الأربعاء 5 فبراير 2025
سياسة

كريمة غانم: المداخل القانونية لمحاصرة الكيان الوهمي وطرده من الاتحاد الإفريقي 

كريمة غانم: المداخل القانونية لمحاصرة الكيان الوهمي وطرده من الاتحاد الإفريقي  كريمة غانم، رئيسة المركز الدّولي للدّبلوماسية 
قالت‭ ‬كريمة‭ ‬غانم،‭ ‬رئيسة‭ ‬المركز‭ ‬الدّولي‭ ‬للدّبلوماسية،‭ ‬إن‭ ‬القانون‭ ‬الأساسي‭ ‬للاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬لا‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬طرد‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء،‭ ‬وأن‭ ‬طرد‭ ‬الكيان‭ ‬الوهمي‭ ‬للبوليساريو‭ ‬من‭ ‬هاته‭ ‬المنظمة‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تعديل‭ ‬القانون‭ ‬التأسيسي،‭ ‬خصوصا‭ ‬المادة‭ ‬29‭ ‬الخاصة‭ ‬بالعضوية‭.‬

وأوضحت‭ ‬غانم،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لأسبوعية‭ ‬«الوطن‭ ‬الآن»،‭ ‬أن‭ ‬«العضوية‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الحالي‭ ‬تنتهي‭ ‬إما‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الانسحاب‭ ‬بإرادتها‭ ‬المنفردة‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬وراد‭ ‬في‭ ‬المادة‭ ‬31‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬التأسيسي‭ ‬للاتحاد‭ ‬الإفريقي،‭ ‬إذ‭ ‬سبق‭ ‬للمغرب‭ ‬أن‭ ‬انسحب‭ ‬سنة‭ ‬1984‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬الوحدة‭ ‬الإفريقية‭ ‬آنذاك،‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تجميد‭ ‬أو‭ ‬تعليق‭ ‬العضوية‭ ‬الذي‭ ‬تطالب‭ ‬به‭ ‬الدولة‭ ‬العضو‭ ‬أو‭ ‬توقعه‭ ‬عليها‭ ‬المنظمة‭ ‬الإفريقية،‭ ‬بصفة‭ ‬مؤقتة،‭ ‬ويذكر‭ ‬أن‭ ‬الإتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬علق‭ ‬عضوية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬بسبب‭ ‬الانقلابات‭ ‬العسكرية‭ ‬مثل‭ ‬بوركينافاسو‭ ‬ومالي‭ ‬والسودان‭ ‬وغيرها»‭.‬

وأكدت‭ ‬غانم‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬«المادة‭ ‬30‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬التأسيسي‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬تنصّ‭ ‬على‭ ‬بند‭ ‬«تعليق‭ ‬المشاركة»‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬«لا‭ ‬يسمح‭ ‬للحكومات‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬السلطـة‭ ‬بطـرق‭ ‬غير‭ ‬دستورية‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬أنشطة‭ ‬الإتحاد‭.‬

ولتغيير‭ ‬المادة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعضوية،‭ ‬تشرح‭ ‬رئيسة‭ ‬المركز‭ ‬الدولي‭ ‬لليبلوماسية،‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬«يجب‭ ‬أن‭ ‬تشترط‭ ‬العضوية‭ ‬وجود‭ ‬دولة‭ ‬إفريقية،‭ ‬مستقلة‭ ‬لها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬الإلتزامات‭ ‬الموجبة‭ ‬عليها‭ ‬بمقتضى‭ ‬القانون‭ ‬التأسيسي،‭ ‬معترف‭ ‬بها‭ ‬دوليا‭ ‬تمارس‭ ‬حقوقها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بموجب‭ ‬اتفاقية‭ ‬فيينا‭ ‬للعلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬لسنة‭ ‬1961‭. ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬اشتراط‭ ‬عضويتها‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬هكذا‭ ‬يمكن‭ ‬اقفال‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬الكيانات‭ ‬الوهمية‭ ‬مثل‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬على‭ ‬مقومات‭ ‬دولة‭ ‬ولا‭ ‬اعتراف‭ ‬دولي‭ ‬ولا‭ ‬عضوية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬كما‭ ‬يرتبط‭ ‬بعدم‭ ‬توفر‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬على‭ ‬أركان‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬إقليم‭ ‬وسكان‭ ‬وسلطة‭ ‬واعتراف‭ ‬دولي،‭ ‬وأخرى‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬التصرفات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬باعتبار‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للجبهة‭ ‬وكوادرها‭ ‬هم‭ ‬المسؤولون‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬الصحراوية‭ ‬المزعومة»‭.‬

