الأحد 24 نوفمبر 2024
جالية

يوسف الإدريسي الحسني: قانون الهجرة الفرنسية حمل تراجعات خطيرة تمس بحقوق المهاجرين غير النظاميين

يوسف الإدريسي الحسني: قانون الهجرة الفرنسية حمل تراجعات خطيرة تمس بحقوق المهاجرين غير النظاميين يوسف الإدريسي الحسني، رئيس الجمعية الفرنسية المغربية لحقوق الإنسان
يرى‭ ‬يوسف‭ ‬الإدريسي‭ ‬الحسني،‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬الفرنسية‭ ‬المغربية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬الهجرة‭ ‬الفرنسية‭ ‬حمل‭ ‬تراجعات‭ ‬خطيرة‭ ‬مست‭ ‬حقوق‭ ‬المهاجرين‭ ‬غير‭ ‬النظاميين،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إصدار‭ ‬إقامة‭ ‬مؤقتة‭ ‬لعام‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬المهن‭ ‬المطلوبة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬هذه‭ ‬البطاقة‭ ‬التي‭ ‬يبقى‭ ‬رهان‭ ‬تجديدها‭ ‬متوقف‭ ‬على‭ ‬حاجة‭ ‬الدولة‭ ‬الفرنسية‭ ‬لليد‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المهن‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬خصاص‭ ‬في‭ ‬اليد‭ ‬العاملة،‭  ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬وضع‭ ‬المهاجر‭ ‬رهين‭ ‬بقائمة‭ ‬المهن‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تحيينها‭ ‬كل‭ ‬ستة‭ ‬أشهر،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬كون‭ ‬المتحصل‭ ‬على‭ ‬بطاقة‭ ‬الإقامة‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬التجمع‭ ‬العائلي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تلبية‭ ‬حاجيات‭ ‬أرباب‭ ‬العمل‭ ‬فقط‭ ‬كما‭ ‬يتطرق‭ ‬الى‭ ‬التراجعات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الحقوقي‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬حكم‭ ‬ماكرون،‭ ‬مؤكدا‭ ‬بأن‭ ‬فرنسا‭ ‬سقطت‭ ‬في‭ ‬الحضيض،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يبدو‭ ‬واضحا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تصريحات‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬الفرنسيين،‭ ‬مشيرا‭ ‬في‭ ‬الأخير‭ ‬بأن‭ ‬المهاجرين‭ ‬سيقولون‭ ‬كلمتهم‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬2027‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدم‭ ‬منح‭ ‬أصواتهم‭ ‬لمن‭ ‬لا‭ ‬يستحقون‭ .‬
 
 
كيف‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬معاناة‭ ‬المهاجرين‭ ‬المغاربة‭ ‬بفرنسا‭ ‬جراء‭ ‬التراجعات‭ ‬التي‭ ‬يحملها‭ ‬قانون‭ ‬الهجرة‭ ‬الجديد؟
وفق‭ ‬أبرز‭ ‬بنود‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬الذي‭ ‬سيتم‭ ‬التصويت‭ ‬عليه‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬والذي‭ ‬يثير‭ ‬جدلا‭ ‬واسعا‭ ‬بين‭ ‬الأطياف‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬فرنسا،‭ ‬فإن‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بتسوية‭ ‬أوضاع‭ ‬المهاجرين‭ ‬غير‭ ‬النظاميين‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الفرنسية‭ ‬منذ‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬والعاملين‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬تعرف‭ ‬نقصا‭ ‬في‭ ‬اليد‭ ‬العاملة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إصدار‭ ‬إقامة‭ ‬مؤقتة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالمهن‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬خصاص‭ ‬في‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭ ‬،‭ ‬هذه‭ ‬البطاقة‭ ‬التي‭ ‬يبقى‭ ‬رهان‭ ‬تجديدها‭ ‬متوقف‭ ‬على‭ ‬حاجة‭ ‬الدولة‭ ‬الفرنسية‭ ‬لليد‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬المهن‭ ‬التي‭ ‬ستكون‭ ‬مدرجة‭ ‬على‭ ‬لائحة‭ ‬سيتم‭ ‬تحيينها‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬أو‭ ‬كل‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الحكومة‭ ‬والنقابات‭ ‬العمالية‭ ‬وكذلك‭ ‬أرباب‭ ‬العمل،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬مخاوف‭ ‬المهاجرين‭ ‬غير‭ ‬النظاميين‭. ‬اذا‭ ‬بالنسبة‭ ‬للبطاقة‭ ‬المؤقتة‭ ‬والتي‭ ‬مدتها‭ ‬عام‭ ‬واحد‭ ‬فتبقى‭ ‬فرضية‭ ‬تجديدها‭ ‬رهينة‭ ‬بالعمل‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬المهاجر‭ ‬غير‭ ‬النظامي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬وضع‭ ‬المهاجر‭ ‬رهين‭ ‬بقائمة‭ ‬المهن‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تحيينها‭ ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬شطب‭ ‬إحدى‭ ‬المهن‭ ‬من‭ ‬القائمة،‭ ‬فإن‭ ‬المهاجر‭ ‬غير‭ ‬النظامي‭ ‬لن‭ ‬يستفيد‭ ‬من‭ ‬تجديد‭ ‬بطاقة‭ ‬إقامته،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يتخوق‭ ‬منه‭ ‬المهاجرون،‭ ‬حيث‭ ‬تلقينا‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الشكايات‭ ‬داخل‭ ‬الجمعية‭ ‬الفرنسية‭ ‬–‭ ‬المغربية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بهذا‭ ‬الخصوص‭.‬
زد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬المتحصل‭ ‬على‭ ‬بطاقة‭ ‬الإقامة‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬التجمع‭ ‬العائلي‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العمل‭ ‬فقط‭ ‬أي‭ ‬استغلاله‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬أرباب‭ ‬العمل‭.‬
 
من‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬التراجعات‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الهجرة‭ ‬يقف‭ ‬خلفها‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬فماهي‭ ‬انعكاساتها‭ ‬على‭ ‬المغاربة‭ ‬المقيمين‭ ‬بفرنسا؟
حزب‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬معروف‭ ‬بكراهيته‭ ‬وعنصريته‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بكل‭ ‬قضايا‭ ‬الهجرة‭ ‬والمهاجرين،‭ ‬فبالنسبة‭ ‬لليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬كل‭ ‬أجنبي‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ ‬فهو‭ ‬غير‭ ‬مرغوب‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الفرنسية،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬معروف‭ ‬رغم‭ ‬تغيير‭ ‬اسم‭ ‬هذا‭ ‬الحزب‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لإيهام‭ ‬الشارع‭ ‬الفرنسي‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمون‭ ‬الذين‭ ‬يشكلون‭ ‬قوة‭ ‬انتخابية‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬بأنه‭ ‬غير‭ ‬من‭ ‬سياسته‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالهجرة‭ ‬والمهاجرين،‭ ‬حيث‭ ‬يبقى‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬حزبا‭ ‬معروف‭ ‬بعدوانيته‭ ‬وعنصريته‭ ‬ضد‭ ‬الهجرة‭ ‬والمهاجرين‭ ‬سواء‭ ‬كانوا‭ ‬مهاجرين‭ ‬نظاميين‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬نظاميين‭ ‬وعلى‭ ‬رأس‭ ‬هذا‭ ‬الحزب‭ ‬نجد‭ ‬مارين‭ ‬لوبان‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬لكرسي‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأخيرة‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬الدعم‭ ‬الداخلي‭ ‬الذي‭ ‬تحصل‭ ‬عليه،‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬خارجي،‭ ‬وأخص‭ ‬بالذكر‭ ‬ماتيو‭ ‬سارديني‭ ‬نائب‭ ‬رئيسة‭ ‬الوزراء‭ ‬الإيطالية،‭ ‬وقد‭ ‬عبرت‭ ‬مارين‭ ‬لوبان‭ ‬عن‭ ‬عدائها‭ ‬وعن‭ ‬عنصريتها‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬اجتماع‭ ‬لها‭ ‬بمدينة‭ ‬بوتيدا‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬ايطاليا‭ ‬حيث‭ ‬المعقل‭ ‬الرئيسي‭ ‬لحزب‭ ‬الرابطة‭ ‬المناهضة‭ ‬للهجرة‭ ‬بزعامة‭ ‬سارديني،‭ ‬وقالت‭ ‬مارين‭ ‬لوبان‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬"هذا‭ ‬العام‭ ‬يلزمنا‭ ‬خوض‭ ‬نضال‭ ‬مشترك‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬حريتنا‭ ‬شعوبنا،‭ ‬أوطاننا"،‭ ‬اذا‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬يشكل‭ ‬خطرا‭ ‬على‭ ‬الهجرة‭ ‬والمهاجرين،‭ ‬ولذلك‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬حماية‭ ‬المهاجرين‭ ‬غير‭ ‬النظاميين‭ ‬عبر‭ ‬تفعيل‭ ‬النصوص‭ ‬القانونية‭ ‬المنظمة‭ ‬للهجرة،‭ ‬وحديث‭ ‬مارين‭ ‬لوبان‭ ‬وقبلها‭ ‬والدها‭ ‬عن‭ ‬ترحيل‭ ‬المهاجرين‭ ‬من‭ ‬فرنسا‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬القانونية،‭ ‬لكون‭ ‬هؤلاء‭ ‬يتوفرون‭ ‬على‭ ‬غطاء‭ ‬قانوني‭ ‬ولهم‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أنفسهم‭ ‬أمام‭ ‬المحاكم‭ ‬الإدارية‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬إزاء‭ ‬كل‭ ‬محاولة‭ ‬طرد‭ ‬من‭ ‬المحاكم‭ ‬الفرنسية،‭ ‬واذا‭ ‬لم‭ ‬تنصفهم‭ ‬المحاكم‭ ‬الإدارية‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬يمكنهم‭ ‬التوجه‭ ‬الى‭ ‬محاكم‭ ‬الاستئناف‭ ‬الإدارية‭ ‬أو‭ ‬التوجه‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬المطاف‭ ‬الى‭ ‬مؤسسة‭.
‬CNCDH‭
ماذا‭ ‬عن‭ ‬حرمان‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المغاربة‭ ‬من‭ ‬التأشيرة‭ ‬والذين‭ ‬لديهم‭ ‬ارتباطات‭ ‬عائلية‭ ‬أو‭ ‬اجتماعية‭ ‬أو‭ ‬طبية‭ ‬أو‭ ‬دراسية‭ ‬لفرنسا‭ ‬والتي‭ ‬تشكل‭ ‬خرقا‭ ‬لمرتكزات‭ ‬الاتفاق‭ ‬العالمي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الهجرة‭ ‬الآمنة‭ ‬والمنظمة‭ ‬والنظامية؟
