الأحد 24 نوفمبر 2024
خارج الحدود

أكثر من مليون شخص يواجهون مخاطر المجاعة في الصومال

أكثر من مليون شخص يواجهون مخاطر المجاعة في الصومال

أصدرت وحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية التابعة لمنظمة الفاو تقييما حول الوضع في الصومال أظهر ارتفاع سوء التغذية الحاد وخاصة بين الأطفال في أجزاء كبيرة من البلاد.

ورجح التقييم أن يستمر هذا التدهور حتى بداية موسم الأمطار المقبل. وأرجع أسباب ذلك الوضع إلى قلة الأمطار واستمرار الصراع وتعطل التجارة وخفض المساعدات الإنسانية.

فيليب لازاريني نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في الصومال، قال إن نتائج التقييم تؤكد التوقعات السابقة وإن الأمن الغذائي مازال يشكل مصدر قلق كبير للبلاد.

"اليوم، لدينا تأكيد الآن على تدهور وضع الأمن الغذائي وهو ما تنبأنا به منذ عدة أشهر. مرة أخرى يعد الأمن الغذائي مصدر قلق رئيسي للصومال، كما كان في السابق. يواجه أكثر من مليون شخص في البلاد انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة تقدر بعشرين في المائة مقارنة بالعدد المسجل قبل ستة أشهر. وبذلك ارتفع العدد الإجمالي للأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية أو يعتمدون على الدعم في سبل كسب العيش ليصل إلى أكثر من 3 ملايين شخص".

وذكر السيد لازاريني أن منظمات الإغاثة واصلت تقديم الإغاثة للناس ولكنها لا تزال تواجه تحديات كبيرة.

"لقد وضعنا الحلول المبتكرة والتي سمحت بالزيادة التدريجية في استجابتنا. بدأت منظمات الإغاثة منذ شهر استخدام رحلات الشحن إلى المناطق التي لا يمكن الوصول إليها برا، لكننا نعلم جميعا أن توصيل الإغاثة جوا ليست هي أفضل استجابة، أولا لأنه عالي التكلفة، وثانيا لأنه لا يسمح بالوصول الدائم إلى المناطق النائية باستمرار في المناطق بجنوب وسط الصومال، لا يوجد بديل عن توصيل مواد الإغاثة عبر الطرق البرية".

وأشار فيليب لازاريني إلى أن الأطفال معرضون للخطر. وقال إن 218 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد ويواجهون المرض والموت بالفعل.

وقد وصلت منظمات الإغاثة إلى بعض هؤلاء الأطفال وآلاف آخرين وقدمت العلاج والمعونات الغذائية.

وفيما يتعلق بالاستجابة خلال هذا العام، ذكر لازاريني، أنه تمت مساعدة 1.4 مليون شخص بالمواد الغذائية ودعم سبل كسب العيش، ومساعدة نصف مليون شخص بالمياه المأمونة، واستفاد نفس العدد من خدمات الرعاية الصحية الأولية. وبالإضافة إلى ذلك، فقد تمت معالجة ما يقرب من 100ألف طفل تحت سن الخامسة ممن يعانون من سوء التغذية الحاد في مراكز التغذية في جميع أنحاء البلاد.

وقال رئيس مكتب منظمة الفاو في الصومال، السيد رودي فان أكين، لقد كان موسم الأمطار السابق ضعيفا، وانخفضت المحاصيل وهي تحت رحمة الأمطار المتوقعة في أكتوبر.

"إلى أن تبدأ الأمطار في شهر أكتوبر، وإذا تمكنا من تقديم المساعدة الإنسانية بصورة جيدة وثابتة، فإن هذه الأرقام المتعلقة بالتغذية والأمن الغذائي ستزداد سوءا، لأن الوضع سيتدهور من الآن وحتى شهر أكتوبر".

ولتجنب تكرار المجاعة التي حدثت في عام 2011، والتي أدت إلى مصرع حوالي 260 ألف شخص نتيجة الجوع، أصدرت الأمم المتحدة في الصومال نداء إنسانيا للمساعدة من المجتمع الدولي.

وقالت منظمة الفاو إن حالة الأمن الغذائي لأكثر من 2.1 مليون شخص آخر لا تزال هشة.

ويعد هذا النداء بمثابة مساعدة إنسانية منقذة للحياة للفترة التي تمتد من الآن وحتى ديسمبر عام 2014، وسوف يساعد في تلبية الاحتياجات الغذائية العاجلة، بما في ذلك التغذية العاجلة والدعم الصحي لسوء التغذية الحاد، ولاسيما للأطفال.