الخميس 6 فبراير 2025
كتاب الرأي

محمد شروق: صحافيون فرنسيون ورثة "تيكوا" و"سميث".. حملات ممنهجة وأبدية ضد المغرب 

محمد شروق: صحافيون فرنسيون ورثة "تيكوا" و"سميث".. حملات ممنهجة وأبدية ضد المغرب  محمد شروق
وكأن المغاربة يكتشفون الصحافة الفرنسية وهي تتعامل مع الشأن المغربي بتعال وتحامل وغرور، وفي خرق واضح لأخلاقيات المهنة.
شخصيا، أتابع الصحافة الفرنسية منذ ثمانينيات القرن الماضي، ولا أرى اليوم فرقا بين الماضي والحاضر.
مثلا، صحيفة "ليبراسيون" التي نشرت بعد يومين من زلزال الحوز، غلافا تضمن صورة مؤلمة لإحدى المتضررات من زلزال المغرب بعنوان "المغرب: ساعدونا نحن نموت في صمت"، كان ضمن طاقم تحريرها صحافي اسمه ستيفن سميث، مثل زميله جون بيير تيكوا في جريدة لوموند 
وغيرهما، مختصين، في المادة المغربية، في عهد الملك الراحل الحسن الثاني.
كان سميث الذي سيشتغل فيما بعد بجريدة لوموند وتيكوا، يكرران نفس الكلام ونفس العبارات في نفس المواضيع، وهي: المعتقل السري تازمامارت، عائلة أوفقير، ملف ابراهام السرفاتي، الإقامة الجبرية للشيخ ياسين، الاعتقال السياسي، الديمقراطية وقضية الصحراء المغربية من زاوية معادية..
هذان الصحافيان وأمثالهما سيعيشان فراغا قاتلا بعد وفاة الملك الحسن الثاني واعتلاء العرش من طرف خلفه محمد السادس، والذي عالج جميع هذه الملفات بشكل أبهر الجميع في الداخل والخارج. فقد عاد السرفاتي إلى المغرب معززا مكرما، وخرج الشيخ ياسين من بيته بكل حرية، وتم طي ملف الاعتقال السياسي، وتكلم المغرب عن ماضيه بكل جرأة في إطار هيأة الإنصاف والمصالحة، وتم تعويض ضحايا سنوات الرصاص، وأصبحت عائلة أوفقير حرة طليقة بعد أن استعادت حقوقها.
وفي قضية الصحراء المغربية، تقدم المغرب باقتراح الحكم الذاتي الذي قلب الموازين وأكد مغربية الصحراء إلى الأبد.
وجد ستيفن سميث وبيير تيكوا ومن شابههم من صحافيين، أنفسهم أمام مغرب جديد لايخجل من ماضيه ويتكلم بصوت عال عن مشاكله مثل بقية دول العالم.
ومع ذلك، لم تتغير النظرة إلى المغرب وبقيت الصحافة الفرنسية تتبنى مقاربة وحيدة في معالجة ما يهم المغرب بسلبية مبالغ فيها، وهي أن لاشيء إيجابي في البلد.
ولم ينتظر صحافي لوموند جون بيير تيكوا أكثر من ثلاث سنوات من حكم  الملك محمد السادس، حتى أصدر سنة 2001 كتاب "الملك الأخير" le dernier Roi  لينفث سمومه من جديد حول مستقبل المغرب.
أما زميله ستيفن سميث، فودع الصحافة سنة 2007 و رحل إلى  الولايات المتحدة الأمريكية ليتشغل أستاذا للدراسات الأفريقية بجامعة ديوك duke بولاية كاليفورنيا. لكن قبل ذلك، نشر كتابا حول عائلة أوفقير بعنوان "أوفقير قدر مغربي"
Oufkir un destin marocain.
وبما أن مداد السياسة كان قد جف عند أشباه تيكوا وسميث، فقد تم تغيير الوجهة نحو الرياضة.
في صيف 1999، وبمناسبة بطولة ألعاب القوى بمدينة إشبيلية الإسبانية، فإن صحيفة لوموند التي لم تكن تخصص للرياضة أي مساحة، نشرت مقالا حول فوز البطل الأسطوري هشام الكروج بذهبية ال 1500 متر، مدعية أن القصر هو من فرض على زميله عادل الكوش القيام بدور الأرنب لتسهيل مأمورية الكروج، علما أنه في نفس السباق، كان التنسيق بين ثلاثة متسابقين إسبان؛ فاز منهم واحد بالصف الثاني دون أن تقول عنهم لوموند ولو كلمة.
سنة بعد ذلك، وفي دوري أستراليا المفتوح للتنس سنة 2000، أقصى المغربيان يونس العيناوي وهشام أرازي جميع اللاعبين الفرنسيين الذين واجهوهم في الأدوار الإقصائية، لتصدر نفس الجريدة مقالا زعمت فيه أن العيناوي وأرازي لاعلاقة لهما بالمغرب، وأنهما يعيشان في فرنسا التي تكونا فيها.
فضلت في هذه الورقة تقديم مثالي تيكوا وسميث، لأن المجال لايتسع للتذكير بأمثال جيل بيرو صاحب كتاب "صديقنا الملك" Notre ami le Roi،  ولا بتلك  الحملات الممنهجة التي كان المغرب يتعرض لها من حين لآخر من طرف صحافة فرنسية معينة، وهاهم ورثة تيكوا وسميث يعيدون نفس السيناريوهات مما يؤكد أنها مخترقة ومموّلة من طرف أعداء المغرب الأبديين، دون استبعاد تورط اللوبي الجزائريّ، الذي ينقض على أي مناسبة لتكبير هولها وحجمها بهدفِ تشويه صورة المغرب وتهديد مصالحه الحيوية. 
فهذه الانتقادات تأتي من أوساط معروفة تقليديا بعدائها للمغرب وتخدم الأجندة الجزائرية، كما أكد هذا في مناسبة مصطفى الطوسة الإعلامي والمحلل السياسي المغربي المقيم بباريس.
ختاما إن الصحف الفرنسية التي تدعي "الاستقلالية والمهنية"،  تنتهك عمدا الأخلاقيات المهنية عند تغطيتها هذه الأيام لأخبار كارثة الزلزال بالمغرب،  بل هناك مؤسسات إعلامية بعينها تتلقى رسائل مشفرة من جهات رسمية بهذا الخصوص، كما ورد في بيان لنادي الصحافة بالمغرب.