محمد بنطلحة الدكالي اعتقد أن الدورة السادسة من المنتدى العربي الروسي، التي تحتضنها مدينة مراكش يوم الثلاثاء 19 دجنبر2023 تحت شعار “الرهان على تعزيز مكانة روسيا في المنطقة العربية وإفريقيا" تأتي في سياق ظرف سياسي شديد الأهمية بالنسبة للمملكة المغربية وروسيا في ظل التطورات السياسية الأخيرة. وأن الدعم الدولي للوحدة الترابية للمملكة يتواصل في الوقت الذي تتجه فيه روسيا إلى تعزيز روابطها مع دول افريقيا في ظل أزمتها مع الغرب بسبب حرب أوكرانيا.
كما أن تطور العلاقات المغربية الروسية، جاء بعد الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى روسيا سنة 2016، حيث جرى توقيع العديد من الاتفاقيات. وأن هذه الخطوة تؤكد رغبة المغرب الكبيرة في تقوية العلاقات مع روسيا، في كافة المجالات الثقافية والإقتصادية والسياسية، وأيضافان زيارة الملك محمد السادس إلى موسكو عام 2002 شكلت منعطفا مهما في تاريخ العلاقات بين البلدين، علما أن العلاقات المغربية- الروسية لها تاريخها المتميز ومستقبلها المشرق، حيث كان شهر شتنبر من سنة 1958، بداية العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وروسيا (زمن الإتحاد السوفييتي)، واستمرت تلك العلاقات على مدى عقود حتى وصلت ذروتها خلال العقدين الأخيرين. وأن الرؤية الملكية الحالية بشأن العلاقات الدولية تسير في تجاه سياسة الإنفتاح على جميع القوى الدولية، والتعاون الصادق بين الشركاء والحلفاء، وهو ما تأكد اليوم في ظل العالم المتعدد الأقطاب، خاصة وأن مستقبل العلاقات بين روسيا والمغرب مشرق ويمكن أن يتطور بسرعة كبيرة، حسب جميع المؤشرات الراهنة.
أن العلاقات المغربية الروسية تتميز بالتنوع على مختلف الأصعدة، وبارتفاع ثابت لحجم التبادل التجاري بينهما، ومرشحة لمزيد من التطور الذي يخدم مصالح البلدين، وأنها علاقات ليست ظرفية، ولكنها نتيجة صداقة تعززت وتوطدت بغض النظر عن تقلبات التاريخ. وأن هذا المعطى يؤكد الدور المحوري الذي أصبح يلعبه المغرب كقوة إقليمية صاعدة، تراعي التعدد والتنوع في علاقاتها مع الدول الكبرى، كبلد أمن واستقرار وسلام وحلقة وصل أساسية واستراتيجية بين الشمال والجنوب.
لهذا، فإن اختيار المغرب لاحتضان الدورة السادسة للمنتدى العربي الروسي، خير دليل على ذلك، فهو يشكل فرصة لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات بشكل جماعي، وطرح العديد من القضايا للنقاش من ضمنها الأمن والتنمية والتعاون المشترك، ووضع استراتيجية وخطة العمل لتنفيذ مبادئ وأهداف منتدى التعاون العربي الروسي..
