للتكوين التربوي المرتبط بالمخيمات والحياة التربوية بالمخيم وديناميتها المتجددة في سياق التحولات العامة كمجموعة سوسيولوجية تربوية، كيفما كان أساسيا أو مستمرا آليات التجديد والتحيين، ليجيب عن الحاجات المجتمعية المرصودة الحقيقية والواقعية بمؤشرات قابلة للتأول وليناغم وقيم وتطلعات مجتمع الطفولة الذي تغيرت قيمه واهتماماته وميولاته وتطلعاته.
وهذا ما سيكشف عنه مشروع تكوين أطر المخيمات الذي سيعلن عن زمنه ومضامينه ومصوغاته قريبا من طرف قطاع الشباب.
سيكون على بنسعيد المهدي، أن يعطي الدليل أنه يتحمل مسؤولية قطاع الشباب بإرادة الإصلاح والتثوير والتحديث، لأن أن يشعرنا كسابقه أنه يصنف هذا القطاع قطاعا من الدرجة الثالثة، بعد الثقافة والتواصل، وأنه تجشم صبر قبول قطاع ساخن وعلى علاقة تماس مباشر مع المجتمع عامة والمجتمع المدني خاصة.
فالمجتمع المدني عامة ومن يشتغل على التربية والتخييم وقضايا اليافعين والشباب ينتظر على أحر من الجمر إعلان الوزير المهدي بنسعيد انطلاق عن برامج التكوين الأساسية لكل الدرجات، في مجال تكوين الموارد البشرية للمخيمات... لنقيس مساحة التغيير نكشف مدى توفر الوزير على رؤية للقطاع وللطفولة والتخييم خاصة.
ولا يشك أحد من المتتبعات المتتبعين الفاعلات والفاعلين المتدخلات والمتدخلين في قطاع الشباب والطفولة، أن القطاع عانى بقوة وقسوة منذ جائحة كوفيد 19 إلى السنة الجارية من ارتباك عام في مجال تكوين أطر المخيمات، مما انعكس على جودة الأطر التخييمية ومدى استجابتها كما وكيفا للعرض التخييمي.
الترقب مرهون بنوايا معلنة عبر قنوات غير رسمية بنية المهدي بنسعيد إطلاق التكوينات المتنوعة في العطلة البينية القادمة، لتدارك الزمن ووضع حد للهدر الزمني التربوي.
وانطلاق التكوينات إن صدقت النوايا هي نصف الكأس الممتلئة، فقد ذأبنا على المطالبة بمراجعة منهجية ومضامين التكوين وتحيينها وفق المستجدات والرهانات الجديدة.
فلا يعقل أن منظومة التكوين نفسها مع تغيير طفيف هي ذاتها التي يتم اعتمادها في التكوينات المعتمدة، ومن أجل تطوير المنظومة كنا نتطلع إلى مشاورات حقيقية لا جلسات لأخذ الصور، قصد التفكير، في وضع دفاتر التحملات لكل مرحلة من التكوين، محددة المصوغات والأنشطة والكفايات المنتظرة وصيغ العمل مع تحديد منظومة واضحة للتقويم والتتبع.
وقد كنا نؤكد في أكثر من مناسبة أن المخيم مؤسسة عمومية خارجية، والمؤطرون يجري عليهم قانون الوظيفة العمومية كموظفين، وبالتالي، فعلى السلطة الوصية على القطاع، وضع حد لتسيس الحياة التربوية بالمخيم، والفصل تصور دوغمائي للمخيم باعتباره كمؤسسة التكوين الإيديولوجي وتصور يراه مؤسسة عمومية يجب أن تعكس فلسفة الدولة في التربية نظرتها للمجتمع والمواطن، ولا يمكن الخروج من الدوغمائية الإيديولوجية وتحييد الطفولة عن كل صراع إيديولوجي، وتدجين فكري إلا بالاحتكام جميعا إلى دلائل للتكوين تصدرها السلطة الوصية على القطاع مع تطوير المقاربات والمنهجية والمضامين، إصدار مرفقات تربوية ملومة... كدليل الأناشيد ودليل الحياة التربوية بالمخيم وكل المهارات الحياتية ودليل القيم، وفي هذا السياق وجب إنزال مصوغة للتربية على المواطنة والتسامح التصدي لخطاب الكراهية، وتحديد دليل القيم المراد تصريفها لترسيخ الاعتدال والتفتح والتعدد.
ننتظر كما قلت انطلاق برنامج التكوين، ونتوقع بحسن النية أن يرقى القطاع إلى منظومة تفهم الجيل الجديد وحاجياته وانتظاراته، والخروج من التدوير المعرفي، بتجديد المضامين وتحديد بدقة الكفايات المتوقعة في كل درجة، مع اعتماد مقاربة تقويم واضحة الشبكات.