الأحد 28 إبريل 2024
جرائم

اليوسفية: هل ستضع الشرطة القضائية يدها على "النصابة" التي أوهمت ضحاياها بـ "قْبَرْ الْحَيَاةْ"؟

اليوسفية: هل ستضع الشرطة القضائية يدها على "النصابة" التي أوهمت ضحاياها بـ "قْبَرْ الْحَيَاةْ"؟ صورة أرشيفية
أمرت النيابة العامة بالمحكمة الإبتدائية بمدينة اليوسفية يوم الإثنين 18 شتنبر 2023، بفتح تحقيق وبحث قضائي بخصوص أكبر عملية نصب واحتيال تعرض لها العديد من المواطنين والمواطنات بمدينة اليوسفية، بطلتها امرأة تتجاوز العقد السابع من عمرها، حيث تنكب الشرطة القضائية المختصة على التدقيق ومعالجة عدة معطيات انطلاقا من العديد من الشكايات التي تم وضعها من طرف ضحايا من وصفها راديو المدينة بـ "الحاجة سفيرة العمل الخيري والإحساني".
في سياق متصل علمت جريدة "أنفاس بريس" أن النيابة العامة بتنسيق مع الشرطة القضائية أمرت بوضع إحدى السيدات التي كانت ترافق المتهمة الرئيسية "الحاجة" تحت الحراسة النظرية من أجل تعميق البحث والكشف عن العلاقة التي كانت تجمعهما إبان تنفيذ مخططاتها منذ شهر رمضان الفارط.
وحسب المعطيات التي جمعتها الجريدة فقد انتقت "الحاجة سفيرة البر والإحسان" منزلا خاصا للتربص بضحاياها ودراسة كل ما يرتبط بتنفيذ خطتها مستعملة قناع الورع والتقوى ودغدغة العواطف وفق استراتيجية "الطماع لقمة سائغة في فم الكذاب"، بعد أن حددت مكان إطلاق صواريخ الكذب (السلوقية) في حضرة زبناء إحدى بائعات الأثواب من النساء اللواتي يترددن على محلها التجاري. 
وتفيد المعطيات التي حصلت عليها الجريدة أن "الحاجة سفيرة البر والإحسان" قد تمكنت بأسلوبها من التقرب وربط علاقة صداقة مع تاجرة أثواب، وأبلغتها أنها متطوعة بإحدى الجمعيات الخيرية بالسعودية والتي من أهدافها اقتناء شقق ومنازل وفيلات للفقراء والمعوزين خصوصا الفئة التي لا تتوفر على "قبر الحياة" فضلا على أن نفس الجمعية تساعد من هم في حاجة ماسة لعقود عمل خارج الوطن.
بطريقتها الجهنمية وأسلوبها الماكر تمكنت "الحاجة" من نسج علاقات كثيرة في وسط النساء وتمددت علاقتها نحو بعض سماسرة العقارات بعد أن انطلت عليهم حيلها بخصوص الحصول على منازل وفيلات بالمجان وأيضا عقود عمل خارج الوطن، حيث انطلقت في تنفيذ مخطط الاستيلاء على أموال المواطنات والمواطنين الذين سقطوا في شباكها وابتلعوا الطعم بسهولة.
لم تتردد "سفيرة البر والإحسان" في الاتصال بوسطاء عقاريين وتبلغهم بدورهم بموضوع الجمعية الخيرية بالسعودية وأقنعتهم أن ذات الجمعية الخيرية تعمل على اقتناء منازل للمعوزين، بل أنها حددت مواعيد لزيارة ما يتحوزون عليه من منازل وفيلات للبيع رفقة ضحاياها الذين أمدوها بنسخ من بطائقهم الوطنية المصادق عليها في أفق تسليمها لهم في غضون أشهر قليلة.
بعد أن كسبت "الحاجة" ثقة العديد ممن طمعوا في الظفر بـ "قبر الحياة" بالمجان، انتقلت إلى الحلقة المثيرة في مسلسل النصب والاحتيال حيث أخبرت الجميع أنه لابد من مبالغ مالية لتحفيظ وتسجيل العقارات باسم المستفيدين مما يتطلب توفير مبالغ بين 5 ملايين للمنزل بحي أجنديس و 10 ملايين للفيلات بالحي المحمدي الفوسفاطي. وأكدت لهم أن هذه الأموال ما هي إلا أتعاب الموثق الذي سيتكلف بالعملية برمتها ذات الصلة بنقل الملكية.
فهل ستنجح الشرطة القضائية في وضع يدها على "الحاجة" سفيرة البر والإحسان والتي بلعتها الأرض بعد أن كان العديد من المواطنين يتطلعون إلى تسلم مفاتيح ديارهم قبل نهاية شهر شتنبر الحالي؟