الأحد 24 نوفمبر 2024
جالية

معرض الكتاب.. مجلس حقوق الإنسان يقارب تجربة مركز ابن خلدون لدراسات الهجرة(مع فيديو)

معرض الكتاب.. مجلس حقوق الإنسان يقارب تجربة مركز ابن خلدون لدراسات الهجرة(مع فيديو) البحث في موضوع الهجرة في المغرب بدأ بأبحاث فردية
في إطار برامجه المسطرة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب المنظم بالرباط الفترة من 1 إلى 11 يونيو 2023، سلط المجلس الوطني لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء 6 يونيو 2023 الضوء على موضوع للبحث العلمي: تجربة مركز ابن خلدون لدراسات الهجرة.
وفي تقديمه للندوة، أبرز عبد الرفيع حمضي، مدير مديرية حماية حقوق الإنسان والرصد أن الهجرة في مفهومه الحديث في أواخر الخمسينات، وبداية الستينات، إلا أن البحث العلمي فيها لم ينطلق إلا في التمانينات، وبداية التسعينات، إلى أن كبرت الظاهرة عكس أوربا التي كانت محتضنة للمهاجرين، وبالتالي عرفت الأبحاث في مجال الهجرة تطورا كبيرا.
وأضاف حمضي أن البحث في موضوع الهجرة في المغرب بدأ بأبحاث فردية، تم بادرت بعض الجمعيات بالاهتمام بهذا الموضوع، ليهتم به الجميه من بعد، وبنتقل الآن إلى  مراكز ومراصد. 
من جانبه أفاد عبد الكريم مرزوق، الخبير في العلوم الاجتماعية والتنمية، عميد التعاون الشراكة والتكوين المستمر بجامعة الأخوين بإفران، أن مركز ابن خلدون لدراسات الهجرة والمواطنة، مركز بحثي أكاديمي، عمره سنتان ونصف، تم تأسيسه بشراكة بين جامعة الأخوين، ومجلس الجالية.
وأضاف المتحدث ذاته أن الهدف من هذا المركز هو تجميع كل الدراسات التي تم إنجازها في ميدان الهجرة، ويتم اليوم إنجاز قاعدة بيانات بكل ما أنجز في المغرب في جميع الجامعات، والمؤسسات المغربية، كما أبرز أن المركز يهدف إلى إنجاز دراسات أكاديمية، وبالفعل تمكن خلال سنتين من إصدار 21 كتابا حول قضايا الهجرة، بل تم إنشاء جائزة دولية حول البحث الدولي في قضايا الهجرة، بالإضافة إلى إنجاز دراسات لصالح المؤسسات.
وأثار عبد الرحيم العطري، أستاذ التعليم العالي، بجامعة محمد الخامس بالرباط؛ متخصص في علوم الاجتماع والأنثروبولوجيا، أهمية الأبحاث في مواضيع للهجرة، وتأثيرها على السياسة العامة للهجرة، مشيرا إلى أن الهجرة اليوم هي التي تحدد حال، ومآل العالم، وتكتب تاريخ 
هذا العالم، عبى اعتبار أن المهاجرين ليسوا على الهامش، "ومن يعتقد أن الهجرة مشكل، عليه أن ينتقل إلى تمثل الهجرة كفرصة، بحيث صارت الهجرة موضوع عرضاني بامتياز في كل تفاصيل الحياة الاجتماعية بالكثير من الأوجه لذلك يتوجب على البحث العلمي أن ينشغل بها".
وزاد عبد الرحيم العطري قائلا:" عندما عدنا إلى أطروحات الهجرة، وجدنا بأن أزيد من 70 في المائة من الأطروحات، ورسائل نيل الدراسات العليا، كلها إما من الجغرافية، أو التاريخ، أو القانون، في حين أن علم الاجتماع والأنتربولوجيا حضيت بأطروحات قليلة جدا"، مشددا على ضرورة الرفع من الإيقاع، وإلزام أساتذة علم الاجتماع، وعلم النفس، والأنتربولوجيا للإنفتاح أكثر على مواضيع الهجرة، باعتبار أنها لا تحيل فقط على حراك مجالي، بل هي حراك متعدد الأبعاد، والانتماءات.
وفي السياق ذاته، أبرز العطري أن المهاجر عندما ينتقل من سجل إلى سجل آخر، ينتقل عبر ثقافاته، وعبر هويته، كما افاد بكون الهجرة تثير المسألة الحقوقية، وتثير الحق في تدبير المعتقد الديني، ولهذه الاعتبارات كلها لراهنية الهجرة، وبسبب إثارتها للكثير من الإشكالات، تم إنشاء مركز ابن خلدون لدراسات الهجرة، لتقديم جواب علمي حول مواضيع عميقة تسائل الهجرة من منظور علمي.
من جانبه، تقدم جمال فزة، أستاذ التعليم العالي، بجامعة محمد الخامس بالرباط؛ المتخصص في علوم الاجتماع والأنثروبولوجيا، بقراءة للهجرة المتنامية المستمرة من المغرب إلى الخارج ومدى انعكاسها على البحث، مشيرا إلى أنه سيتحدث على الهجرة والبحث العلمي، على اعتبار أنها مثلها مثل ظواهر متعددة، ومتنوعة، الإنسان يهاجر لأسباب متنوعة..
وشدد على ضرورة الهجرة كموضوع يسائل الجميع، الهجرة كوضعية نموذجية لما يحدث في العالم، موضحا أن النموذج الثقافي صار يعوض المسألة الاجتماعية وبالتالي لم يعد المهاجر يهاجر من أجل الشغل فقط، حيث صار الاجتماعي ينسلخ على الاقتصادي.
والسؤال يضيف المتحدث ذاته هو كيف نعيش جميع؟، موضحا أن الهجرة مناسبة لإعادة طرح هذا السؤال، والتفكير في النظام العالمي الجديد، كيف سيكون في ظل تنامي الهجرة، والعودة القوية للحركة عوض الاستقرار.
ويأتي اختيار المجلس الوطني لحقوق الإنسان لموضوع الهجرة في إطار دوره الأساسي الذي يشمل تتبع وتقييم السياسات العامة، والتشجيع على ابراز المبادرات، والمشاريع والأنشطة التي تساهم في فهم ظاهرة الهجرة.