الجامعة فضاء للعلم والبحث وتطوير قدرات الطلبة وتأهيلهم لقيادة المجتمع، والمساهمة في انتشاله من وحل أزماته وإشكالاته البنيوية التي تنخر جسمه.
تحويل الجامعة إلى فضاء للصّراع والنّزاع وممارسة العنف يفقدها مشروعية وجودها ويحيد بها عن وظيفتها الأساسية وهو خدمة النسق العام للمجتمع. إن ممارسة العنف في الجامعة سلوك غير مشروع كيفما كانت مبرراته ومسوغاته، ولا يعبر إلا عن إرادة سيّئة وحقد دفين تجاه من يمارس عليه، فالعنف يبقى دوما عنفا كما يقول الزعيم السياسي غاندي ، فعواقبه الوخيمة لا تعد ولا تحصى، لذا فإن تبنيه من قبل جهة معينة رسمية أو غير رسمية يشي بضعفها وعجزها عن الحوار وعدم جدوى اختياراتها ومقارباتها.
يجب أن نعي جيدا أن العنف الذي يمارس على الطالب، سواء كان مؤطرا بخلفية إيديولوجية أو بمرجعيات أخرى، لا يهدف إلا لإخضاعه وتدجين وجوده وسلب استقلاليته وحريته في التعبير عن قناعاته وأفكاره أو استئصال شأفته. لذا فإن فهم هذا السياق يمكننا من استيعاب أسباب العنف في الجامعة أو غيرها من الفضاءات المجتمعية الأخرى.
العنف مرض ينخر جسم المجتمع ومؤسساته، ولن يكون سوى عقبة كأداء أمام تقدّمه والرقي بأهله، أما إذا كان قناعة واختيارا فكريا فلن يجني منه صاحبه غير النّكوص والتخلّف.
الحوار هو الحلّ والبديل، وهو أساس الاعتراف بالآخر والإيمان بالتعدّد وقيم الإختلاف والحرّية والإحترام.
ما أحوج الجامعة إلى هذه الضوابط الأخلاقية في تدبير الاختلاف بين مكوناتها وفصائلها.
الدكتور رشيد أمشنوك/ باحث في علم الإجتماع