بعد الإنزال الضخم لرجال ونساء التعليم أمام البرلمان اليوم، بما يعنيه ذلك من ارتفاع منسوب التوتر واستمرار هدر الزمن الإصلاحي والمدرسي، فإن العقل والمنطق يفرض الإجابة على أسئلة تفرض نفسها:
- وحدها كتب الله السماوية من هي في منأى عن أية مراجعة، والمؤكد أن هذا الذي سماه مدبجه "النظام الأساسي"، وسماه رافضوه من هيئة التعليم "نظام المآسي" ليس نصا مقدسا.
- عندما يجمع الناس على رفض شيء ما، فالأكيد أنه ليس كل الناس على خطأ ، بل من يتعنت رافضا الإنصات لصوت الإجماع هو المخطئ.
- هذا التوتر الشديد، الذي لا نتماه متطورا ليشبه ما وقع سنوات 1965 و 1979 و 1981 و 1984 و 1990 ، مؤكد أنه في حال استمراره في شرطنا الاجتماعي الحالي، قد يكون القشة التي ستقسم ظهر البعير.
- بقيادة من عاهل البلاد، أطلقت البلاد ورشا ضخما للرعاية والحماية والتغطية الاجتماعية، وعلى من اختلق التوتر اللاجتماعي الحالي، المشوش على هذا الورش الوطني أن يتحلى بذرة حصافة ورصانة ووطنية ليراجع و يتراجع، لأنه عندما يتعلق الأمر بالاستقرار والأمن الاجتماعيين فإنه لا مجال لأية نرجسية أو عنترية أو إجراءات زجرية، أو حتى أغلبية حكومية.
- حتى إذا افترضنا وجود خلفيات أو جهات سياسية مستترة وراء هذه الحركة الاجتماعية، فإن الوعي بهذه الفرضية يقتضي استعجالية التدخل العاقل لإبطال مفاعيل هذه القنبلة.
- في التاريخ السياسي لما بعد الاستقلال لعبت الحركة النقابية و الاجتماعية لرجال و نساء التعليم دور القاطرة في معظم الحراكات الاحتجاجية ذات البعد الوطني ، ويبدو أنها لازالت قادرة على ذلك، ولذلك ، فبالإضافة للمصلحة الفضلى للزمن المدرسي وللمتمدرسين والمدرسين، فإن المصلحة الفضلى للوطن عموما تستلزم كثير تعقل وتنازل وإنصات متبادل ....حتى لا تعم النار كل الهشيم.
- إذا كانت الحكومة و وزيرها في التعليم تعتبر أن موقفها هو مسألة كرامة وصرامة حكومية، فإن منطق الدولة يعلو على منطق الحكومة ...ولابد أن للدولة حكمتها العاقلة و تحكيمها الحاسم ....وهو المأمول في هكذا لحظات توتر مستعصية.