كثيرا ما نقرأ في بعض الإنتاجات الفنية والأدبية والتلفزيونية وغيرها عبارة "جميع الحقوق محفوظة"، لكن هل هي فعلا محفوظة بقوة القانون بالمغرب؟ فقد نصادف عملا فنيا مُقرصنا ومكتوبا عليه حرفC تلخيص لـCOPYRIHT كعلامة لخضوعه لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، دون أن يكون كذلك. طفت خلال رمضان الجاري على واجهة الساحة الفنية المغربية نزاعات حول حقوق الملكية الفكرية، بخصوص برامج تلفزيونية (سيتكومات وسلسلة)، وما زالت بعض الملفات بردهات المحاكم في انتظار الفصل فيها بمنطوق حكم نهائي للقضاء، الذي لن يُعير اهتماما لعبارة "جميع الحقوق محفوظة" وCOPYRIHT بقدر ما سيتحقق من الملكية الفكرية بشتى الوسائل المتاحة التي تنطبق مع قانون حماية حقوق المؤلف. ومن المتعارف عليه عالميا أن المصنفات الأدبية والفنية وغيرها محمية بمجرد إبداعها، حسب العديد من القوانين والاتفاقيات الدولية.
"أنفاس بريس" اتصلت بمسؤول في وزارة الاتصال لطلب معلومات حول الإجراءات الخاصة بتحفيظ أفكار خاصة بتصورات لأعمال فنية تلفزيونية مكتوبة، فدعانا هذا المسؤول إلى زيارة موقع المكتب المغربي لحقوق المؤلف. وبعد أن حاولنا تصفح موقع المكتب المغربي لحقوق المؤلف عبر "النيت" للحصول على أرقام هواتف للتواصل مع القسم المسؤول عن التصريح، وجدنا الموقع على الإنترنت لا يعمل بدعوى "أنه في طور الصيانة". والغريب أن الموقع لا يعمل مدة شهور عديدة، ورغم ذلك مكتوب على صفحته الرئيسية "تجديد وإطلاق في القريب العاجل". عاودنا الاتصال بمسؤول وزارة الاتصال فمدنا برقمين هاتفين خاصين بمسؤولين اثنين عن المكتب المغربي لحقوق المؤلف BMDA، الأول منهما وجهنا لاستفسار الثاني، بغرض تسهيل مهمتنا في الحصول على أجوبة مُقنعة خاصة بإمكانية تحفيظ أفكار وتصورات لأعمال تلفزيونية. ومن طرائف البحث والتقصي بخصوص الموضوع، أن أجاب مسؤول عن مكتب حقوق المؤلف، خلال سماعه لعبارة تحفيظ وحماية حقوق ملكية "سيتكومsitcom "، دون تمييز الكلمة بسبب عدم وضوح الصوت، أنsite يعني "موقع الإنترنت" ما زال غير قابل للتحفيظ بالمغرب، إلى حدود تواصلنا معه. وبعد أن وضحنا للمسؤول أن الأمر يتعلق بـ "سيتكومsitcom " تلفزيوني، وليس بموقع إلكتروني، أفاد أن المكتب المغربي لحقوق المؤلف والوزارة الوصية هما في طريق الوصول إلى صيغة قانونية جديدة لتحفيظ المصنفات الفنية برمتها. فكان أن طلبنا من المسؤول الحل العاجل بالنسبة لمبدع مغربي يريد تحفيظ عمله الفني التلفزيوني، فجاء رده في شقين. الشق الأول: يتعلق بوضع العمل مكتوبا بالمكتبة الوطنية بالرباط، وتلقي وصل إيداع مقابل ذلك، موضحا أن العمل الفني التلفزيوني سوف يكون حينها متاحا لكافة زوار المكتبة الوطنية للاطلاع عليه وتصفحه وقراءته، وهي وسيلة تطرح إشكالية خروج التصور أو الفكرة من السرية للعلن، وقد يشكل ذلك مصدر إلهام واستئناس لبعض القراء المؤلفين، ليكتبوا عملا قريبا من التصور المودع بالمكتبة الوطنية، فيفقد العمل بذلك أصليته. أما الشق الثاني: فبعد استفسار محاورنا حول إمكانية تحفيظ فكرة وتصور لبرنامج تلفزيوني دون أن يكون متاحا للآخرين قراءته والاطلاع عليه، أجاب بأن هذا الأمر غير ممكن حاليا، وعرض علينا "تخريجة" لم يؤكد أو يحسم في مدى حجيتها ومصداقيتها القانونية، وهي وسيلة دأب بعض المؤلفين المغاربة على العمل بها حسب توضيحه، وترتكز على بعث المؤلف للعمل الفني المراد تحفيظه لعنوانه الخاص عبر البريد المضمون مع الإشعار بالتوصل "من وإلى المؤلف عبر البريد الكلاسيكي".
وجدير بالذكر أن وزير الاتصال مصطفى الخلفي، يباشر في غضون هذه الأيام اللمسات الأخيرة لسن إجراءات قانونية متعلقة بتحديد كيفيات التصريح والمراقبة الخاصين بقانون حقوق المؤلف والحقوق المجاورة.