يثار نقاش كبير حول استمرار صلاة الاستسقاء، ويذهب فريق إلى أنها سلوك تقليدي متجاوز وآخرون يحملونها نية استبلاد الناس بالغيب والخرافة في زمن التقنية والعلم.
التقاليد التي تشكل مادة من مواد التاريخ لا يمكن تقييمها على ضوء تقدم العقل البشري ومصنوعاته ولكن على ضوء استمرار أثرها في الحاضر، واذا كانت صلاة الاستسقاء لا تملك أي قيمة علمية فهي تملك شرعية دينية و إيمانية.
هل يستطيع أي واحد منا رفض بعض العادات والتقاليد والطقوس المرتبطة بالأعراس رغم أنها من الناحية التقنية والعلمية لم تعد لها أية شرعية.
إننا نحافظ عليها لأننا نعرف أنها تنتمي لآبائنا وأمهاتنا وتشكل جزء من طاعتنا لهم، ولهذا نقبل تصوراتهم العتيقة للاحتفال واللباس والطبخ والسلوك.
إننا نحافظ عليها لأننا نعرف أنها تنتمي لآبائنا وأمهاتنا وتشكل جزء من طاعتنا لهم، ولهذا نقبل تصوراتهم العتيقة للاحتفال واللباس والطبخ والسلوك.
صلاة الاستسقاء هي واحدة من الصلوات التعبدية التي تشكل واحدة من مناط مسؤولية إمارة المؤمنين، والقيام بها كشعيرة شبيه بصلاة العيدين أو صلاة الجنازة أو صلاة الشكر والاستخارة.
من يحاول مقاربة صلاة الاستسقاء على ضوء العلم والتقنية وليس من داخل النسق الشرعي الذي تنتمي حصريا، هو شخص لا يفهم في بنيات الدولة وفي فلسفة وعقيدة الحكم.
ولهذا يطلب ممن يكتبون بعواطفهم وبمقدمة رؤوسهم أن يفهموا أن الفهم الحقيقي للأشياء يكون بالانصات لها والسفر في متنها، وصلاة الاستسقاء لا يمكن فهمها إلا داخل هذا النسق كجزء من المهام التعبدية لإمارة المؤمنين، والدعاء كجزء من المهام الروحية والإيمانية القائمة على القبول والتسليم.