كانت القاعة مليئة برجال المال والأعمال والنخب الفرنكوفونية تنتظر وصول الرئيس ساركوزي لتقديم كتابه الجديد.. "زمن المعارك". في بداية اللقاء تناول الكلمة رئيس مجلس التنمية والتعاون صاحب الدعوة لهذا الاجتماع... قال السيد عمور.. "أنت صديق المغرب والمغاربة.... وحضورك صاحبته الأمطار...." وأضاف... "نحن نستقبلك في فندق تم تأسيسه سنة 1912" في إشارة إلى بداية الحماية الفرنسية.....
سفير جيد
جاء جواب ساركوزي..."عندما كنت رئيسا لفرنسا ترأست عدة اجتماعات مماثلة ولم تهطل الأمطار لكني عندما وصلت إلى هنا تغيرت الأمور...." ضحكت القاعة وصفق بعض الحضور... وأضاف في رسالة واضحة... "أشاهد سفيرنا بالمغرب، إنه سفير جيد، عمل إلى جانبي... كل الذين اشتغلوا إلى جانبي ناجحون" ...... وأضاف... "ليفهم من يريد.... والذين لا يودون الفهم فلا حسرة عليهم.... إن هناك تغييراً نحو الأحسن" مشيرا إلى فشل السفيرة الفرنسية السابقة.
بدأت المشاكل
ووضع سؤال... "منذ زمن طويل لم يزر بلادنا رئيس الجمهورية فرنسا".... فأسرع ساركوزي إلى الجواب وهو ضاحكا... "كما ترون بدأت المشاكل".... وضحكت القاعة ... لكن ساركوزي أضاف وكأنه فيلسوف..... "المهم ليس هو ما تقول ولكن ما تفعل... الحب بالقلب والقرار بالعقل"......
كانت بعض الأسئلة طويلة لكن الأجوبة كانت دقيقة ومليئة بالرسائل... عبر ساركوزي عن إعجابه بالملك محمد السادس وبمبادراته.. أكد حبه للمغرب ودعمه المستمر المغربية الصحراء فصفقت القاعة....
ودون ذكر إسم الجزائر انتقد إقفال الحدود والانزواء لأن ذلك ليس في صالح التنمية... ثم تناول فكرته حول التعاون بين شمال وجنوب الأبيض المتوسط... وقال إن المسافة بين الشاطئين لا تتعدى مئات الكيلومترات بينما المحيطات التي تفرقنا عن آسيا وأمريكا تبلغ آلاف الكيلومترات.. وأضاف "البحر له نفس دور الأم، والبحر المتوسط هو أمنا جميعا... إنه البحر الذي يجمعنا..*.
كانت بعض الأسئلة طويلة لكن الأجوبة كانت دقيقة ومليئة بالرسائل... عبر ساركوزي عن إعجابه بالملك محمد السادس وبمبادراته.. أكد حبه للمغرب ودعمه المستمر المغربية الصحراء فصفقت القاعة....
ودون ذكر إسم الجزائر انتقد إقفال الحدود والانزواء لأن ذلك ليس في صالح التنمية... ثم تناول فكرته حول التعاون بين شمال وجنوب الأبيض المتوسط... وقال إن المسافة بين الشاطئين لا تتعدى مئات الكيلومترات بينما المحيطات التي تفرقنا عن آسيا وأمريكا تبلغ آلاف الكيلومترات.. وأضاف "البحر له نفس دور الأم، والبحر المتوسط هو أمنا جميعا... إنه البحر الذي يجمعنا..*.
قوة الديمغرافية
وفي خرجة غير منتظرة دعا ساركوزي إلى فتح مجلس الأمن على دول جديدة... وعلل ذلك بأنه عند تأسيسه كان عدد سكان الأرض مليارين والآن عددهم يفوق ثمانية ملايير... لذلك فمن غير المعقول ألا يتم توسيع المجلس ومن غير المعقول كذلك عدم التحاق ممثلين عن الهند أو إفريقيا أو العالم الإسلامي... لأن هذه الدول يسكنها ملايير البشر.... وعبر عن أسفه لعدم وجود هيأة دولية تعتني بالديمغرافية... «فهناك قارات يتضاعف عدد سكانها وأخرى سكانها في تراجع".. وعلق على ذلك قائلا.. "الديمغرافية تصنع التاريخ وليس التاريخ هو الذي يصنع الديمغرافية....".
استدل ساركوزي على التغيير العميق في ميزان القوي الدولية معلنا أنه دافع على التحاق الهند والصين والبرازيل وجنوب إفريقيا بمجموعة "جيم ثمانية" واليوم هؤلاء في "البريكس" رفضوا قبول الغرب»...
استدل ساركوزي على التغيير العميق في ميزان القوي الدولية معلنا أنه دافع على التحاق الهند والصين والبرازيل وجنوب إفريقيا بمجموعة "جيم ثمانية" واليوم هؤلاء في "البريكس" رفضوا قبول الغرب»...
غزة الغائبة
وانتظرت القاعة إلقاء سؤال الساعة حول أحداث غزة، وفعلا ألقي مرتين بطريقة فيها تعليق ووجهة نظر لأول مرة توتر ساركوزي واختفت ابتسامته وعبر عن الألم الذي شعر به بعد هجوم سابع أكتوبر وما لحق بالأطفال والنساء.. ودعا إلى قيام دولتين.... لم يذكر ساركوزي ولو مرة واحدة كلمة "غزة" ولا أسف على ما يلحق سكانها المحاصرين... جرت همهمة في القاعة وظهر أن جواب ساركوزي لم ينل القبول...
أحب الحياة
لقد مكن هذا اللقاء من إبراز الثقافة السياسية الرفيعة لساركوزي... وعبر قسمات وجهه وابتسامته بدا أنه يسعى إلى تقريب وجهات النظر بين فرنسا والمغرب، وربما كان رسولاً من قصر الإليزي إلى القصر الملكي... هذا ما ردده بعض الحضور ونحن نغادر القاعة محاولين الابتسامة وكل واحد بيده مؤلف ساركوزي هدية من مجلس التنمية والتعاون..... قال صديقي.. "يبدو أن المجلس حصل على الضوء الأخضر الإقامة هذا الاحتفال كرسالة على الرغبة في تضميد الجراح".. وختم ساركوزي مداخلته... "إني أحب المغامرة لأني أحب الحياة".