نشرت جريدة "العلم الأسبوعي" ملفا من إنجاز "الزميل عبد العزيز كوكاس" حول "الزمن الجميل"، شارك فيه مفكرون وباحثون في شتى مجالات المعرفة وأشكال التعبير، حيث فكك كل واحد منهم معنى "الزمن الجميل". كما رصدوا، كل من مجال اهتمامه، تحولات القيم وتغيرات البنيات الفكرية والسياسية والأخلاقية، فضلا عن الاختراق الذي تم على التمثلات الجماعية والسلوك العام.. (هل الماضي زمن جميل دائما؟ ما حدود النوستالجيا وما حدود النقد للماضي؟ هل هناك شعور عام بالاستقرار أم بالتحول؟ هل يمكن الاستكانة إلى الاستقرار في عالم دائم التحول؟).
تلك هي أهم الأسئلة التي حاول هؤلاء المفكرون الإجابة عنها في هذا الملف الذي تنشره "أنفاس بريس" في حلقات:
تلك هي أهم الأسئلة التي حاول هؤلاء المفكرون الإجابة عنها في هذا الملف الذي تنشره "أنفاس بريس" في حلقات:
يرى المفكر محمد هاشمي أن هناك ازدواجية واضحة في علاقتنا وحنيننا إلى الماضي، فنحن لا نرنو إليه إلا حينما يحبطنا الحاضر ويُخْلف المستقبل وعوده، هنا يحظى الأسلاف ببعض القداسة لافتقادهم للقدرة على التدخل المباشر في حياتنا ومصالحنا، ووفق تحليل عميق مهما اختلف معه المرء لا يمكن إلا أن يحترم فاعليته وكفاءته المنهجية والتحليلية في تفسير أسباب التعلق بالماضي والحديث عن أيام العز، يؤكد هاشمي أن الأحياء في الواقع هم من يعطي للموتى هويتهم، وهم من يصطنعون منهم ما يشاؤون من رموز وقيم، ويحذرنا من مثل هذه الآليات النفسية في تبييض ما كان الجميع في الواقع يكافح ضده، ومن النكوص الجماعي نحو الماضي، يكفي أن نعتبر التصالح مع راهننا باعتباره نتاج فاعليتنا هو أفضل ترياق ضد أمراض النزعة الماضوية القاتلة.
عادة ما تنفلت في سياق التداول العام عبارات تكيل المديح للماضي مثل "الأشياء لم تعد جميلة كما كانت من قبل"، "أيام العز" و"الزمن الجميل"، في السياسة والقيم المجتمعية كما في الثقافة والفن وفي جميع مناحي الحياة، هل بالفعل ماضينا الفردي والجماعي كان أفضل من حاضرنا أم هل الأمر مجرد حنين ونوستالجيا وشعور نفسي يقينا ما نحس أنه صقيع الحاضر؟
الحنين إلى الماضي والتوثب نحو المستقبل، هما ملمحان مميزان لعقليتين مختلفتين، إحداهما ماضوية تعتبر أن الأصل هو تلك اللحظة الذهبية التي يبتدئ الانحدار والسقوط بقدر ما نبتعد عنها، ولهذا فالحنين إلى هذا المبتدإ المقدس، هو توق إلى الانجماع الشافي، وجبر للكسور وللشروخ المؤلمة التي ننتهي إليها لا محالة بتفريطنا في هذا الأصل المقدس، أما الانشداد إلى المستقبل فهو