Saturday 10 May 2025
سياسة

24 عاما من مغرب محمد السادس.. عام الانتصارات

24 عاما من مغرب محمد السادس..  عام الانتصارات ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس
"القوة‭ ‬هي‭ ‬الصواب"،‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الدرس‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬استخراجه‭ ‬من‭ ‬التحركات‭ ‬التي‭ ‬وقّع‭ ‬عليها‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الرابعة‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬تربعه‭ ‬على‭ ‬عرش‭ ‬المغرب‭. ‬ومعنى‭ ‬القوة‭ ‬هنا،‭ ‬هو‭ ‬إثبات‭ ‬أن‭ ‬الحفرة‭ ‬التي‭ ‬دأب‭ ‬على‭ ‬توسيعها‭ ‬«كابرانات»‭ ‬الجزائر‭ ‬يمكن‭ ‬ردمها‭ ‬بامتلاك‭ ‬الديناميكية‭ ‬اللازمة‭ ‬لذلك،‭ ‬وأيضا‭ ‬بامتلاك‭ ‬قوة‭ ‬دفع‭ ‬براغماتية‭ ‬لا‭ ‬مكان‭ ‬فيها‭ ‬للمقامرة‭ ‬بالقضية‭ ‬الوطنية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الإيمان‭ ‬بأن‭ ‬القراءة‭ ‬الجيدة‭ ‬للواقع‭ ‬الجيوسياسي،‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬تتيح‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أفضل‭ ‬النتائج،‭ ‬دون‭ ‬خوف‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬انطلاق‭ ‬مفاجئ‭ ‬لصفّارات‭ ‬الإنذار‭.‬

لقد‭ ‬عمل‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة،‭ ‬على‭ ‬تركيز‭ ‬تدابير‭ ‬السلامة‭ ‬للقضية‭ ‬الوطنية،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬عبّرت‭ ‬بكل‭ ‬وضوح‭ ‬عن‭ ‬ضيق‭ ‬صدرها‭ ‬بالانتصارات‭ ‬الديبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬بخصوص‭ ‬ملف‭ ‬الصحراء،‭ ‬وبخصوص‭ ‬الحضور‭ ‬القوي‭ ‬والفارق‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإفريقي،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬الواجهات‭ ‬الدولية‭.‬

كما‭ ‬استطاع‭ ‬المغرب،‭ ‬بقيادة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬اختراقات‭ ‬مهمة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية،‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬أن‭ ‬30‭ ‬دولة‭ ‬إفريقية‭ ‬«بنين،‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو،‭ ‬بوروندي،‭ ‬الرأس‭ ‬الاخضر،‭ ‬جزر‭ ‬القمر،‭ ‬الكونغو،‭ ‬كوت‭ ‬ديفوار،‭ ‬جيبوتي،‭ ‬أريتيريا،‭ ‬الغابون،‭ ‬غامبيا،‭ ‬غانا،‭ ‬غينيا،‭ ‬غينيا‭ ‬بيساو،‭ ‬غينيا‭ ‬الاستوائية،‭ ‬ليبيريا،‭ ‬ليبيا،‭ ‬جمهورية‭ ‬إفريقيا‭ ‬الوسطى،‭ ‬جمهورية‭ ‬الكونغو‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬ساوتومي،‭ ‬السنيغال،‭ ‬السيشل،‭ ‬سيراليون،‭ ‬الصومال،‭ ‬السودان،‭ ‬سوازيلاند،‭ ‬الطوغو،‭ ‬زامبيا،‭ ‬ليسوتو،‭ ‬مدعشقر»،‭ ‬صادقت،‭ ‬في‭ ‬مستهل‭ ‬فبراير‭ ‬2023،‭ ‬على‭ ‬مقترح‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬طرد‭ ‬البوليساريو‭ ‬وإلغاء‭ ‬عضويتها‭ ‬من‭ ‬الإتحاد‭ ‬الأفريقي،‭ ‬نظرا‭ ‬لعدم‭ ‬قانونية‭ ‬عضوية‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭. ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬مرعب‭ ‬للعسكر‭ ‬الجزائري‭ ‬الذي‭ ‬أدرك‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يسبح‭ ‬في‭ ‬«محيط‭ ‬إفريقي‭ ‬هادئ»،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يستعيد‭ ‬المغرب‭ ‬مقعده‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬يدرك‭ ‬أن‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬تعيش،‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬على‭ ‬عمليات‭ ‬نقل‭ ‬دم‭ ‬لن‭ ‬تستمر‭ ‬إلى‭ ‬الأبد،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬يواصل‭ ‬مراكمة‭ ‬اعترافات‭ ‬القوى‭ ‬الدولية‭ ‬الكبرى‭ ‬بوجاهة‭ ‬مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬كأساس‭ ‬لتسوية‭ ‬نزاع‭ ‬الصحراء‭ ‬«الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ألمانيا،‭ ‬إسبانيا،‭ ‬بلجيكا،‭ ‬بريطانيا‭...‬إلخ»‭.‬

