الأحد 24 نوفمبر 2024
جالية

عبد الرحيم أريري: تركيا تبدأ في جني غنائم المطار الجديد لإسطنبول

عبد الرحيم أريري: تركيا تبدأ في جني غنائم المطار الجديد لإسطنبول الزميل عبد الرحيم أريري بمطعم بالمدينة العتيقة في إسطنبول قرب مسجد آية صوفيا
إن قمت بجمع كل أسطول السيارات في مدينة مكناس ووجدت نفسك حائرا بخصوص المكان الذي يمكن أن تضعها فيه، أنصحك بالتوجه إلى باركينغ مطار اسطنبول الجديد الذي يضم موقفا للسيارات يسع ل 40 ألف سيارة دفعة واحدة (أي ما يعادل نصف حظيرة السيارات المسجلة بمكناس).
هذا المؤشر يبرز مدى ضخامة المطار الجديد لمدينة إسطنبول الذي دشنه الرئيس التركي أردوغان يوم 29 أكتوبر2018، علما أن أردوغان ظل طوال مساره السياسي( منذ ان كان عمدة اسطنبول تم رئيسا للوزراء تم رئيسا للبلاد)، يحلم بإدخال إسطنبول إلى رادار المدن العالمية الكبرى.
بالفعل نجح رجب أردوغان في ربح الرهان، ولم تنجز تركيا أكبر مطار في العالم في ظرف  قياسي (42 شهرا) فحسب، بل إنها لم تدفع فيه مليما واحدا، بحكم أن العقل العام التركي ابتدع طريقة تروم منح مجموعة من المقاولات الكبرى التركية امتياز بناء المطار الجديد على أساس أن تموله هذه المقاولات التي كلفها المطار 10 ملايير دولار، ساهمت ستة أبناك تركية كبيرة في تمويله، وعلى أساس أن يستغل تجمع المقاولات المذكورة تدبير المطار الجديد لمدة ربع قرن مقابل رسوم تسدد للخزينة العامة التركية قدرها 22 مليار دولار طوال فترة الامتياز.
قوة وضخامة مطار اسطنبول الجديد لا تتجلى في مساحته الممتدة على طول 7600 هكتار( ما يعادل نصف مساحة مدينة الرباط)، ولا في مدرجاته الستة الحالية والأخرى المبرمجة بحلول 2030 ( للمقارنة مطار البيضاء يضم مدرجين اثنين)، ولا في عدد المسافرين الذي يعبرونه سنويا رغم حداثة تشغيله، إذ استقبل 120 مليون مسافر عام 2022 وهناك سقف مرسوم عام 2030 للوصول الى استقبال 200 مليون مسافر، ( للمقارنة مطارات المغرب كلها استقبلت عام 2023 مامجموعه 19،5 مليون مسافر)، بل قوة المطار الجديد لإسطنبول تتمحور حول عدد الرحلات التي تتم فيه.إذ يسجل مطار اسطنبول يوميا إقلاع وهبوط 2000 طائرة في اليوم، وهو عدد جد هائل يتطلب هندسة تدبيرية وتقنية وأمنية راقية ليتسنى تأمين سلامة الملاحة الجوية من جهة، وضمان سلاسة عبور المسافرين في رمشة عين من جهة ثانية.
وفي الوقت الذي تجني فيه اسطنبول غنائم تدشين هذا المطار الجديد ( تدفق الاستثمارات المحلية والأجنبية على محيط المطار، خاصة في مناطق: بشكتاش،شسشلي،كاغتهانة،أيوب سلطان....)، وتزايد عدد الأجانب الوافدين على المدينة للعمل في الخدمات والمال والللوجستيك والفندقة وغيرها( ارتفع العدد إلى 400.000 مقيم أجنبيي دفعة واحدة بإسطنبول)، فإن رجب أردوغان مشغول حاليا بتتبع أحد أهم الأوراش العملاقة التي ستغير ليس وجه تركيا وحدها، بل وستغير مورفولوجية البحر الأسود ككل، عبر حفر قناة موازية لمضيق البوسفور ستكون أضخم من قناة السويس وبناما، وإذا أفلح أردوغان في ذلك، ستكون كل مفاتيح التجارة العالمية مع الشرق الأدنى وأوروبا الوسطى، في جيب تركيا.
ملحوظة:
الصورة الأولى: بمطعم seatnbul بدائرة سلطان أحمد على شارع كينيدي، حيث تناولت طبق كباب تركي( قطع لحم ودجاج مرفق بسلاطة).
الصورة الثانية: بزقاق الفندق الذي اخترت الإقامة فيه لبساطته وعراقة بنائه، بحكم أنه يوجد في أقدم حي بإسطنبول قرب مسجد آية صوفيا.