ديدن التقدميين، الذين يعتبرون أن مسار التاريخ يُلعب بشكل نمائي نحو ما لم يصر بعد، وما لم يستنفذ بقوة التحقق إلى منتهاه، وبالتالي ما يظل يحمل زخما من الإمكان القابل لأن يقدم ما لم يكن في حسبان السلف، وما كان لمّا يزل حينئذ بالكاد بذورا غير مكتملة في رحم الماضي الذي يبدو من خلال هذا المنطق، دائما متهالكا ومنهكا حينما يقارن بفتوة المستقبل ووعوده، لهذا من حيث المبدأ حسب هذه الرؤية إن مدائح الماضي وأسطرته إذا ما جرت على مستوى التعميم، لا تصدر إلا عن الماضويين السلفيين، وهي حينما تتم على هذا المنوال تتحول في الواقع إلى نوع من الإعاقة الاجتماعية والثقافية حيال حركة تطور المجتمعات، لكن الانتصار المطلق والحماسي للمستقبل يحمل هو أيضا قدرا كافيا من الأصولية الفكرية، باعتبار أن هذه العقلية هي في الواقع إرث أنواري يعود إلى القرن الثامن عشر، فهي كذلك رغم تقدميتها الاصطلاحية، نوع من السلفية الاصطفائية، الحال أننا كمغاربة نحمل في رؤوسنا وقلوبنا تركيبة من العقليتين معا، لهذا ترانا أحيانا نتبرم من مدى وفائنا المبالغ لأصالة تبدو مكلفة كثيرا على المستوى التحديثي، لكننا في أحيان أخرى تجدنا وقد أصبحنا قلقين من مستجدات تطور الحياة وتغيرها، من هنا أعتقد أن هناك ازدواجية واضحة في علاقتنا وحنينا إلى الماضي، فنحن لا نرنو إليه إلا حينما يحبطنا الحاضر ويُخْلف المستقبل وعوده، لكن في كل مرة نعود إلى وعينا، تجدنا لا نرى منقذا من أخطاء الماضي إلا القفز اللامشروط نحو أمدية المستقبل الشاسعة والواعدة.
هل هذا الأمر تعبير عام لدى كل الشعوب وفي كل الأزمنة، حيث يُمكن الحديث عن الماضي بشكل إشراقي مساعدة الناس على حفظ هويتهم، بدل التغيرات الجارفة للزمن، أم هو خصيصة مغربية تمنح المغاربة شعورًا بالاستقرار والسعادة في عالم دائم التغير.. في كلا الحالتين ما خلفياته النفسية والسوسيولوجية؟
إذا ما أردنا تفسيرا نفسيا لهذا الميل إلى التَّرفق بالماضي، وعدم القسوة عليه، بل ومسامحته على ما بدر منه لما كان حاضرا، فيمكن ان نرجعه إلى أن الذين يرحلون ينسحبون من حالة الاصطدام المباشر، يخرجون من معركة المنافسة على الواقع الحاضر الملموس، تنتهي كل إمكاناتهم، فيصبحون كائنات مستنفذة لا يمكنها ان تفاجئنا بأي جديد، الميت هو كائن هادئ، ومنهزم أنطلوجيا، لهذا فإن استحضاره يتم بتعاطف وميل إلى التجاوز والعفو، حتى الموتى القساة يلفهم صمت الغياب الأبدي العميق والمهيب، ولهذا لا تصبح لمرافعاتنا ومجادلاتنا وتنافسنا وتدافعنا معهم من معنى.