أعتقد‭ ‬أن‭ ‬فرنسا‭ ‬اتخذت‭ ‬من‭ ‬تقليص‭ ‬عدد‭ ‬التأشيرات‭ ‬ورقة‭ ‬لتصفية‭ ‬بعض‭ ‬الحسابات‭ ‬السياسية‭ ‬مع‭ ‬المغرب،‭ ‬ومن‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬فرنسا‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬المهاجرين‭ ‬غير‭ ‬النظاميين‭ ‬بنوع‭ ‬من‭ ‬العنصرية‭ ‬والشدة،‭ ‬ومن‭ ‬المؤسف‭ ‬أنها‭ ‬وسعت‭ ‬من‭ ‬رقعة‭ ‬هذا‭ ‬التعامل‭ ‬في‭ ‬تعاطيها‭ ‬مع‭ ‬المهندسين‭ ‬والأطباء‭ ‬والمحامين‭ ‬والطلبة‭  ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬الهجرة‭ ‬الى‭ ‬فرنسا‭ ‬لأسباب‭ ‬مهنية‭ ‬أو‭ ‬اقتصادية‭ ‬أو‭ ‬اجتماعية‭  ‬بحرمانهم‭ ‬من‭ ‬التأشيرة،‭ ‬وهذا‭ ‬أسلوب‭ ‬غير‭ ‬إنساني‭ ‬وغير‭ ‬قانوني‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬حكومة‭ ‬تتشدق‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ولعلمك‭ ‬فإن‭ ‬الجمعية‭ ‬الفرنسية‭ ‬–‭ ‬المغربية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬تتابع‭ ‬قضايا‭ ‬المهاجرين‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬جنسياتهم‭ ‬وقد‭ ‬سبق‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نبهنا‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬وكذا‭ ‬الوزيرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬الفرنسية‭ ‬الى‭ ‬التجاوزات‭ ‬الخطيرة‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تعتمدها‭ ‬السلطات‭ ‬الفرنسية‭ ‬ضد‭ ‬الهجرة‭ ‬والمهاجرين‭ ‬وحملات‭ ‬الكراهية‭ ‬ونبذ‭ ‬الآخر‭ ‬التي‭ ‬يتزعمها‭ ‬حزب‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف،‭ ‬وخير‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬تصريحات‭ ‬المدعو‭ ‬بيير‭ ‬هيرالد‭ ‬خلال‭ ‬لقاء‭ ‬نظمته‭ ‬منظمة‭ ‬"سيفيتاس"‭ ‬الكاثوليكية‭ ‬المتشددة‭ ‬والتي‭ ‬وصف‭ ‬من‭ ‬خلالها‭  ‬اليهود‭ ‬والمسلمين‭ ‬والبوذيين‭ ‬بنعوت‭ ‬قدحية،‭ ‬والتي‭ ‬دفعتنا‭ ‬الى‭ ‬رفع‭ ‬شكاية‭ ‬الى‭ ‬المدعي‭ ‬العام‭ ‬الفرنسية‭ ‬بخصوص‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ ‬الخطيرة‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬بكرامة‭ ‬الإنسان‭ ‬كإنسان‭ ‬قبل‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬ديانته،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬فرنسا‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬حكم‭ ‬ماكرون‭ ‬سقطت‭ ‬في‭ ‬الحضيض‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬تلك‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬تدافع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وتحفظ‭ ‬كرامة‭ ‬الإنسان‭ ‬كما‭ ‬اعتدنا‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬تدعي‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬تقوم‭ ‬به،‭ ‬وهذا‭ ‬يبدو‭ ‬واضحا‭ ‬للعيان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تصريحات‭ ‬المسؤولين‭ ‬الفرنسيين،‭ ‬وضمنها‭ ‬تصريحات‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬جيرالد‭ ‬درامانان‭ ‬بشأن‭ ‬الهجرة‭ ‬والمهاجرين،‭ ‬والتي‭ ‬زادت‭ ‬من‭ ‬إخفاقات‭ ‬الحكومة‭ ‬الفرنسية،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬مؤسف‭..‬الكل‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬ينتظر‭ ‬انتخابات‭ ‬2027‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمون‭ ‬سيقولون‭ ‬كلمتهم‭ ‬لكونهم‭ ‬استفادوا‭ ‬من‭ ‬الدرس‭ ‬ولن‭ ‬يعودوا‭ ‬الى‭ ‬أخطائهم‭ ‬الأولى‭ ‬بمنح‭ ‬أصواتهم‭ ‬لمن‭ ‬لا‭ ‬يستحق‭.‬