الخلافات بين باريس وروما أصبحت دورية بل يمكن القول انها أصبحت مكون بنيويا من مكونات العلاقات الفرنسية الإيطالية، وهذا الأمر مرتبط بوصول أحزاب يمينية متطرفة الى قمة السلطة بروما على الخصوص في السنوات الاخيرة، وفي نفس الوقت، وجود يمين متطرف فرنسي على أبواب السلطة وله فريق برلماني كبير بالجمعية الوطنية. كما يبدو أن الشعبية الكبيرة التي تتمتع بها زعيمة اليمين المتشدد الفرنسي مارين لوبين في استطلاعات الرأي بعد الأزمة الاجتماعية والسياسية التي رافقت اصلاح نظام التقاعد هي امر يؤرق قصر الاليزيه. وهي الحافز وراء القصف العنيف الذي قام وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، الذي وجه انتقادا لرئيسة المجلس الإيطالي، جيورجيا ميلوني، متهما إياها بأنها "غير قادرة على حل مشاكل الهجرة". والهجرة هي حجر أساس السياسة الداخلية والخارجية لأحزاب اليمين المتطرف سواء الفرنسية او الإيطالية. والخلاف حول الموضوع هو دائم بين هذين العاصمتين الاوربيتين، خاصة أن إيطاليا هي البوابة الاوربية لجزء كبير من الهجرة الغير النظامية القادمة من تونس والتي تعبرها في اتجاه سواء فرنسا المانيا او مناطق أخرى من اوروبا.
دارمانان عندما استهدف زعيمة اليمين المتطرف الإيطالي ورئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، هو في الحقيقة يتوجه إلى اليمين المتطرف الفرنسي وناخبيه، وكأنه يقول لهم" انظروا إلى وعود ميلوني حول الهجرة اثناء الانتخابات، وبعد نجاحها اليوم هي غير قادرة عن حل المشكل." ويقول لناخبين الفرنسيين،" مارين لوبين هي الأخرى غير قادرة على حل مشكل الهجرة. رغم كل الادعاءات".
أعضاء الحكومة في البلدين، طالبوا بالتهدئة واللجوء إلى اللغة الديبلوماسية، لكن اللغة الديبلوماسية لا تساعد على ربح الأصوات خاصة أصوات المتطرفين المعادين للهجرة داخل الناخبين الفرنسيين.
حاول أعضاء في الحكومة الفرنسية وضع حد للجدل بين البلدين بمن فيهم رئيسة الوزراء اليزابيت بورن، لكن على العكس من ذلك رأى ستيفان سيجورنيه زعيم الحزب الرئاسي والمقرب من إيمانويل ماكرون أن جيرالد دارمانان كان "محق ا في التنديد بعدم كفاءه وعجز اليمين المتطرف الأوروبي في مواجهة الهجرة غير الشرعية".
وقال على تويتر "كنا نعلم أن أسلوبهم لم يكن عادلا ولا إنسانيا، ونرى اليوم أنه غير فعال أيضا". وهو موقف قريب من الرئيس الفرنسي. وسبقه تصريح اخر مند أسبوع لاحد وزراء الحكومة من الوزن الثقيل، وهو وزير الاقتصاد برونو لومير الذي هاجم المهاجرين من أصول مغاربية الذين "نعتهم بمن يستغلون المنظومة الاجتماعية الفرنسية" ويبعثون أموال الفرنسيين الى الضفة الجنوبية للمتوسط". عنف هذه التصريحات تجاه شريحة من المجتمع الفرنسي، لا يمكن فهمها الا من خلال قراءة الاستطلاعات والشعبية الكبيرة التي تتمتع بها زعيمة اليمين المتطرف وسط الفرنسيين، والتي يمكنها الفوز بالانتخابات الرئاسية إذا عقدت اليوم حسب نفس الاستطلاعات. وهو ما يفسر نرفزة قصر الاليزيه، ولجوئه الى القصف القوي من خلال استعمال مواضيع الهجرة التي هي رأسمال اليمين المتطرف سواء الفرنسي أو الأوربي. واستعمال الهجرة في هذا الجدل السياسي هو أيضا سلاح دو حدين، فهو يعطي الانطباع لجزء من الناخبين الفرنسيين والاوربيين أن المشكل الاقتصادي ببلدانهم ليس هو نتيجة التضخم، وانعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية بالإضافة الي التحول في الاقتصاد العالمي بل المشكل هو الهجرة، ووقفها يعني نهاية كل المشاكل الاوربية ، وهو حلم اكثر منه حقيقة، لأن نهاية الهجرة تعني نهاية أوربا وخروج اقتصادها من دائرة المنافسة العالمية، اليوم يقصدها المهاجرين لأنها قادرة على توفير العمل التجارة واذا اختفى ذلك يعني ركوض نهاية الاقتصاد الأوربي.
