السبت 23 نوفمبر 2024
في الصميم

المفاتيح الستة لنجاح الوالي امهيدية في امتحان الدار البيضاء

المفاتيح الستة لنجاح الوالي امهيدية في امتحان الدار البيضاء عبد الرحيم أريري
إذا أسقطنا الوالي أوشن الذي «ورثه» العهد الجديد منذ العهد الماضي، نجد أن الولاة الذين تعاقبوا على تدبير شؤون الدار البيضاء منذ تولي الملك محمد السادس الحكم، يصل إلى 10 ولاة. وكل والي من هؤلاء الولاة لم يكن يتجاوز في المسؤولية معدلا قدره: 2.3 سنة (أي 27 شهرا)، مع تسجيل ميزة لصيقة بكل والي.
فسليمان العلوي المعين في مطلع 2000 كانت مهمته الأساسية هي تفكيك إمبراطورية إدريس البصري بالدار البيضاء.

والوالي بنهيمة كان يجسد الصحوة لدى صناع القرار بإدماج البعد التنموي، خاصة وأن الدار البيضاء حينها كانت تشكو فراغا في وثائق التعمير التي انتهت صلاحيتها.

الوالي محمد الظريف تميزت فترته بتضميد جراح الدار البيضاء عقب الهزة الإرهابية التي ضربت المغرب في ماي 2003 بالنظر للمسار الاستعلاماتي والأمني للوالي.

الوالي محمد القباج بصم الدار البيضاء بكونه المسؤول الذي سهر على إخراج الرؤية المجالية للمدينة لثلاثة عقود قادمة وإشرافه على تنزيل وتائق تعمير جديدة.

الوالي حلب بصم مساره في المسؤولية بالإشراف على إخراج أبرز ما تم الالتزام به في التصميم المديري بشأن الأوراش الكبرى  بالبيضاء (خاصة الخطوط الأولى للترامواي والقطب المالي).

الوالي محمد بوسعيد تميز تعيينه بالحاجة لقطع حبل السرة بين الدار البيضاء ومينائها. فشرط وجود الدار البيضاء تمحور حول الميناء الذي طور المدينة منذ عهد الاستعمار، لكن هذا المرفق المينائي تحول إلى عامل طرد وخنق للمدينة بعد مرور 100 سنة على إحداثه، مما اقتضى إعداد رؤية لإعادة تأهيل الميناء وفتح الساحل.

الوالي خالد سفير تميزت إدارته للدار البيضاء بتداعيات الخطاب الشهير للملك بالبرلمان المخصص كله للعاصمة الاقتصادية ولأعطابها، وبالتالي كان الوالي سفير مقيدا بتجفيف الاختلالات الكبرى التي تعطل المسار التنموي للمدينة وإخراجها من عنق الزجاجة، وتنفيذ مخطط 2015-2020.

الوالي عبد الكبير زهود وبالنظر إلى خبرته في هندسة المياه، كان شغله الشاغل كيفية تدبير ندرة الماء والإشراف على الملفات المرتبطة بتوفير الماء، حتى لا تتوقف عجلة الدار البيضاء عن الدوران.
 
الوالي سعيد حميدوش، تكاد تكون ولايته هي الفترة التي دخلت فيها البيضاء مرحلة التيه والشرود، وانفجار فضائح المنتخبين وتسيبهم (حالة الناصري، رئيس مجلس العمالة كنموذج). وهو ما اقتضى من صناع القرار إحداث رجة في الهرم الإداري والإتيان بمحمد امهيدية واليا جديدا بالدار البيضاء في أكتوبر 2023.
 
فما الذي يمكن للوالي امهيدية أن يقدمه للدار البيضاء ليبصم مروره ببصمة إيجابية على أهم جهة وأهم مدينة بالمغرب؟.
 
أوضحنا أعلاه أن المدة التي يقضيها كل والي بالبيضاء لا تتجاوز عامين ونصف إلى ثلاث سنوات، فكيف سيوزع الوالي امهيدية هذه الميزانية الزمنية للنهوض بالدار البيضاء؟.

هل سيخصص كل وقته لمطاردة الباعة المتجولين وأصحاب "السناكات" و"المقاهي" بمبرر تحرير الملك العام، أم سيركز على الملفات الجوهرية وعلى الأوراش الحارقة التي تؤرق كل مواطن؟.
 
في ظني هناك ستة مداخل ليبصم بها الوالي محمد امهيدية مساره المهني، حتى يدخل للتاريخ من بابه الواسع كأحد ولاة الدار البيضاء الذين ساهموا في إعادة التوهج لقلب المغرب النابض، وهي:
المدخل الأول: نفض الغبار عن ملفات الاستثمار «الراكدة» في رفوف الوكالة الحضرية للدار البيضاء (وهي متنوعة: مشاريع صناعية، خدماتية، سكنية، مكتبية، إلخ...)، التي من شأن تحريكها أن يضخ الزيت في محرك الاقتصاد المحلي، وبالتالي تحريك الاقتصاد الوطني الراكد.
 
المدخل الثاني: إخراج الدراسة الخاصة بتهيئة ساحل الدار البيضاء إلى حيز الوجود. إذ من العار أن تظل الدراسة «تتجرجر» إلى أجل غير مسمى، علما أن الساحل البيضاوي من شأنه أن يستقطب المستثمرين ويكمل ورش «وصال» ويتقاطع مع القطب المالي، وبالتالي إحداث الرواج والتشغيل و"دوران الحركة".
 
المدخل الثالث: فتح المارينا، فمن غير المقبول أن يكون الميناء الترفيهي جاهزا ومكتملا، ولا يتم فتح هذا المرفق لدرجة أن السياح وركاب سفن النزهة يضطرون إلى النزول في رصيف الفوسفاط  ورصيف الحبوب حيث "الغبار" و"الأوساخ" بشكل يسئ لمكانة المغرب. كما أن فتح الميناء الترفيهي سينعش المدينة العتيقة وينشط وسط الدار البيضاء، وهو ما يقودني إلى المدخل الموالي.
 
المدخل الرابع: إخراج مشروع المحج الملكي لحيز الوجود. إذ من الإهانة الاستمرار في «استحمار» المغاربة عموما وبيضاوة خصوصا، عبر تجميد هذا الورش الضخم مند عام 1990 إلى اليوم، مع ما سيترتب عن شق المحج الملكي من المعرض الدولي إلى وسط المدينة من ثمار تعم خيراتها كافة المغاربة.
 
المدخل الخامس: شق الطريق رقم 40، وهي من أهم الطرق المهيكلة للتراب الجهوي والمعروفة في وثائق التعمير ب (la voie de 40)، الممتدة من مدار حي إسلان  بالنسيم (دورة بوسكورة) إلى حي أهل الغلام بسيدي مومن، مرورا بسيدي معروف وعين الشق والسالمية والهراويين مع ما سيترتب عن هذا المحور الطرقي الرائد والمهم من فوائد لتخفيف الضغط على الأوطوروت الحضرية من جهة وتسهيل حركية التنقل بين أحياء الدار البيضاء، وضاحيتها من جهة ثانية، وربط الأقطاب المفتوحة في وجه التعمير بعضها ببعض من جهة ثالثة.
 
المدخل السادس: فتح  المستعجلات الجديدة بابن رشد( زاوية زنقتي سبتة وطارق بن زياد)، وهي البناية التي جهزت وبنيت منذ مدة، وظلت مغلقة في وجه البيضاويين، بدون سبب وجيه، علما أن القطاع الصحي العمومي هو أحد أكثر القطاعات تهميشا بالبيضاء.