتها كهيئة مستقلة عن المكتب الجامعي، وعدم قدرتها على الحد من ظاهرة إقامة المباريات بدون جمهور، وذلك بابتكار حلول وبدائل واقعية وفعالة، بتنسيق مع المؤسسات ذات الصلة، وفي مقدمتها وزارة الداخلية، إضافة إلى غياب لجنة تقنية من ذوي الكفاءة والخبرة، تتولى مواكبة وتقييم عمل منتخب الكبار، بناء على علاقة ثقة وانسجام مع الناخب الوطني.
ولابد في هذا الصدد، من عدم إغفال مسألة تعاقب أربعة مدربين على منتخب الكبار «الزاكي ورونار وخاليلودزيتش والركراكي»، أي تقريبا بمعدل مدربين في كل سنتين.
كما أنه من الضروري إثارة النقطة المتعلقة بالتواصل السيء للركراكي مع الصحافيين، وتقليل الاحترام الواجب لهم في الرد على التساؤلات والملاحظات المشروعة التي يطرحونها، وتضايقه مرارا منها، دون أن يمتلك القدرة على التعامل والتفاعل معها بصدر رحب، ووفق ما تمليه عليه مسؤوليته كناخب وطني مطالب بتقدير واجباته، والابتعاد عن كل أشكال الاستفزاز في لقاءاته الصحافية.