يعيش فريق الوداد البيضاوي منذ انطلاق الموسم الكروي حالة من التخبط والارتجال، ليس للأمر صلة باعتقال رئيسه، فحتى قبل فتح ملف الرئيس استهل الفريق موسمه بهزيمة في ميدانه في الدورة الأولى من البطولة، ثم توالت كبوات الفريق محليا وقاريا، والرئيس لم تتفجر قضيته بعد، فالفريق يدفع ثمن الانتدابات التي لم تُبن على شروط تقنية ورياضية تستند على الجدارة والمهارة، بل لعب فيها السماسرة ووكلاء اللاعبين دورا كبيرا، وجنوا من ورائها مالا كثيرا، ودفعوا الفريق إلى قلب المتاهة، فبعض اللاعبين هم أنفسهم لا يصدقون أنهم يحملون قميص الوداد، وهم لايصلحون حتى للعب في فرق الهواة، فهناك مناصب يمكن احتلالها عن غير كفاءة، ويمكن السطو عليها بالوساطة، ويمكن الاختباء فيها، إلا الرياضة، فإن المركز فيها لا يكون إلا لذي مهارة وكفاءة ترقبهما العيون في المباريات المتوالية.
لقد ورط الرئيس المعتقل الفريقَ في الانتدابات المغشوشة، ثم عمد إلى تغيير مدرب لم يحقق شيئا وذلك أمر حتمي، بمدرب يخونه العمر والحكمة ولم يعد في جعبته ما يعطيه للاعبين، ، فالرجل لا يتورع في تعرية بطنه وظهره محتجا على لاعب أو حكم، وهذا سلوك غير رياضي، يكلف الفريق غاليا، ويخدش صورة كرة القدم المغربية التي باتت تحظى باحترام العالم، ولتعزيز فكرة السطو على الفريق، ومحاولة تهريبه، يظهر الرئيس المؤقت غاضبا ويدخل الملعب "محيح" كما يفعل الشمكارة في عرس من أعراس الحومة، ويصيح أنه "رئيس الوداد" لأنه لا يصدق أنه فعلا بات رئيسا للوداد، ثم يأتي الناطق الرسمي للفريق ليجمع حوله ميكروفونات الإعلام ويتحدث بلغة التهريج والعربدة عن "المؤامرة" وعن " التيليكموند" وكأن الفريق يسجل مثنى وثلاث ورباع والحكام يرفضون له الأهداف، ترى أين كان الناطق الرسمي ومعه الرئيس المؤقت حين كان أشباه اللاعبين يوقعون في كشوفات الفريق بالملايين المستباحة؟ ولماذا لم يحتج الاثنان على جلب لاعبين منتهين فاقدين لكل عطاء؟ ولماذا لم يصروا على عقد الفريق جموعه العامة في وقتها؟ لقد كانوا وقتها الخدم المطيع للرئيس المعتقل، أفلم تكن تلك هي المؤامرة الحقيقية على الفريق؟
إن الوداد اليوم رهينة بين يدي "الحياحة"، ولابد من تطهير محيط الفريق من "البانضية" الذين حين ينفضح تسييرهم وتدبيرهم الأعوج يرشقون الحجر بلا وجهة، ويقصفون هنا وهناك، ليخلقوا لهم عدوا وهميا يزعمون أنه يحارب الفريق، لإلهاء الجماهير عن عبثهم بالفريق، والحال أنهم هم من حارب الفريق...
فليبتعد من تحوم حولهم الشبهات عن الوداد، فهل ثكلت البيضاويات على أن ينحبن مكتبا يليق بوداد الأمة ووداد المقاومة؟