مهما انتقدنا ومهما صرخنا في وجه سينمانا غيرة لا حدقا ولا عدمية، يجب أن نعترف ان المهرجان الوطني للفيلم بطنجة مكسب وفخر لنا نحن المغاربة، فالكثير من الدول لا تتوفر على مهرجان وطني أو قومي تعرض فيه كل انتاجاتها السنوية الخاصة بسينماها المحلية، هو عرس سينمائي وطني بامتياز فيه ينجح المغربي، وفيه يرسب المغربي، وفيه يُحتفى بالمغربي، وفيه يُكرم المغربي، وفيه يُصفق المغربي للمغربي، وفيه أيضا يشعر السينمائي والمهتم أنه صاحب بيت لا ضيفا، أشعر بالاعتزاز لأن هناك مناسبة أو دعوني أقول منصة يقف فوقها السينمائيون والجمهور المغربي جنبا الى جنب يحضنون ويعانقون سينماهم، حتما ستكون هناك افلام فاشلة وانتقادات عنيفة، وملاحظات حادة، ومشاحنات... لكن لم نسمع يوما عن فوضى تنظيمية خارجة عن السيطرة، أو بأحد يدعو إلى إلغائه أو هدم أعمدته، لأن المهرجان في الأخير هو الظل الذي يحتمون تحته، والنور الذي يسلط على أعمالهم... المهرجان روح السينما المغربية بكل بساطة ونحن قطعة من هذه الروح فهنيئا لنا بهذا العرس.
تابعت عن بعد من هولندا أغلب فعاليات المهرجان تقريبا من ندوات ومناقشات وحفلتي الافتتاح والاختتام، وحتى كواليسه، وأود هنا أن أشكر صديقة عزيزة كلما حضرت نشاطا اتصلت بي صوتا وصورة، لأتابع معها مباشرة النشاط من أوله لآخره، أو تسجله وترسله لي، وهذه ليست أول مرة فقد دأبت على هذا في كل دوراته الأخيرة، فبقدرما أقدر خدمتها وهديتها هذه، بقدرما أتأسف على مهرجاننا الذي يفتقد الى هذه الخدمة البسيطة فاليوم معظم المهرجانات المحترمة بما فيها مهرجانات صغيرة، لها قناة على شبكات التواصل الاجتماعي تنقل عليها مباشرة فعالياتها، وهذا ليس بالشيء المستحيل أو الكبير، كما أشكر الأصدقاء الذين كانوا حاضرين ونقلوا الي الأجواء كما العادة، كما أشكر كثيرا كل مخرج خصني بمشاهدة فيلمه المشارك في المسابقة بعدما عرف بأنني لن أحضر، وهذا يحدث كل دورة تقريبا، كما أشكر بشكل خاص المركز السينمائي المغربي على دعوته لي للحضور لكن للأسف وكما العادة تحكم الظروف ولم أتمكن من السفر، كما وأحيي اللجنة المنظمة على تقبلها النقد مهما كان صغيرا، وهذا يظهر مدى رغبتها في الدفع بالمهرجان الى الأمام.
على أمل أن تكون للمنظومة السينمائية ككل نفس الرغبة ونفس الأمل، فكلما صحت المنظومة، صحت كل العناصر المكونة للسينما ببلادنا.