الأربعاء 27 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

عزيز بلبودالي: شباب المحمدية.. موسم الأزمات وتراكم الديون

عزيز بلبودالي: شباب المحمدية.. موسم الأزمات وتراكم الديون عزيز بلبودالي
يعيش‭ ‬فريق‭ ‬شباب‭ ‬المحمدية‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬الجاري،وضعا‭ ‬صعبا‭ ‬يحفل‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬التناقضات‭.‬
تقنيا، الفريق‭ ‬يتوفر‭ ‬على‭ ‬لاعبين‭ ‬في‭ ‬المستوى‭ ‬الجيد، بمهارات‭ ‬فردية‭ ‬متميزة،‭ ‬وحضور‭ ‬تقني‭ ‬وبدني‭ ‬جيد،‭ ‬وطاقم‭ ‬تقني‭ ‬أثبت‭ ‬في‭ ‬تجارب‭ ‬سابقة‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعول‭ ‬عليه،‭ ‬ويتحصل‭ ‬الفريق‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬الاحترافية‭ ‬الحالية‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬ليست‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬تطلعات‭ ‬أنصاره،‭ ‬إذ‭ ‬يمكن‭ ‬مثلا‭ ‬أن‭ ‬ينتصر‭ ‬على‭ ‬فريق‭ ‬بقيمة‭ ‬الوداد‭ ‬وفي‭ ‬عقر‭ ‬داره، لينهزم‭ ‬في‭ ‬ملعب‭ ‬البشير‭ ‬بالمحمدية‭ ‬أمام‭ ‬فريق‭ ‬آخر‭ ‬مستواه‭ ‬عادي‭ ‬جدا‭.‬
إداريا‭ ‬وماليا،‭ ‬يجثم‭ ‬الغموض‭ ‬على‭ ‬علاقة‭ ‬جمعية‭ ‬شباب‭ ‬المحمدية‭ ‬بـ‭ ‬«الشركة‭ ‬الرياضية»،‭ ‬هذه‭ ‬الأخيرة‭ ‬تظل‭ ‬صاحبة‭ ‬القرار‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬التسيير‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالجانب‭ ‬المالي‭.‬في‭ ‬هذا‭ ‬الباب،‭ ‬وجبت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬معطيات‭ ‬كثيرة‭ ‬تؤكد‭ ‬وجود‭ ‬ضائقة‭ ‬مالية‭ ‬تخنق‭ ‬الفريق‭. ‬ولعل‭ ‬أوضح‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬ذلك‭ ‬فشل‭ ‬المكتب‭ ‬المسير‭ ‬في‭ ‬تجاوز‭ ‬ملف‭ ‬نزاعاته‭ ‬مع‭ ‬اللاعبين‭ ‬بخصوص‭ ‬مستحقاتهم‭ ‬المالية‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعله‭ ‬لا‭ ‬يبارح‭ ‬موقعه‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬الأندية‭ ‬الممنوعة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الجامعة‭ ‬من‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬انتدابات‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الانتقالات‭ ‬الحالية‭.‬
وبالرغم‭ ‬من‭ ‬تهرب‭ ‬مسؤولي‭ ‬الفريق‭ ‬عن‭ ‬مواجهة‭ ‬الحقيقة‭ ‬والخروج‭ ‬ببلاغات‭ ‬يوضحون‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬لجمهور‭ ‬فضالة‭ ‬حقيقة‭ ‬الظرفية‭ ‬المالية‭ ‬الصعبة‭ ‬والخانقة،‭ ‬فإن‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬بأن‭ ‬عددا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬اللاعبين‭ ‬لم‭ ‬يتوصلوا‭ ‬بكامل‭ ‬مستحقاتهم‭ ‬ولايزالوا‭ ‬يدينون‭ ‬بها‭ ‬نحو‭ ‬الفريق،‭ ‬بل‭ ‬ومعهم‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المعاناة‭ ‬الأطر‭ ‬التقنية‭ ‬وكل‭ ‬العاملين‭ ‬بمحيط‭ ‬النادي‭. ‬وهنا‭ ‬يجب‭ ‬التذكير‭ ‬بأنه‭ ‬سبق‭ ‬للاعبين‭ ‬أن‭ ‬خاضوا،‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الموسم،‭ ‬عدة‭ ‬إضرابات‭ ‬عن‭ ‬خوض‭ ‬الحصص‭ ‬التدريبية‭ ‬احتجاجا‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬توصلهم‭ ‬بمستحقاتهم‭ ‬المالية‭.‬