وقد‭ ‬شكل‭ ‬التحاق‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالدول‭ ‬المساندة‭ ‬للطرح‭ ‬المغربي‭ ‬«مغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬ودراسة‭ ‬إمكانية‭ ‬فتح‭ ‬قنصلية‭ ‬في‭ ‬الداخلة»‭ ‬ضربة‭ ‬موجعة‭ ‬للفكرة‭ ‬الجزائرية‭ ‬القائلة‭ ‬باستعمال‭ ‬الغاز‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استمالة‭ ‬مواقف‭ ‬المترددين،‭ ‬مثلما‭ ‬وقع‭ ‬مع‭ ‬«فرنسا‭ ‬الماكرونية»‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬«الاقتصاد‭ ‬هو‭ ‬السلاح‭ ‬الأكبر»،‭ ‬مما‭ ‬سيشجع‭ ‬لا‭ ‬محالة‭ ‬الرباط‭ ‬على‭ ‬التمسك‭ ‬باشتراطاتها‭ ‬السابقة‭ ‬«الصحراء‭ ‬هي‭ ‬النظارة‭ ‬التي‭ ‬ينظر‭ ‬بها‭ ‬المغرب‭ ‬إلى‭ ‬العالم»‭ ‬لتطبيع‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬باريس،‭ ‬ومع‭ ‬جميع‭ ‬العواصم‭ ‬التي‭ ‬تفضل‭ ‬الإقامة‭ ‬في‭ ‬«المنطقة‭ ‬الرمادية»‭.‬

وبطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬إن‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬الاعتراف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬عمل‭ ‬دؤوب‭ ‬للملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الدفع‭ ‬بالشركاء‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬واضح‭ ‬من‭ ‬مغربية‭ ‬الصحراء،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬سابقا‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وإسبانيا‭ ‬وألمانيا،‭ ‬عكس‭ ‬ما‭ ‬أقدمت‭ ‬عليه‭ ‬«فرنسا‭ ‬الماكرونية»‭ ‬التي‭ ‬تعاملت‭ ‬دائما‭ ‬مع‭ ‬المطالب‭ ‬المغربية‭ ‬بمنطق‭ ‬«الاستعلاء»‭ ‬و«إثارة‭ ‬الأزمات»‭ ‬و«رمي‭ ‬الجمار‭ ‬على‭ ‬المغرب»،‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬المؤامرة‭ ‬التي‭ ‬«دبرها»‭ ‬نواب‭ ‬حزب‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬«الابتزاز»‭ ‬بالتوجه‭ ‬إلى‭ ‬الجزائر،‭ ‬صانعة‭ ‬البوليساريو‭ ‬وحاميتها‭.‬

ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب،‭ ‬فقد‭ ‬عمل‭ ‬الملك‭ ‬على‭ ‬تقوية‭ ‬شراكاته‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬وتنويعها،‭ ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬تلك‭ ‬الشراكات،‭ ‬الشراكة‭ ‬العسكرية‭ ‬مع‭ ‬واشنطن‭ ‬التي‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬2030‭. ‬حيث‭ ‬مهد‭ ‬الاعتراف‭ ‬الأمريكي‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬الطريق‭ ‬لهذه‭ ‬الشراكة،‭ ‬إذ‭ ‬تعتبر‭ ‬«مناورات‭ ‬الأسد‭ ‬الإفريقي»‭ ‬إحدى‭ ‬أهم‭ ‬سماتها،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬اتضح‭ ‬جليا‭ ‬خلال‭ ‬2023،‭ ‬حيث‭ ‬عاشت‭ ‬الجيوش‭ ‬المشاركة‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬التداريب‭ ‬الحربية‭ ‬البرية‭ ‬والجوية‭. ‬كما‭ ‬وافقت‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركية،‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2023،‭ ‬على‭ ‬بيع‭ ‬أنظمة‭ ‬«هيمارس»‭ ‬الدفاعية‭ ‬الصاروخية‭ ‬للمغرب،‭ ‬مع‭ ‬40‭ ‬من‭ ‬أنظمة‭ ‬الصواريخ‭ ‬التكتيكية‭ ‬للجيش‭ ‬و36‭ ‬من‭ ‬أنظمة‭ ‬إطلاق‭ ‬صواريخ‭ ‬متعددة‭ ‬موجهة‭ ‬و36‭ ‬رأسا‭ ‬حربيا‭ ‬بديلا‭ ‬لأنظمة‭ ‬إطلاق‭ ‬الصواريخ‭ ‬المتعددة‭ ‬الموجهة‭ ‬(GMLRS)‭ ‬وتسع‭ ‬مركبات‭ ‬متعددة‭ ‬الأغراض‭ ‬وعالية‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التنقل (HMMWV)،‭ ‬في‭ ‬صفقة‭ ‬تصل‭ ‬قيمتها‭ ‬إلى 524.2‭ ‬مليون‭ ‬دولار،‭ ‬مما‭ ‬سيساعد‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬قدرة‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التهديدات‭ ‬الحالية‭ ‬والمستقبلية،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تقلبات‭ ‬جيوسياسية‭ ‬بارزة،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬التحالف‭ ‬بين‭ ‬الجماعات‭ ‬الانفصالية‭ ‬والجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬بدول‭ ‬الساحل‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭.‬

لقد‭ ‬أولى‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة،‭ ‬اهتماما‭ ‬كبيرا‭ ‬لتحسين‭ ‬قدرات‭ ‬الجيش‭  ‬وتنظيم‭ ‬هياكله‭ ‬وصفوفه،‭ ‬لمواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬الحالية‭ ‬واكتشافها‭ ‬وتعزيز‭ ‬مراقبة‭ ‬حدوده‭. ‬كما‭ ‬كان‭ ‬تعيين‭ ‬الفريق‭ ‬محمد‭ ‬بريظ،‭ ‬مفتشا‭ ‬عاما‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية‭ ‬بتاريخ‭ ‬22‭ ‬أبريل‭ ‬2023،‭ ‬خلفا‭ ‬للجنرال‭ ‬الفاروق‭ ‬بلخير،‭ ‬علامة‭ ‬فارقة‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬العسكري‭ ‬المغربي‭ ‬الذي‭ ‬تجددت‭ ‬دماؤه‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬بشكل‭ ‬مضطرد‭. ‬

