الجمعة 7 فبراير 2025
مجتمع

الفضاء العام بوزان تتهدده  بعض المخاطر.. حمايته مسؤولية مشتركة

الفضاء العام بوزان تتهدده  بعض المخاطر.. حمايته مسؤولية مشتركة مشهد لمدينة وزان
قبل الدخول في الموضوع ، وجبت الاشارة إلى أن الأمر لا يتعلق بالحديث عن انفلات أمني كما قد يتوهم البعض ، ولا بتسجيل أدنى تراخي في صفوف الأجهزة الأمنية،  المستنفرة عناصرها ليل نهار من أجل التجسيد الميداني لشعار" الأمن في خدمة المواطن " . لكن أخبار مجالس ساكنة دار الضمانة في الأسابيع الأخيرة ، لم تعد تخلو من اثارة موضوع العنف بكل أشكاله الذي أصبح يؤثث الفضاء العام لمدينة مشغولة ساكنتها بتضميد جراح الأزمة الاجتماعية التي تقبض على أنفاس الغالبية الساحقة من أهلها.

  لن نخوض في تفاصيل وأشكال العنف الحضري( وزان نموذجا) في انتظار العودة لتفاصيله لاحقا ، بل نكتفي بالإشارة إلى توسع رقعة النشل التي تعرض لها مواطنات ومواطنين في الأسابيع الأخيرة على يد نشالين محترفين . فهذا رجل تعليم يخطف منه هاتفه بالقوة من أمام المدخل الرئيسي لإعدادية الإمام مالك ، وهذه مواطنة تكتشف وهي تتأهب لتأدية مقابل ما تبضعته بأن جيبها "طارت منه الحصيصة" ، وهذه منتخبة بمجلس جماعة وزان لولا الظهور المفاجئ لبعض المارة لكانت من بين ضحايا نشال كان يتربص بها ، وهذا متجر يتعرض للسرقة ...

على ماذا يؤشر هذا الارتفاع في عمليات النشل في واضحة النهار التي سقط ضحيتها مواطنات ومواطنين أبرياء ؟ وما المطلوب من مختلف المتدخلين كل حسب موقعه ، لجعل أمن وسلامة و طمأنينة ساكنة دار الضمانة وزوارها خطا أحمر؟
 لا يختلف اثنان بأن بلادنا تلوي عنقه أزمة اجتماعية عميقة ، وفي مثل هذه الظروف الصعبة كثيرة هي الظواهر التي تطفو فوق السطح كرد فعل على قساوة الوضع .

 وزان من المناطق التي يؤدي أهلها فاتورة تعطيل العدالة المجالية لعقود من الزمان. والقطاعات المُشغلة لأبنائها ، كالصناعة التقليدية ، والسياحة ، والفلاحة على محدوديتها ، تعرف كسادا لم يسبق له مثيل. يضاف لكل ما سبق ذكره الارتفاع المهول الذي تعرفه أثمنة المواد الغذائية الأساسية ، والجفاف الذي يضرب البلاد للسنة السادسة على التوالي. فماذا يمكن أن يترتب عن هذا الوضع الصعب بهشاشته الاجتماعية ، غير توسع رقعة الفقر والبطالة والهجرة من البادية لعاصمة الإقليم ، غير تنامي ظواهر اجتماعية  ، يشكل مسلسل السطو على كل ما هو خاص ( متاجر- بيوت ...) ، والنشل في الشارع العام ....تجليا من تجلياتها ؟ أليس الجوع كافرا ؟

 هذا المرور الاعلامي السريع لموقع "أنفاس بريس"  يدخل في اطار المقاربة الاستباقية التي على مختلف المتدخلين تفعيلها . وسيكون من باب اللامسوؤلية وانعدام الضمير إن حاول البعض التنصل من واجبه الوطني ، والاكتفاء بحصر مسؤولية استتباب الأمن بالمدينة في الظروف العادية كما في بعض المنعرجات ، في نساء ورجال الأمن الذين على الجميع أن يرفع لهم/ن القبعة لسهرهم/ن 24 ساعة على 24 ساعة على أمن وسلامة أهل وزان ، وأمن ممتلكاتهم، بل لابد من ترسيخ وعي عام بأن المسؤولية مشتركة ويتقاسمها الجميع . كل العيون يجب أن تكون يقظة. عيون مجلس الجماعة الذي عليه توفير الانارة العمومية بكل الأحياء والشوارع ، عيون السلطة التي عليها أن لا تنام وأن يتواجد أعوانها حيث يجب أن يتواجدوا. عيون الاثنان ( السلطة والمجلس) من أجل تنظيم المجال العام لأن العشوائية التي يعيشها تشكل منفذا لتسلل أيادي النشالين التي هي أسرع من البرق لجيوب الضحايا . عيون الضحايا الذين عليهم أن يبلغوا الجهة الأمنية في حينه .
 
وعيون المجتمع المدني النزيه والنشيط الذي لا يمكن اعدام مؤهلات أطره من أجل ابداع آليات بتعاون مع باقي المتدخلين لجعل وزان في هذه الظروف الاجتماعية الصعبة بصفر نشل ، وصفر سرقات، وصفر اعتداءات .... وما ذلك بمستحيل حين ننتصر  لتمغربييت .