ويتسائل‭ ‬متتبعون‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬عن‭ ‬مصير‭ ‬مبلغ‭ ‬500‭ ‬مليون‭ ‬سنتيما‭ ‬توصل‭ ‬بها‭ ‬الفريق‭ ‬منحة‭ ‬من‭ ‬الجماعة‭ ‬الحضرية‭ ‬للمحمدية، ومنح‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬مؤسسات‭ ‬منتخبة‭ ‬أخرى‭ ‬خاصة‭ ‬منها‭ ‬مجلس‭ ‬العمالة‭ ‬وجهة‭ ‬الدارالبيضاء‬–‭ ‬سطات،‭ ‬ومآل‭ ‬كل‭ ‬المبالغ‭ ‬المحصل‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬بيع‭ ‬ذلك‭ ‬العدد‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬اللاعبين،‭ ‬وكذا‭ ‬قيمة‭ ‬عائدات‭ ‬اتفاقيات‭ ‬الإشهار‭ ‬والإعلانات‭ ‬وكيف‭ ‬لم‭ ‬يقم‭ ‬المسؤولون‭ ‬بتسوية‭ ‬ولو‭ ‬جزء‭ ‬بسيط‭ ‬من‭ ‬الديون،‭ ‬والتي‭ ‬أضيفت‭ ‬لها،‭ ‬حسب‭ ‬الأخبار‭ ‬المتداولة،‭ ‬ديون‭ ‬تطالب‭ ‬بها‭ ‬مؤسسات‭ ‬فندقية‭ ‬وتجارية‭ ‬وتتعدى‭ ‬قيمتها‭ ‬الملايين؟
أمام‭ ‬هذه‭ ‬المعضلة‭ ‬وهذه‭ ‬الأزمة‭ ‬المالية، يقول‭ ‬مقربون‭ ‬من‭ ‬الفريق،‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬أسلوب‭ ‬التحايل‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬المنظم‭ ‬لعلاقة‭ ‬النادي‭ ‬باللاعب‭ ‬والذي‭ ‬يشير‭ ‬بند‭ ‬منه‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬اللاعب‭ ‬يصبح‭ ‬حرا‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬لم‭ ‬يتوصل‭ ‬برواتب‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬متتالية،‭ ‬وعلية‭ ‬يقوم‭ ‬الفريق‭ ‬بتأدية‭ ‬راتب‭ ‬الشهر‭ ‬الثالث‭ ‬حتى‭ ‬يضمن‭ ‬عدم‭ ‬«هروب»‭ ‬اللاعب‭.‬
أمام‭ ‬هذا‭ ‬الوضع،‭ ‬يطالب‭ ‬مسيرو‭ ‬الفريق‭ ‬الفضالي‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬تصريحاتهم‭ ‬بضرورة‭ ‬انخراط‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بمدينة‭ ‬المحمدية‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬دعم‭ ‬الفريق،مع‭ ‬أن‭ ‬قائمة‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬الإداري‭ ‬للشركة‭ ‬الرياضية‭ ‬تضم‭ ‬أسماء‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬المقاولين‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬وأصحاب‭ ‬شركات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬اقتصادية‭ ‬ناجحة‭. ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬أن‭ ‬الشركة‭ ‬تمتلك‭ ‬في‭ ‬رأس‭ ‬مالها‭ ‬مبلغ‭ ‬مليار‭ ‬و400‭ ‬ مليون‭ ‬سنتيم‭ ‬محصل‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬بيع‭ ‬أسهمها، فكيف‭ ‬تم‭ ‬تدبير‭ ‬ذلك‭ ‬المبلغ‭ ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬الحديث‭ ‬عنه؟
هناك‭ ‬أيضا‭ ‬ملف‭ ‬آخر‭ ‬شائك‭ ‬يواجهه‭ ‬الفريق‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الموسم،‭ ‬ويتعلق‭ ‬بملف‭ ‬مشروع‭ ‬اتفاقية‭ ‬شراكة‭ ‬بين‭ ‬فريق‭ ‬شباب‭ ‬المحمدية‭ ‬والمجلس‭ ‬البلدي‭ ‬للمحمدية‭ ‬والذي‭ ‬يوضع‭ ‬بموجبه‭ ‬ملعب‭ ‬البشير‭ ‬رهن‭ ‬إشارة‭ ‬النادي،‭ ‬حيث‭ ‬رفضت‭ ‬سلطات‭ ‬عمالة‭ ‬المحمدية‭ ‬التوقيع‭ ‬بالإيجاب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭.‬
هذا‭ ‬الواقع‭ ‬المر‭ ‬الذي‭ ‬يعيشه‭ ‬فريق‭ ‬شباب‭ ‬المحمدية،‭ ‬هو‭ ‬نفس‭ ‬الواقع‭ ‬الذي‭ ‬يعيشه‭ ‬شباب‭ ‬المحمدية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬داخل‭ ‬القاعة،‭ ‬وهو‭ ‬نفس‭ ‬الواقع‭ ‬الذي‭ ‬يعيشه‭ ‬الفريق‭ ‬النسوي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أفظع‭ ‬وأكثر‭ ‬قساوة‭.‬