أعتقد أن الأسلاف يحظون ببعض القداسة لافتقادهم للقدرة على التدخل المباشر في حياتنا ومصالحنا، إنهم لا يحضرون بل يُستحضرون فقط، فهم مرتهنون بقدرتنا وبرؤيتنا على استعمالهم مثلما نشاء، لا سجال مع الصامتين، ولا تنافس مع من انهار كل نسق رغباته لافتقاده للقدرة على الإرادة أو الفعل، هذا الانسحاب الكامل من المعترك، يجعل ذلك الذي ماتَ وفاتَ حسب عبارة قس بن ساعدة، معفى من مسؤوليات الواجب، وهو لا يملك من حق إلا بقدر ما يُحمى من طرف أولئك الذين ما يزالون يصارعون في إطار نسق الحقوق والواجبات، والذين يملكون مصلحة محددة في هؤلاء الموتى على المستوى الاعتباري والرمزي، وإلاَّ فإن الميت المجهول يمكن أن يتحول ببساطة قاسية إلى مجرد أداة لدرس التشريح، والحضارةُ المهملة يمكنها ان تُطوى وتنقرض كمجرد خرائب بلا قيمة، لهذا فإن الأحياء في الواقع هم من يعطي للموتى هويتهم، وهم من يصطنعون منهم ما يشاؤون من رموز وقيم، إنهم مادة خام تتشكل حسب ما تمليه إرادة الخلف، ولنا في المزارات المقدسة شاهد على ذلك، حيث قد تجد أن الأجيال اللاحقة تضفي على غرماء وأعداء سابقين في مضمار السياسة والنفوذ، هالة قدسية تلم الجلاد والضحية في نفس الأجواء الإعلائية، الأمر إذن هو أقرب ما يكون إلى حالة استيهام جماعي، مثلما يحدث دائما بين الشعوب، لأجل التنفيس عن الرضوض الجماعية المرتبطة بمراحل التأسيس، أو مراحل المقاومة، وطلب الاستقلال، او بدايات البناء والريادة التاريخية، وكما تلاحظ فإن هذه المجالات هي بالضبط ما تخضعه الشعوب لآليات التسامي la sublimation فتختلق مرويات عجائبية حول بطولات نصفها تاريخي ونصفها أسطوري حول هذه اللحظات المفصلية في تاريخها الخاص.
ولهذا فهي على هذا الجانب آلية دفاع نفسي مشروع لدى كل الشعوب التي تواجه صعوبات خاصة، لكن يتحول الأمر إلى مشكل في تلك اللحظة التي تتحول عملية الأقنمة التاريخية إلى وسيلة لإعادة إنتاج المجتمع بكل تفاوتاته وامتيازاته، بحيث تصبح القداسة والبطولة موقوفة على شريحة اجتماعية معينة أو على إثنية خاصة، هنا ننتقل إلى أيديولوجيات الوسم والإعلاء، وحينئذ لا يظل مثل هذا الحنين الاستعادي مجرد فعل بريء، بل ينتقل إلى نوع من العنف الرمزي القائم على سرديات تاريخية تخلط الوقائع بالاستيهامات، خصوصا حينما تُعفى طبقة معينة من واجب العطاء ومن المحاسبة، فقط لأنها تمثل امتداد هذا السلف المقدس في ثنايات الحاضر الذي لا يأخذ معناه إلا من لحظة تأسيسية خارقة.
بالعودة إلى الوقائع هناك الكثير مما يعطي المصداقية لأيام العز في الماضي، في السياسة نعيش زمن أفول الإيديولوجيا وغياب زعامات سياسية كما كان الأمر عليه بالأمس، ذات الشيء يقال عن تخلف وضعنا الإعلامي، وسيطرة ما أصبح الكل يصمه بالتفاهة في كل المجالات، وقس على ذلك مجالات القيم والأخلاق عامة، كيف تؤولون هذا الأمر هل هي فقط محض كبوة أو تراجع لحظي أم أننا دخلنا زمن الردة التي ترفع من قوة الحنين لأيام زمان؟