وقال على تويتر "كنا نعلم أن أسلوبهم لم يكن عادلا ولا إنسانيا، ونرى اليوم أنه غير فعال أيضا". وهو موقف قريب من الرئيس الفرنسي. وسبقه تصريح اخر مند أسبوع لاحد وزراء الحكومة من الوزن الثقيل، وهو وزير الاقتصاد برونو لومير الذي هاجم المهاجرين من أصول مغاربية الذين "نعتهم بمن يستغلون المنظومة الاجتماعية الفرنسية" ويبعثون أموال الفرنسيين الى الضفة الجنوبية للمتوسط". عنف هذه التصريحات تجاه شريحة من المجتمع الفرنسي، لا يمكن فهمها الا من خلال قراءة الاستطلاعات والشعبية الكبيرة التي تتمتع بها زعيمة اليمين المتطرف وسط الفرنسيين، والتي يمكنها الفوز بالانتخابات الرئاسية إذا عقدت اليوم حسب نفس الاستطلاعات. وهو ما يفسر نرفزة قصر الاليزيه، ولجوئه الى القصف القوي من خلال استعمال مواضيع الهجرة التي هي رأسمال اليمين المتطرف سواء الفرنسي أو الأوربي. واستعمال الهجرة في هذا الجدل السياسي هو أيضا سلاح دو حدين، فهو يعطي الانطباع لجزء من الناخبين الفرنسيين والاوربيين أن المشكل الاقتصادي ببلدانهم ليس هو نتيجة التضخم، وانعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية بالإضافة الي التحول في الاقتصاد العالمي بل المشكل هو الهجرة، ووقفها يعني نهاية كل المشاكل الاوربية ، وهو حلم اكثر منه حقيقة، لأن نهاية الهجرة تعني نهاية أوربا وخروج اقتصادها من دائرة المنافسة العالمية، اليوم يقصدها المهاجرين لأنها قادرة على توفير العمل التجارة واذا اختفى ذلك يعني ركوض نهاية الاقتصاد الأوربي.
الرد الإيطالي على فرنسا كان سريعا لكنه لن يذهب بعيدا، الحكومة الإيطالية نفسها تستعمل الهجرة كمشجب تعلق عليه مشاكل ايطاليا، لكنها مجبرة عل الحوار مع فرنسا، وذلك لحاجتها لفرنسا على المستوى الأوربي من أجل فك ضغط ديونها ومواجهة الصرامة الألمانية في التعامل مع بلدان الجنوب الأوربي. فإنهما بحاجة إلى تشكيل جبهة مشتركة في مواجهة ألمانيا وما يسم ى بالبلدان المقتصدة"
خلافا لما حصل أثناء الأزمة بين البلدين في نوفمبر2022، عندما رفضت حكومة ميلوني، بعيد تسلمها السلطة السماح برسو سفينة إنسانية تابعة لمنظمة "إس أو إس ميديتيرانيه" غير الحكومية، والتي استقبلتها فرنسا في تولون مع 200 مهاجر على متنها في نهاية الأمر. وهي يمكن القول أن روما فرضت خلالها ارادتها على الحكومة الفرنسية.
لكن رغم الصراع، والتراشق بين الجانبين في استعمال موضوع الهجرة لاستمالة جزء من الراي العام بالبلدين، فانهما في حاجة الى موقف موحد في الاجتماعات الأوربية المقبلة، حيث تطلب إيطاليا مزيدا من المساعدات من اجل استقبال هذا العدد المتزايد من الوافدين من تونس التي توجد في وضع سياسي صعب لا يمكنها من التحكم في موجات الهجرة التي تنطلق من ارضيها.لهذا فان روما في حاجة الى باريس لإيجاد اتفاق أوربي في مجال الهجرة. الذي كان موضوع الزيارة التي الغيت بين وزيري خارجية البلدين.
هناك أيضا حاجة باريس وروما لإيجاد اتفاق وحلول في افق الانتخابات الأوربية المقبلة والمقررة في 2024 حيث تخشى الحكومة الفرنسية وعدد من الحكومات الاوربية صعود قوي لأحزاب اليمين المتطرف.
ورغم ان حكومة إيطاليا يتزعمها اليمين المتطرف، المعروف برفضه للبناء الأوربي، فان جورجيا ميلوني تعرف أن ديون بلادها الضخمة لا يمكن حلها بدون الاعتماد على اوربا وعلى أموال بلدان الشمال الأوربي.
حكومتي البلدين في حاجة الى اتفاق قوي لتدبير ظاهرة الهجرة القادمة من الجنوب ومن تونس على الخصوص، لكن رغبتهما في إرضاء رأي عام حائف من الهجرة تجبر هما على اللجوء إلى الشعبوية في التصريحات وهو سلاح دو حدين بالنسبة للبلدين.