أمام تزاحم الأحداث وجدت صعوبة في متابعة ما يجري محليا وعلى النطاق الدولي فيما يتعلق بالعدوان على غزة... في نهاية المطاف ظهر جليا أن هناك مقتربات خطيرة تمس جوهر وجود الشعب الفلسطيني....
حماس وداعش
لداعش زار إسرائيل قادة أمريكا والتابعين لها، وأعلنوا وقوفهم إلى جانب إسرائيل. كان آخر الزوار الغربيين رئيس جمهورية فرنسا... قال ماكرون ما معناه... علينا أن نحيي الحلف الدولي الذي جمعنا عند محاربتنا وعلينا بنفس القوة والاتحاد أن تحارب حماس الإرهابية... ومعنى ذلك أن ماكرون «البرهوش» ا 1/2 في الغرب إلى المشاركة في قصف المدنيين في غزة... إنها دعوة صريحة إلى إبادة جماعية لشعب غرة ونداء النني إلى تطهير عرقي لسكان هم سجناء منذ خمسين سنة... إسرائيل منعت عنهم الماء والكهرباء والأدوية... حتى أخطر المعتقلين في أصعب السجون يصلهم الماء والكهرباء والدواء.
أسئلة على المقاس
على شاش التلفزات الفرنسية يبدو الصحافيون والضيوف مصطفين ومتكاملين حديثهم مركز حول إرهاب حماس وضرورة محوها من الوجود... وإذا ما استضافت إحدى القنوات شخصا ذو ميول معتدلة وضعوه في قفص الاتهام وبادروا إلى سؤاله... هل تدين العمل الإرهابي الذي قامت به حماس يوم سابع أكتوبر؟ هل تؤكد أن حماس منظمة إرهابية؟ هذه الأسئلة لا تطرح على المؤيدين لإسرائيل... لم يسأل أحد.... هل تدين القنبلة الإسرائيلية على المدنيين في غزة ؟ هل تدين قتل آلاف الأطفال الفلسطينيين؟ هل تعتبر تهجير السكان في غزة عقابا جماعيا وتطهيرا عرقيا؟... هذه الأسئلة لا تطرح، وإن تجرأ أحد وطرحها وصف بسرعة بأنه «ضد السامة» أي ضد اليهودية.
الأرواح درجات
في وسائل إعلام كثيرة لا حديث عن ضحايا غزة، وكأن أرواح الغزويين لا تُساوي شيئا... الله كرم الأرواح جميع الأرواح، دون البحث عن دينها أو عرقها أو أصلها... لكن يبدو أن الأرواح صُنفت إلى درجات والدرجة العليا منحت للروح اليهودية.
إن هذه المواقف المخجلة في إعلام دول تتبنى وتدعى الديمقراطية يجعلنا نشك في إيمانها بالديمقراطية.... وحقوق الإنسان... ذلك السلاح الذي تشهره في وجهنا كلما أرادت استفزازنا وتهديدنا.. غير أن الحقيقة هي أن هناك اليوم ديمقراطية استعمارية في إسرائيل، وديمقراطية عنصرية في فرنسا ودول غربية أخرى.....
صلاة العشاء
والآن سيدفع شعب غزة ثمنا إنسانيا باهضا ولكنه بجرأته أخرج ملف «القضية الفلسطينية» من رفوف النسيان ولطخ شمعة الموساد وأدخل الحرب إلى عمق إسرائيل وفضح مواقف مختلف الدول ....
والسؤال.. هل ما يدفعه اليوم شعب غرة من ثمن يوازي هذه المكاسب؟ هل كانت أمام شعب غزة طريقة أخرى لينتبه العالم إلى ما يعانيه؟
كتبت هذا المقال، بعد صلاة العشاء ليوم الإثنين 30 أكتوبر وتنقلت بين شبكات التلفزات وشاهدت بعيني محرقة الفلسطينيين»... وما شاء الله..