قبل أن نتذكر اللحظات المشرقة للعز، علينا ألا ننسى لحظات الماضي المذلة، أجل، نحن جيل الكتابة بالحبر السائل والريشة ، وقراءات النصوص الأدبية الجميلة والفاخرة، والمسامرات العائلية الدافئة، لكننا أيضا أبناء نظام تعليمي لم يكن يرحم الفاشلين ولا هشاشة المتعلمين، لقد كان نظام قسوة واصطفاء وإقصاء، ونحن أبناء أنظمة سياسية لم تكن ترى بأسا في التدبير الأمني من خلال الرعب، نحن أيضا جيل الأمراض المميتة التي لم تكن تقتضي إلا القليل من الوعي الصحي، لهذا فإن المجتمع الذي كانت وسائل الإعلام حريصة على نقله، إنما كان يتعلق بصورة مجتزأة من خلفية متهالكة، أذكر لما كنا صغارا كان أخذ صورة عائلية يقتضي إعدادا وترتيبا مبالغين، فلا أحد كان يقبل أن يباغت وتُحنط لحظة من حياته في شكل غير ملائم، لكن هل فعلا كانت الأجيال السابقة بكل هذه الوجاهة والعمق؟
لا أعتقد ذلك، كانت الثقافة الشعبية دائما تتصف بالتفاهة والإسفاف من طرف النخبة، بل إن شرط وجود النخبة هو بالضبط شيوع الرعاع، ما اختلف في الزمن الحاضر في رأيي ليس هو شيوع التفاهة، بل بالأحرى تمكن هذه التفاهة في المزاحمة على أخذ الكلمة ممن كانت لهم دائما امتيازات فعل من هذا القبيل، لكن في نهاية المطاف لنعترف بأن الكثيرين منا كانوا يحمون أنفسهم إبان هذا الزمن الجميل المزعوم من ضحالة وسوقية الكثير من الثقافة الشعبية، بل إن المشهد الثقافي نفسه كان أحيانا غارقا في أوهام فكرية صارت الآن نسيا منسيا، وفي مسكوكات لغوية يبدو استعمالها في الوقت الراهن مثارا للسخرية، وفعلا كثيرا ما يشاغبنا أبناء هذا الجيل بتصيد لحظاتِ رَخَاصة ورقاعة صادمة في تراثنا الشعبي، ويلزموننا بالاعتراف ألا أحد في منأى من الرعاعيات والسوقيات. حينما نحفر في الذاكرة الشعبية قد نُصدم بذلك الكم الهائل من الصفاقة الاخلاقية الغليظة، فقد تجد في المحكيات والغنائيات والهزليات أحاديث عن البيدوفيليا مثلا لا يطرف جفن لحاكيها أو لناظمها، لا أعتقد أن الحس الراهن يمكنه ان يتقبلها أو يغض الطرف عنها، الزعامات السياسية التي كثيرا ما نؤقنمها في صورةِ مأثوراتٍ مقتطعة، أظن إذا ما استعدنا سياقها وتقاليدها الخطابية، وارتجاليتها الجريئة حيال قضايا مصيرية، ربما ستظهر لنا في صورة مغايرة تماما.
أعتقد أنه من الضروري الحذر الشديد من مثل هذه الآليات النفسية في تبييض ما كان الجميع في الواقع يكافح ضده، ومن النكوص الجماعي نحو الماضي، لنتذكر في هذا الصدد المفهوم النيتشوي حول ضرورة محبة قدرنا AMOR FATI.. ليس المقام مقام توسع في هذا الطرح، لكن يكفي أن نعتبر التصالح مع راهننا باعتباره نتاج فاعليتنا هو أفضل ترياق ضد أمراض النزعة الماضوية القاتلة. لنقل إن الحنين في بعده الجمالي كنوع من التخييل المبدع والمبتدع هو جزء من الواجهة الشعرية للوجود الفردي، وهو شأن خاص جدا، وعلاقة حميمة بألاعيب الذاكرة، وهذا أمر لا بأس به، فقط علينا ألا ننسى أن أعذب الشعر أكذبه، لكن تحول هذا الحنين إلى جزء من المشروع المجتمعي، وتقزيم الحاضر عبر التفخيم المبالغ للماضي، هو ما لا أميل أبدا للانخراط في الترويج لمقولاته.
