الأربعاء 27 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

جمال كريمي بنشقرون: كل كأس بما فيه ينضح.. التلميذ لأستاذه يطلب

جمال كريمي بنشقرون: كل كأس بما فيه ينضح.. التلميذ لأستاذه يطلب جمال كريمي بنشقرون
بكل تأكيد أن المطالب جد مشروعة لنساء ورجال التعليم، لكن مسؤولية الجميع قائمة بشأن مستقبل ناشئتنا، فالوضع القائم مزري ومتأزم، ويزداد ازدراء وتأزما ونحن نطل على شبح سنة بيضاء لا قدر الله، سيكون ضحيتها كل التلاميذ بدون استثناء في القطاعين العام والخاص، وإن لم تحدث فإننا نكرس لبناء عقول فارغة بشواهد لا تسمن ولا تغني، ونرهن مستقبل أجيال وأجيال.
إن ترجيح المنطق وعين العقل بأن يتم الالتفاف حول عمق المشكل ومعالجة القضية دون الاصطدام بالجدار، وأن يتم الرجوع خطوة للوراء من اجل التقدم خطوتين إلى الأمام، وأن نفكر في محصلة اي عمل نقوم به في ميزان يقاس به حجم السلبيات من الإيجابيات.
إن النضال القائم قد وحد الصفوف حقا، بمطالب تسائل تأكيدا جدية تفعيل الإصلاح الحقيقي لمنظومة التربية والتعليم، بأصوات عديدة تلتقي مع دعوات رد الاعتبار للمدرسة العمومية وتطبيق القانون بفعالية مع توفير الاعتمادات المالية اللازمة، انطلاقا من تحقيق كرامة الاستاذ أولا ... إلى بلوغ مطلب الجودة والتميز ...
لكن كرامة الوطن الثابتة تكمن في تعليم أبنائه وبناته تعليما جيدا ومنتجا، حيث أن الرسالة التعليمية لا تقدر بأي مقابل كيفما كان، روحها التضحية، وقوامها التفاني ونكران الذات، فإذا كانت المصانع بصناعها تنتج الآلات ... والأرض والحقول بفلاحيها تنتج الغداء...فإن الأقسام بأساتذتها تنتج العقول وتبني الأوطان المجتمعات، وتسهم في تحقيق التنمية بكل تجلياتها على كافة الأصعدة ومختلف المجالات.
إن الحوار الإيجابي هو المسلك الديمقراطي في مغربنا اليوم، الذي قطع أشواطا في الحرية والنضال، يدفع الحاكم من موقع القرار، أن يعي تماما مبدأ إستغلال فرص الأزمات في بعث الانطلاقات الجديدة والواعدة، وعلى المناضل من موقعه ان يتكيف مع كل المتغيرات، ويسعى إلى تفكيك كل الشفرات، ومن تم التوقف لحظة لاسترجاع الأنفاس، كما يسترجعها المحاربون في وقف مؤقت لإطلاق النار، ولربما يكون في ذلك خيرا لأهل الدار.
إن الجميع، وكل الأمهات والآباء يترجون النظر في عمق معانتهم، دموعهم حارقة وقلوبهم باكية على مستقبل غامض لابنائهم، كلهم إيمان نضالي لمن قيل فيه " كاد المعلم ان يكون رسولا " فالرجوع للاقسام ليس هزيمة، بل هو نبل وشهامة بناة عقول هذا الوطن، وان الحجرات تنادي بأعلى الأصوات صادحة، لغياب من ألفت حضورهم اليومي، واحتضنت صخبهم وتمردهم وعنفوانهم، وأن الطاولات قد افتقدت الأقلام والكراسات، فهي روحها وغداء مكوناتها من الحديد والأخشاب...
إن الفعل النقابي لهو رسالة، في عمقها تتجلى المطالب، في ثناياها يكمن التفاوض، نحو تحقيق المكاسب دون اخرى، والمسار متواصل في سكة نضال لا ينقطع، على حبل يتأرجح بين واقع الحال والأحوال دون السقوط في المحال، منطوي على منطق الأمور في مناحي الحياة بآمالها وآلامها.
 
جمال كريمي بنشقرون، رئيس جمعية أمهات وآباء وأولياء أمور تلاميذ الثانوية التأهيلية أبي بكر القادري بسلا