الأربعاء 27 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

 الحسن زهور: خطاب نصر الله.. حماس و الاسلاميون المغاربة!!

 الحسن زهور: خطاب نصر الله.. حماس و الاسلاميون المغاربة!!  الحسن زهور
خطاب السيد نصر الله اليوم هو غصة في حلق الإسلاميين والقوميين المغاربة، وخذلان  لحماس...
فقد كان الكثيرون من الاسلاميين والقوميين ينتظرون أن يعلن زعيم حزب الله دخوله المعركة لنصرة حماس، لكن خطابه كان خطابا ايديولوجيا وحماسيا من جهة بقوة شعاراته الحماسية، وواقعيا من جهة أخرى ،حين تبرأ من علمه المسبق بمغامرة حماس كما برأ ولية أمره ايران من ذلك أيضا، لأنه تعلم الدرس من حرب 2006 التي دمرت فيه اسرائيل لبنان بعد المغامرة التي قام بها حزب الله (وقد ذكر الزعيم ذلك في خطابه).
في خطاب نصر الله تنصل الزعيم من علمه المسبق بالهجوم الكارثي الذي قامت به حماس،كما برأ ايران من هذه المسؤولية ايضا لتبقى حماس هي من تتحمل المسؤولية، بمعنى ان حزب الله وايران لا شأن لهما بالحرب في غزة ولن يتحملا العواقب السياسية الوخيمة والكارثية لهذه الحرب (بعد التهديد الأمريكي لهما) واكتفيا بالشعارات وبالتهديدات وبالحركات الإستعراضية من المنظمات التابعة لهما والمنتشرة هنا وهناك.
لكن ما علاقة خطاب السيد نصر الله بالاسلاميين والقوميين المغاربة؟
لم يجد هؤلاء من تبرير لفشل مشروعهم التهييجي للشارع المغربي ( لبعث ايديولوجياتهم المدمرة مستغلين في ذلك دماء الفلسطينيين أبشع استغلال) سوى التحامل على الحركة الأمازيغية وتحميلها فشلهم ،هذا عبر نشر فيديوهات ملفقة وكاذبة في حق الحركة تعبر عن الهستيريا وخسة الأخلاق التي بلغها هؤلاء، ويصدق عليهم قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"سورة الحجرات" الآية 6.
 
نقول لهؤلاء الإسلاميين والقوميين المغاربة أصحاب التهييج والتلفيق والكذب في حق الوطنيين المغاربة،ماذا بعد خطاب السيد نصر الله الذي خذل فيها حماس (رغم الشعارات الرنانة التي استخدمها)؟ 
ننتظر منكم الآن موقفا توبيخيا لحزب الله في خذلانه لحماس وللفلسطينيين(أما التنديد فلستم في مستوى إعلانه، ما تعرفون القيام به هو التنديد بمواقف بلدكم العقلانية)؛ نطلب منكم استنكار موقف ايران الذي دفعت حماس إلى أتون الناروتدميرغزة وتقتيل الفلسطينيين، وتهجيرهم منها في حين جنبت ايران مناطق الشيعة في لبنان  الدمار والقتل حين أوعزت إلى حزب الله بعدم التدخل والإكتفاء بالمناوشات المحددة سلفا بينه وبين اسرائيل.
ننتظر منكم موقفا واضحا من هذا الخذلان أم أنكم لا تعرفون إلا تلفيق الأكاذيب في حق من من يحمل هم ومصلحة هذا الوطن بعيدا عن الأيديولوجيات الهدامة؟ أم أنكم لا تعرفون إلا التهييج وإضرام النيران في بلدكم وجره إلى أتون الحرب غير عابئين بالنتائج السلبية عليه وعلى قضيتنا الوطنية،كما فعلتم سابقا عندما هيجتم الشارع تأييدا لصدام حسين في احتلاله للكويت؟
 
اسمعوا إلى ما يقوله العقلاء وإلى الأغلبية الصامتة: 
ندين جرائم اسرائيل الوحشية في حق الشعب الفلسطيني كما ندين من تسبب في هذا التقتيل والدمار وهي حماس، فالعنف لن يولد إلا عنفا مضادا من كلا الجانبين، ولن تنعم اسرائيل بالسلام إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بحدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. 
فلا تتزايدوا علينا بالشعارات الأيديولوجية التي هدمت أوطانها منذ شعارات الإخوان المسلمين وشعارات عبد الناصر إلى شعارات حزب الله وغيره... والنتائج الكارثية رأيتموها وترونها بأم العين. 
فالحمقى في كل مكان يشعلون النيران والعقلاء يعملون على إطفائها.