الأحد 24 نوفمبر 2024
جالية

الجالية اليهودية ببلجيكا تنظم حفلا تضامنيا مع ضحايا زلزال المغرب

الجالية اليهودية ببلجيكا تنظم حفلا تضامنيا مع ضحايا زلزال المغرب جانب من تظاهرة ومحمد الشرادي مع السفير محمد عامر
نظمت الجالية اليهودية ببلجيكا والمجلس اليهودي المركزي في بلجيكا بمقر الكنيست الأكبر بالعاصمة البلجيكية بروكسل la grande synagogue de Bruxelles، حفلا تضامنيا مع ضحايا الكارثة الطبيعية التي هزّت البلاد ليلة الجمعة 8 شتنبر 2023 بمنطقة الحوز المغرب.
وحضر الحفل كل من محمد عامر سفير المملكة المغربية ببلجيكا والذوقية الكبرى للوكسمبورغ، السفيرة الإسرائيلية المعتمدة لدى بلجيكا ايديت روسينزويج ابو، وحسن توري القنصل العام للمملكة المغربية ببروكسل، وعبد القادر عابدين القنصل العام للمملكة المغربية لييج، ومنير قطيطو القنصل العام للمملكة المغربية أنفرس، وألبير كيكي الحاخام الأكبر ببروكسل، وفيليب ماركيويسز رئيس المجلس اليهودي المركزي ببلجيكا، وزير جهة بروكسل رودي فيرفورت، رئيس برلمان جهة بروكسل رشيد مضران، الشلاوي صلاح رئيس تجمع مسلمي بلجيكا، شاطر عبد الإله رئيس جمعية المقاولين المغاربة الفلامنكيين VMZO ومدير شركة شاطر CHATAR، وموريس طال رئيس جمعية اليهود المغاربة ببلجيكا، وشخصيات أخرى مهمة تنتمي لميادين متعددة.
الحفل افتتح فقراته ا طوماس جيرجيلي الذي شكر الحاضرين على تلبيتهم لدعوة الحضور لهذا الحفل الذي ينظم للتعبير عن تضامن الجميع مع ضحايا زلزال الحوز. بعدها تناول الكلمة محمد عامر سفير المملكة المغربية ببلجيكا والذوقية الكبرى للوكسمبورغ، فيليب ماركيويسز رئيس المجلس اليهودي المركزي ببلجيكا، ألبير كيكي الحاخام الأكبر ببروكسل، الذين تقدموا بأحر التعازي للمملكة المغربية ملكا وحكومة وشعبا في ضحايا الزلزال الأليم، مع تمنياتهم بالشفاء العاجل للمصابين، منوهين بحكمة الملك محمد السادس في التدبير الناجع والفوري لآثار الزلزال الذي تعرضت له المملكة المغربية، ورؤية الملك الثاقبة بإطلاقه لبرنامج ضخم لمعالجة مخلفات الزلزال، مشيدين بروح التضامن التي عبر عنها المغاربة الذين أعطوا مرة أخرى درسًا للعالم، حيث برزت قيم التضامن والتلاحم والكرم بين المغاربة؛ وكشفت وحدة المغاربة وجمال معدنهم، وقدرتهم على الصبر في أوقات الشدة والمحن والتعامل معها بكبرياء وطيبة قلب؛ ومسارعتهم إلى التضامن والتآزر ومد يد المساعدة إلى بعضهم البعض.
المتدخلون اغتنموا الفرصة كذلك للتذكير بالموقف التاريخي الشجاع، الذي أبان عنه الملك الراحل محمد الخامس،، إزاء قوانين حكومة فيشي، حيث ساهم في إنقاذ حياة نحو 250 ألف يهودي مغربي من اضطهاد وهمجية ألمانيا النازية، وكان له موقف ثابت ضد القوانين المعادية للسامية والعنصرية التي سعى نظام فيشي الذي كان آنذاك خاضعا للاحتلال النازي، ومحاولة تطبيقها بالمغرب إبان فترة الحماية، معلنا رفضه لكل أشكال التمييز والتفرقة بين رعاياه، بصرف النظر عن عقيدتهم أو ديانتهم على الرغم من الضغوط التي مارستها سلطات الحماية، وبالتالي رفضه توقيع الظهائر المتعلقة بهذه القوانين المعادية لليهود وشدد على أن اليهود، كباقي المغاربة بمختلف طوائفهم، هم رعاياه وسينعمون بحماية الملك.
واثنت مختلف التدخلات في هذه المناسبة على الأهمية الكبرى التي يوليها الملك محمد السادس لليهود المغاربة في مختلف المجالات، حيث تبذل مجهودات كبرى للحفاظ على التراث اليهودي، على غرار نفس الاهتمام الذي ترصده للحفاظ على مُقدسات باقي الديانات في المملكة، ويُعتبر المغرب من الدول التي تُشكل "ملاذاً" و"أماناً" لمُعتنقي جميع الديانات السماوية، من مُسلمين ويهود ومسيحيين، إذ تحتضن بعض المدن، كمراكش والصويرة مثلاً، كنيسة في نفس الزُقاق الذي يُوجد به مسجد، وغير بعيد منهما معبد يهودي، وفي هذا الصدد، تعمل المملكة على إطلاق مجموعة من المبادرات لتأهيل وترميم دور العبادة والأضرحة والأحياء اليهودية، وذلك في سياق استراتيجية حكيمة يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، عنوانها تكريس الهوية الوطنية المتعددة والموحدة، التي تأتي في سياق دستوري ،أكد على أن الرافد العبري يُعد مكوناً أساسياً، وجُزءاً لا يتجزأ من الهوية الوطنية للمغرب، الذي يفتخر بأبنائه ويحتضنهم أينما كانوا ومهما كانت دياناتهم، دون تمييز أو تفضيل.
الحفل الذي تخللته مقاطع موسيقية هادئة للتعبير عن الحزن والألم من جراء الزلزال، تم اختتامه بالصلاة على الموتى والدعاء مع المصابين بالشفاء والعافية..