في‭ ‬سياق‭ ‬آخر،‭ ‬حضرت‭ ‬«إمارة‭ ‬المؤمنين»‭ ‬بقوة،‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة،‭  ‬إذ‭ ‬واصل‭ ‬الملك‭ ‬استخدامها‭ ‬لتكريس‭ ‬الوحدة‭ ‬المذهبية‭ ‬للمغاربة‭ ‬«ترؤس‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناسبات‭ ‬الدينية،‭ ‬الدروس‭ ‬الحسنية،‭ ‬الرسائل‭ ‬الملكية‭ ‬الموجهة‭ ‬إلى‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬الندوات‭ ‬العلمية‭.. ‬إلخ»،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬نزاعا‭ ‬شرسا‭ ‬بين‭ ‬الإسلام‭ ‬السني‭ ‬والتيارات‭ ‬الشيعية‭ ‬والوهابية‭. ‬كما‭ ‬حضرت‭ ‬إمارة‭ ‬المؤمنين‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الديانات‭ ‬الثلاث،‭ ‬وأيضا‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬السني-‭ ‬السني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مؤسسة‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬للعلماء‭ ‬الأفارقة،‭ ‬«ندوة‭ ‬"ضوابط‭ ‬الفتوى‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬السياق‭ ‬الإفريقي"/ 8مراكش‭ ‬يوليوز‭ ‬2023).‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬حضورها‭ ‬البارز‭ ‬بعدترخيص‭ ‬الحكومة‭ ‬السويدية‭ ‬لإحراق‭ ‬القرآن‭ ‬في‭ ‬ستوكهولم‭.‬

بيد‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬سجل،‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬آخر،‭  ‬تميزا‭ ‬ساحقا،‭ ‬ويتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالمستوى‭ ‬الرياضي،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬استحق،‭ ‬في‭ ‬الـ‭ ‬14‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬2023،‭ ‬الفوز‭ ‬بجائزة‭ ‬«التميز‭ ‬الرياضي»‭ ‬برسم‭ ‬سنة‭ ‬2022،‭ ‬وهي‭ ‬الجائزة‭ ‬التي‭ ‬منحها‭ ‬له‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬نظرا‭ ‬للمجهودات‭ ‬الاستثنائية‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تطوير‭ ‬قطاع‭ ‬الرياضة‭ ‬عامة،‭ ‬وكرة‭ ‬القدم‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬وإفريقيا،‭ ‬بل‭ ‬أيضا‭ ‬لنجاحه‭ ‬الكبير،‭ ‬الذي‭ ‬فاجأ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬فرنسا،‭ ‬في‭ ‬إلحاق‭ ‬المغرب،‭ ‬وعلى‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى،‭ ‬بملف‭ ‬«الترشيح‭ ‬الثلاثي‭ ‬المشترك»‭ ‬مع‭ ‬الجارتين‭ ‬إسبانيا‭ ‬والبرتغال،‭ ‬لتنظيم‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬2030‬.

لقد‭ ‬سجل‭ ‬الملك‭ ‬تميزه‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬بتعبئة‭ ‬كل‭ ‬الإمكانات‭ ‬اللازمة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تكوين‭ ‬الأبطال‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الأصناف‭ ‬الرياضية،‭ ‬ومواكبتهم‭ ‬وتشجيعهم‭ ‬على‭ ‬التميز‭ ‬والنجاح،‭  ‬والسهر‭ ‬على‭ ‬تشييد‭ ‬البنيات‭ ‬التحتية‭ ‬وتوفير‭ ‬التجهيزات‭ ‬الرياضية‭ ‬ذات‭ ‬المعايير‭ ‬العالمية،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬بالرياضة‭ ‬الوطنية‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬النجاحات‭ ‬الباهرة،‭ ‬وخاصة‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2022‭ ‬حين‭ ‬أبهر‭ ‬المنتخب‭ ‬المغربي‭ ‬العالم‭ ‬بمستواه‭ ‬العالي،‭ ‬في‭ ‬مونديال‭ ‬قطر،‭ ‬وذلك‭ ‬ببلوغه‭ ‬المربع‭ ‬الذهبي‭ ‬واحتلاله‭ ‬الرتبة‭ ‬الرابعة‭ ‬عالميا‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المراقبين‭ ‬يعتبر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬هي‭ ‬سنة‭ ‬التميز‭ ‬الرياضي‭ ‬المغربي،‭ ‬فإن‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬واصل‭ ‬ترؤسه‭ ‬لمجالس‭ ‬الوزراء‭ ‬التي‭ ‬انعقدة‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬(5‭ ‬مجالس‭ ‬حكومية)،‭ ‬وذلك‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬السير‭ ‬العادي‭ ‬لنظام‭ ‬الدولة،‭ ‬وإيضا‭ ‬للدفع‭ ‬بالإطار‭ ‬التشريعي‭ ‬الدستوري‭ ‬إلى‭ ‬مداه،‭ ‬وتوجيه‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي‭ ‬نحو‭ ‬ما‭ ‬يخدم‭ ‬القضايا‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الواجهات‭ ‬والأصعدة‭.‬