وأشارت‭ ‬المتحدثة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬«يمكن‭ ‬أيضا‭ ‬تعديل‭ ‬المادة‭ ‬31‭ ‬الخاصة‭ ‬بإنهاء‭ ‬العضوية،‭ ‬التي‭ ‬نصّت‭ ‬على‭ ‬الانسحاب‭ ‬فقط،‭ ‬متجاهلة‭ ‬خيار‭ ‬الطرد‭. ‬لذا‭ ‬فيمكن‭ ‬للمغرب‭ ‬والدول‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تدعم‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬القيام‭ ‬بموجب‭ ‬المادة‭ ‬32‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تعديل‭ ‬القانون‭ ‬التأسيسي،‭ ‬وإضافة‭ ‬الطرد،‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬يحتاج‭ ‬لأغلبية‭ ‬الثلثين،‭ ‬أي‭ ‬موافقة‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬36‭ ‬دولة»‭.‬

وبرأي‭ ‬غانم،‭ ‬فـ‭ ‬«المغرب‭ ‬حاليا‭ ‬يسانده‭ ‬حوالي‭ ‬32‭ ‬بلدا،‭ ‬وتوالت‭ ‬الأصوات‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬الإتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬مطالبة‭ ‬بطرد‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬الوهمي»‭.‬

ونبّهت‭ ‬غانم‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬«الآن‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إعادة‭ ‬إصلاح‭ ‬هياكل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي،‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬المغرب‭ ‬مواصلة‭ ‬الجهود‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬المحايدة‭ ‬والموالية‭ ‬لجبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬النصاب‭ ‬القانونية‭ ‬لتعديل‭ ‬القانون‭ ‬التأسيسي‭ ‬ليتضمن‭ ‬الطرد‭. ‬هناك‭ ‬طبعا‭ ‬الضّغط‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬الجزائر‭ ‬وجنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬لعرقلة‭ ‬هاته‭ ‬الجهود،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬استطاعة‭ ‬المغرب‭ ‬استمالة‭ ‬كينيا‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأخيرة‭ ‬المساندة‭ ‬التقليدية‭ ‬والشرسة‭ ‬لجبهة‭ ‬البوليساريو،‭ ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬بتغيير‭ ‬موقفها‭ ‬لكن‭ ‬ثم‭ ‬خلق‭ ‬نقاش‭ ‬عمومي‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬حول‭ ‬إمكانية‭ ‬سحب‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالجبهة‭ ‬وهذا‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬غير‭ ‬مسبوق،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬استمالة‭ ‬نيجيريا‭ ‬بثقلها‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬افريقيا‭. ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تعترف‭ ‬بجبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬لكنها‭ ‬غيرت‭ ‬من‭ ‬مواقفها‭ ‬السلبية‭ ‬تجاه‭ ‬المغرب»‭.‬

وأشارت‭ ‬غانم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬«نسبة‭ ‬القنصليات‭ ‬الإفريقية‭ ‬التي‭ ‬فتحت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬العيون‭ ‬والداخلة‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬وعي‭ ‬إفريقي‭ ‬بأهمية‭ ‬التعاون‭ ‬الافريقي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الوحدة‭ ‬الإفريقية،‭ ‬ونبد‭ ‬ثقافة‭ ‬الإنفصال‭ ‬والانقسامات‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬هاته‭ ‬الظرفية‭ ‬الأمنية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬الراهنة»،‭ ‬وفق‭ ‬إفادات‭ ‬كريمة‭ ‬غانم‭ ‬رئيسة‭ ‬المركز‭ ‬الدّولي‭ ‬للدّبلوماسية‭.‬