تحل ذكرى اغتيال الشهيد عمر بن جلون في سنتها 48، تحل هذه الذكرى المؤلمة التي تعيد إلى الأذهان بشاعة الإرهاب الذي يصيب المناضلين المخلصين لبلادهم والصادقين لمبادئهم. يحل يوم 18 دجنبر هذه السنة وروح الشهيد ترفرف في سماء الوطن. إن ذكرى اغتيال الشهيد عمر بن جلون تحل علينا هذه السنة في ظرفية تعرف فيها البلاد انقلابا على المنهجية الديمقراطية وعلى حقوق الطبقة الشغيلة ومكتسبات الشعب المغربي، وهي المبادئ النبيلة التي كان يناضل من أجلها الشهيد، شهيد الطبقة العاملة وشهيد جريدة المحرر، الجريدة التي كانت سياسية وثقافية، جريدة الأصوات الحرة التقدمية؛ لقد قتل الإرهاب عمربن جلون، وقتل معه كل الأصوات الحرة وقتل آمال الشعب المغربي من أجل تحقيق الحرية والديمقراطية الحقة والعدالة الإجتماعية والتوزيع العادل للثروات.
فحكم هذا الإرهاب من بعده البلاد، وقضى على كل المكتسبات الإجتماعية من صحة وتعليم والإجهاز على صندوق المقاصة وتحرير سوق المحروقات، وفتح الباب أمام لوبيات الفساد.
لقد قتل الإرهابيون عمر بغطاء مخزني لتخلو الساحة لورثة الإستعمار لينفذوا المخططات الإمبريالية/ الإستعمارية ضد الشعب المغربي ويبادروا إلى التوقيع على التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي يقوم بإبادة الشعب الفلسطيني بمباركة المطبعين العرب "المتصهينة". تعود ذكرى اغتيال الشهيد الثوري والبلاد أصبح يطغى عليها البؤس السياسي والإنكماش الثقافي الجاد، ويسود فيها الإرتزاق الإعلامي. تحل هذه الذكرى والبلاد تمر من مرحلة عم فيها الفساد ونهب المال العام والإغتناء غير المشروع، وخلت الساحة من كل القيم الإجتماعية والأخلاقية والسياسية.
وأصبح المواطن يعيش عيشة ضنكا بفعل الغلاء الذي شمل كل المواد الإستهلاكية جراء ارتفاع أسعار المحروقات وانسحاب الحكومة من كل مراقبة لهذه الأسعار رغم انعكاساتها السلبية على المواطنين والمواطنات، وانسحبت الحكومة من كل مسؤولية تتعلق بأمن المواطن الغذائي.
لقد أصبح المغرب بين أيدي حكومة تخدم مصالح أعضائها ومصالح ذوي النفوذ المالي والريعي تاركة الشعب يعيش وهم الدعم الإجتماعي مقابل ضرب مجانية التطبيب والتمدرس ومقابل القبول بارادة الشركات التي تفرض شروطها من حيث الأسعارعلى المواطن والمواطنة. تعود ذكرى اغتيال الشهيد عمر والديمقراطية لم تتحقق بعد، بل ما تحقق هو الإستبداد والإستغلال البشع للمواطنين والمواطنات وللوطن وأصبح الكل يتساءل اليوم" المغرب إلى أين"؟.