ولم‭ ‬يفت‭ ‬الملك‭ ‬بوصفه‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة،‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة،‭ ‬الاهتمام‭ ‬بمختلف‭ ‬الفئات‭ ‬الشعبية،‭ ‬وظل‭ ‬وفيا‭ ‬لرؤيته‭ ‬الإنسانية‭ ‬والأخلاقية،‭ ‬حيث‭ ‬قام‭ ‬بالعفو‭ ‬عن‭ ‬8493‭ ‬سجينا‭ ‬خلال‭ ‬الأعياد‭ ‬والمناسبات‭ ‬الدينية،‭ ‬كما‭ ‬واصل‭ ‬بعث‭ ‬برقيات‭ ‬التعزية‭ ‬إلى‭ ‬عائلات‭ ‬رجالات‭ ‬الدولة‭ ‬الذين‭ ‬قدموا‭ ‬خدمات‭ ‬جليلة‭ ‬لبلادهم‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات،‭ ‬الفنية‭ ‬والسياسية‭ ‬والرياضية‭ ‬والإعلامية،‭ ‬وإلى‭ ‬الملوك‭ ‬والرؤساء‭. ‬وشارك‭ ‬الملك‭ ‬أبناء‭ ‬بلده‭ ‬أفراحهم‭ ‬وانجازاتهم‭ ‬بإرساله‭ ‬لبرقيات‭ ‬التهنئة،‭ ‬وأيضا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاتصال‭  ‬الهاتفي‭ ‬المباشر‭.  ‬

لقد‭ ‬كانت‭ ‬المرحلة‭ ‬بين‭ ‬بين‭ ‬"يوليوز‭ ‬2022"‭ ‬و"يوليوز‭ ‬2023"،‭ ‬سنة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬النجاحات‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة،‭ ‬كرسها‭ ‬الحضور‭ ‬القوي‭ ‬للمؤسسة‭ ‬الملكية‭ ‬في‭ ‬الواجهة‭ ‬الديبلوماسية،‭ ‬وأيضا‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الرياضي‭ ‬والسياسي‭ ‬والديني،‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬إمارة‭ ‬المؤمنين‭ ‬التي‭ ‬لعبت‭ ‬دورا‭ ‬محوريا‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان،‭ ‬وفي‭ ‬نشر‭ ‬الإسلام‭ ‬السني‭ ‬المالكي،‭ ‬وفي‭ ‬دحر‭ ‬الزحف‭ ‬الشيعي‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية،‭ ‬ويبقى‭ ‬النصر‭ ‬الأكبر‭ ‬هو‭ ‬التقدم‭ ‬الواضح‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬تسوية‭ ‬نزاع‭ ‬الصحراء‭ ‬بالتحاق‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬بمقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬كأساس‭ ‬وحيد‭ ‬لتسوية‭ ‬نزاع‭ ‬الصحراء‭.‬
 
تفاصيل أوفى تجدونها في العدد الجديد من أسبوعية "الوطن الآن"