تزامن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مع شهر رمضان لهذه السنة وبطولة كأس العالم لكرة القدم، وتزامنت الغارات الجوية والقصف الكثيف لمساكن المدنيين بالقطاع مع فاجعة "انهيار ثلاث عمارات" وسقوط قتلى وجرحى بحي "بوركون" بالدار البيضاء. ولأن المغاربة يتفاعلون مع كل ما يقع بفلسطين ويتألمون للفضاعات التي ترتكبها إسرائيل في حق الفلسطينيين العزل، ولأن صور العائلات والأطفال المنكوبين انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي انتشار النار في الهشيم، وخلفت ردود أفعال وتعليقات تدين العدوان الإسرائيلي على شعب فلسطين، وتعلن تضامنها ولو بكلمة أو دعاء نصرة لغزة، مطالبة الدول العربية الإسلامية التحرك من أجل إنقاذ الفلسطينيين من براثن الحرب القاسية التي تقودها ضدهم إسرائيل بجنودها وعتادها أمام صمت بئيس للمنتظم الدولي.. "أنفاس بريس" استقت أراء ومواقف فنانين ومثقفين وفاعلين اجتماعيين مغاربة من خلال تعليقاتهم على الفيسبوك لرصد ردود فعلهم عن طريق كتاباتهم على جدار الفايسبوك انعكاسا لما يحدث هذه الأيام العصيبة بقطاع غزة.
شارك الشاعر ياسين عدنان أصدقاءه عبر الفيسبوك صورة اليهودي المغربي "سيون أسيدون" وهو يصرح لكاميرا قناة تلفزيونية منددا بالعدوان الإسرائيلي ضد سكان قطاع غزة الفلسطينين. وكتب عدنان: "صديقنا المناضل المغربي اليهودي سيون أسيدون في مظاهرة التضامن مع غزة، واحد من اليهود المغاربة الأصلاء، من طينة الراحلين شمعون ليفي وإدمون عمران المالح". موضحا أن أسيدون يقترح اقتراحا عمليا بسيطا: مقاطعة التمور والسلع الإسرائيلية، ويفضح الشركات بأسمائها ويحرج حكومة الإسلاميين، إذ يطالبها بمنع دخول السلع الإسرائيلية. وقد كتب الشاعر عدنان ياسين أن خطاب أسيدون واضح: "على الأقل الرجل يسمي الأشياء بمسمياتها، وليس مثل بعض مناضلي ومثقفي الدرجة الأولى الذين توصلت منهم ببيان غريب عجيب يساوي بين الضحية والجلاد ويتفادى الحديث عن الاحتلال ويطالب الجميع بضبط النفس ويدعو إلى التسامح والتعايش والقبول بالآخر في الوقت الذي يقتّل فيه أبناء الشعب الفلسطيني ويقصفون صباح مساء". قبل أن يختم: "عجبي.. وشكرا أسيدون.. دمت أصيلا رائعا". أما الممثل محمد الشوبي فقد كتب فقرة عنونها بـ "إسرائيل والعرب" جاء فيها: "لعل فقهاء وأحبار وكهنة بني إسرائيل أشد تدينا وأقوى إيمانا وأعتى سحرا من فقهاء وشيوخ وعلماء الإسلام، وذلك نظرا لعدد الدعوات والصلوات والتحريض على كل اليهود، ونظرا لعدد المسلمين والعرب في العالم بالنظر لعدد اليهود، واعتبارا للدعاء الجماعي والفردي، المكتوب والشفاهي، منذ اشتعال هذه الحرب، ومع كل ذلك فلم تنل منهم أية شتيمة أو دعاء بالخراب والفناء، فما فائدة الاستمرار في ذلك بدل النزول للشارع للضغط على الحكومات للخروج بجيش يحقق دعاء واحدا هو هزم العدو الصهيوني وتوقيف كل مؤامراته مع حكام الخليج". وكتبت مريم الزعيمي بطلة سيتكوم "كنزة في الدوار" في دور كنزة، عبارة "حزينة" على صفحتها في الفيسبوك: "صبرا غزة مهما طال ليل الظلم فإن الفجر قادم بمشيئة الله". وبزيارة لصفحة المطربة سميرة بن سعيد على الفيسبوك، تستوقفك صورة لطفل فلسطيني حاملا بندقية في يده اليسرى ورافعا إشارة النصر بيده اليمنى، وبالقرب منه لافتة مكتوب عليها "غزة شرف الأمة".. وكتبت سميرة سعيد "الله معكم". أما الممثلة والشاعرة مجيدة بن كيران فأدرجت هذه الكلمات: مؤلم ومؤثر ما يحدث في غزة.. "سأخبركُم بما هو أصعب من الموت في غزة بصاروخٍ من النوع الفاخر، الأصعب هو أن يُطلب منكَ باتصال هاتفي من العدو الإسرائيلي يأمرك بإخلاء بيتك، ليتم قصفه بعد عشر دقائق، تخيل معي، عشر دقائق، ويتم محو تاريخكَ الصغير عن سطح الأرض، هداياك وصور الإخوة والأبناء الشهداء والأحياء، أشياؤك التي تحبها، كرسيكَ، كُتبكَ، آخر ديوان شعر قرأته، رسالة من أختكَ المُغتربة، ذكرياتكَ مع من أحببت، رائحة الفراش، عاداتكَ في ملاطفة الياسمينة التي تتدلى من شباككَ الغَربي، مشبكُ شعرِ ابنتك، دفء المَقعد، ملابسكَ القديمة، سجادة الصلاة، ذهب الزوجة، تحويشة العمر. تخيل معي كل هذا يمرُ أمام عينكَ في عشرِ دقائق، كل هذا الوجع يمر عليكَ وأنت مُصابٌ بالدهشة، ومن ثم تأخذ أوراقكَ الثبوتية التي في عُلبة الحلو المعدنية، وتخرج لتموت ألف مرّة، أو ترفض الخُروج لتموت مرَة واحدة "(محمود جودة). فيما وضع الباحث في مجال القانون رشيد لبكر فيديو لمذيعة روسية كـُتب تحته "مذيعة "روسيا اليوم" تنفعل على الهواء وتفضح التواطؤ الأمريكي مع الاحتلال الصهيوني".. وبعد هذه العبارات نقرأ "كم هو مخجل أن نسمع مثل من هذا الكلام من آخر لا تربطنا به أواصر الدين والتاريخ والدم... ومنا من لا يزال يستكثر على الغزاويين حتى حقهم في المقاومة".