بالنسبة لكم من خلال معيشكم وعبر تأملاتكم، وفي مقارنة ما بين أشكال الخطاب والممارسة السياسية، وعلى مستوى الأذواق ومختلف أشكال الإنتاج الرمزي، وعلى مستوى القيم والتمثلات، كيف تقيمون ما حدث في بلادنا، هل بالفعل تخلفنا عما كنا عليه، تراجعنا عن أيام العز والزمن الجميل، أم أن الأمر يتعلق فقط بكون خريف العمر وأن لا مستقبل لنا يدفعنا نحو مديح الماضي؟
إن سؤال التخلف يطرح دائما مقترنا ومشحونا بالكثير من الانفعالات، كل جيل يحسب نفسه المنقذ من صدمة الأزمة والنكبة والهزيمة، والتي ابتدأت بالنسبة لنا كمغاربة بالتزامن مع معركة إسلي الصادمة، حيث عاد فُرساننا التقليديون بفلول جيش عرمرم سرعان ما رفع راية الاستسلام أمام القوة الحديثة لجيش عسكري قائم على منطق آخر غير منطق الفروسية التقليدية. أعتقد منذ تلك اللحظة أصبح الحنين موجعا، إن المشاعر الإمبراطورية التي اعتدنا أن نحملها تجاه أنفسنا، أصبحت على محك الأزمة، لقد هزَمنا النصارى، وفرضوا علينا أداء الإتاوة عن يد ونحن صاغرون، وأعتقد أن السعي الحثيث إلى استعادة ما يليق بنا من مجد كبلد إمبراطوري تاريخيا، كان هو رحم رؤانا ومشاعرنا ومشاريعنا ونحن نتحدث عن استعادة "العز"، وهو نقاش كما تعلمون تقاطبَ فيه المغاربة بين حداثيين وتقليدانيين، وأصبحت التنويعات على هذين القطبين هي ملمحنا العام وميسمنا المميز، على الخصوص كما سبقت الإشارة، أن الاستعمار الذي كسر سيادتنا وجرح عزتنا، كان لحظة عابرة في تاريخ طويل من تسيد وسطوة الإمبراطورية المغربية التي رغم انفتاحها البحري الكبير، استطاعت ان تحافظ على حومتها السيادية بالكثير من الاقتدار، أضف إلى ذلك أن امتداد الملكية في نوع من التوازن المبدئي مع القوى الوطنية مباشرة بعد الاستقلال، وفي سياق أزمنة الانقلابات العسكرية، جعلنا كمغاربة نملك خلفية من تقاليد الدولة تتميز بالرقي والفخامة مقارنة بتقاليد العسكر التي حطمت بشكل عميق الاعتزاز بالماضي لصالح اعتزاز قسري بلحظات الثورات العظمى حسب تعبير الأنظمة الانقلابية، إن الشرعية التاريخية للملكية في المغرب وتماهيها مع الحركة الوطنية، هو ما شكل هذا التفخيم شبه التلقائي للذات المغربية، مقابل الشرعيات الثورية التي اجتزأت الناس من عمقهم التاريخي، بل وبنت تمثلهم لذاتهم انطلاقا من تنكرهم وتبرئهم من عمقهم التاريخي المعاصر.
لم ينفك المغاربة، مهما يكن من صعوبات ومن أزمات، ينظرون إلى أنفسهم على ضوء امتدادهم التاريخي الذي لم ينقطع، وأعتقد ان الحماسة الشعبية لرفض المساعدات في كارثة زلزال الحوز، شاهد قريب على هذا الاعتزاز بالذات. لهذا علينا في الواقع أن نميز بين سؤال النهوض والتنمية والتقدم في بعده الواقعي، الذي هو رهين أرقام وشروط لا ترتفع إلا بالعمل، وبين الأبعاد النفسية المرتبطة بهذه الكلمات في إطار التمثل الجمعي للهوية المغربية، ربما هذا ما يجعل البعض لا يفهم كيف أننا كمغاربة نعاند الارقام، ونستمر في الاعتزاز بأنفسنا حتى مع أسوإ التقارير.
الحالة هذه، يمكننا القول إن هناك عوامل نفسية وتاريخية تجعلنا نحاول بكل الطرق أن نحيط هويتنا الامبراطورية الفخمة بهالة من التقديس ومن هنا حنيننا لها، إن ذلك محاولة للارتداد إلى ما قبل الجرح الجمعي للهزيمة، لكن هناك تحديات واقعية لاسترداد ذلك المجد التليد وتحيينه في حياتنا اليومية وهذا أمر لا علاقة له بما نريد وما نرنو إليه، بل هو تابع لما نعمل وما ننجز على أرض الواقع من أشياء تستحق الاعتزاز، هذه في ظني المفارقة والمعضلة بالنسبة لنا كمغاربة: كيف نوازن بين الحنين والتحيين؟