"عزيزي نيل يونج،
تدور شائعات بأنك تزمع تقديم بعض العروض في تل أبيب هذا العام.
لقد اخترق واحد أو اثنان من جماعتنا ممّن لا يُعدّون ذوي شأن كبير الخطوط الحُمر العام الماضي، لكن لا أحد بقامتك. سيتململ وودي جوثري في قبره. نيل يونج! من أعظم أبطالي، على قائمة خياراتي القصيرة: أنت، جون لينون، وودي جوثري، هودي ليت ليد بيتر، هاري بيلافونتي، سام كوك، بيلي هوليداي، ومثل آخرين، وهم ثلّة، ليست كبيرة، تعبق أغانيكم دائماً بالحبّ والإنسانية والتعاطف بين محبيكم رجالاً ونساءً. لذلك أجد الأمر عصياً على التصديق أن تُدير ظهرك لسكّان فلسطين الأصليين. بل تدعم وتشجّع وتُجيز الشرعية لنظام فصل عنصريّ استعماريّ، بوجودك، وهم في الأغلب مستوطنون من أوربا، ينشدون حصر سكان البلاد الأصليين، إما في المنفى أو في درجة ثانية من المعازل والمعتقلات.
أرجوك، يا أخي، أبلغني بأنك لن تفعلها.
كما أذكر، باسترجاع ذلك اليوم، جنباً لجنب مع بقيتنا (ستيفي فان زاندت، بروس، ليد سب، إلخ إلخ إلخ إلخ) أنك لن "تلعب في صن سيتي"، بل أطلب منك الوقوف على الأرضية الأخلاقية ذاتها الآن. إن الراحل العظيم، نيلسون مانديلا، يعيش بيننا، وليس من العدل أن نخذله. لقد كان واضحاً في موقفه، وها إني أقتبس منه: "نعلم جيدا أن حريتنا ناقصة من دون حرية الفلسطينيين". لقد حان وقت "الحركة ضدّ العنصرية" وإبداء عضلاتها، برفض أن نُعير أسماءنا لتبرئة استعمار غير شرعيّ للأراضي الفلسطينية وقمع ممنهج لسكانها الأصليين. ويؤسفنا القول إن اللوبي المعارض لديه عضلات أيضاً. فهو ينفق الملايين على "التفسير" (في الأصل، بالعبرية)، أما بالنسبة لك ولي فهي "الدعاية". آلة دعاية فاسدة وشرسة. ومن جهتنا، فنحن لا نملك غير التزامنا بنهج المقاومة السلمية كالنوم أرضاً أمام جرّارات الجيش الإسرائيلي التي تهجّر الشعب الأصلي من أراضي فلسطين. علينا بالوقوف مع هؤلاء، ومع كلّ شجاع من إسرائيل وفلسطين، يهوداً وعرباً على حد سواء ممّن يناهض سياسة الحكومات الإسرائيلية الوحشية. سنقف مع راشيل كوري، تلك المرأة الأمريكية الشابة التي وهبت حياتها تحت مسار ذلك الجرّار.
أرجوك أن تنضمّ إليّ وإلى ما لا يُحصى من الفنانين الآخرين في كافّة أرجاء العالم تضامناً مع المظلومين والمحرومين من الصوت. لقد حان الوقت لنولي رعايتنا لنداء الشعوب. نرجو أن نبحث دعاوى البدو، الرُّحّل في النقب بالجنوب القاحل من إسرائيل، ففي قرية واحدة، العراقيب، قامت جرّافات الجيش الإسرائيلي بتدميرها 63 مرة. وإن كنتَ في شكّ من هذا، فإني مستعدّ للذهاب معك إلى فلسطين، وإسرائيل، إن سمحوا لي بالدخول، لترى ما رأيتُ، ولنفكّر معاً في الطريق الصواب الذي علينا أن نسلكه.
بالمناسبة، لقد شاهدتُ حفل مدرستك بريدج سكول على اليوتيوب العام الماضي، وكان مؤثراً للغاية، كما كنتَ مذهلاً بالطبع. لقد طلبت مني العزف، لكني بيّنتُ لإدارتكم، أنه كان بودّي ذلك لولا أني مرتبطٌ بجولة (الجدار) في أوروبا وأخرى (مساندة الأبطال) في نيويورك. ويسعدني هذا العام بل أفتخر بالمجيء ودعمكم حال طلبكم لي. محبتي واحترامي.
روجر ووترز".
(الشاعر محمد عيد إبراهيم: الرسالة من صفحة روجر ووترز على الفيسبوك، وشكراً للمبدع/ حسام علوان، من أرشدني إليها).
ملحوظة: ألغى نيل يونج حفلته فعلاً في تل أبيب، لكنه أصدر بياناً يقول فيه: "بسبب صواريخ الفلسطينيين على المدينة".