الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

يوسف غريب: رئاسة جامعة ابن زهر تغتال ذاكرة المسرح الجامعي

يوسف غريب: رئاسة جامعة ابن زهر تغتال ذاكرة المسرح الجامعي يوسف غريب
وأنا أتابع كلمة رئيس جامعة ابن زهر لحظة افتتاح فعاليات الدورة 25 للمسرح الجامعي بقاعة إبراهيم الراضي هذا المساء كنت في نفس الوقت أبحث عن الخيط الرابط بين خطابه في علاقة مع ما ترمز إليه هذه الدورة كلحظة مفصلية تستوجب من جهة الاحتفال بالذكرى الفضية لميلاد هذا الصرح الفني الجامعي هي نفسها وقفة لتقييم مسار هذه التجربة الإبداعية في أفق تطويرها وتوسيع هوامش تأثيرها وسط الحرم الجامعي خاصة والمحيط عامّة.
هو سقف انتظارات الطلبة وعموم المهتمّين بالشأن الثقافي و الإبداعي عامّة..
وللأسف لم يكن الرئيس في كلمته الافتتاحية في مستوى التقاط هذه اللحظة الاحتفالية بامتياز.. بل سقط في لغة الإطناب والغلو في المجاملة والحشو درجة أنّه أعاد على مسامعنا ولأكثر من خمس مرّات وخارج السياق أحيانا هذه الجملة:(هذه الدورة تقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة نصره الله) .
وقد نسي الرئيس أنّ هذه الرعاية الملكية قد رافقت هذا المسرح الجامعي منذ بدايته الأولى.. ويكفي العودة إلى أرشيف ملصقات الدورات السابقة..
ذاك الأرشيف الذي غاب للأسف الشديد في أروقة هذه الذكرى الفضية.. خاصة وأن هناك خزانة تصويرية توثق منذ الدورة الأولى إلى حدود اليوم..
هو الأرشيف الذي ربّما جمعته هذه اللجنة المشرفة تحت سيادة الرئيس في الحقيبة المعبّرة عنها بواسطة ملصقة هذه الدورة 25 نحو النسيان بل الاغتيال المتعمّد لكل الأشخاص بناة هذه التجربة الإبداعية المتميزة والمرجعية بالنسبة لعدة بلدان عربية وغيرها..
هي سقطة أخلاقية لرئيس الدورة وهو يتنّكر أمام الملأ لمجهودات هؤلاء ويتمّ تغييبهم في كلمته الافتتاحية..
الأفظع ان يمارس عملية الانتقاء بين جملة اسماء دون أخرى وهو بذلك يسيء من حيث لا يدري إلى رمزية الرعاية السامية لجلالته عبر نشر ثقافة الحجود والنكران ومن على منصّة الحرم الجامعي الذي يفترض فيه أن يكون مرجعاً معرفيّا - تربويّا وأخلاقيّا..
فذاكرة المسرح الجامعي وتاريخه شاهد وبقوّة أن الرئيس السابق للجامعة الدكتور عمر حلّي هو المؤسس الفعلي لهذا الصرح قبل ربع قرن من الآن بمعية جملة من أصدقائه خارج الحرم الجامعي ومن أطر جمعية انوار سوس كالأستاذ رشيد اوبرشكيك وغيره وبنضالية صوفية عالية..
لا يمكن القفز على البصمة التدبيرية المالية للأستاذ الجامعي الأخ الرگادي لمدة تفوق 15 سنة مثله مثل الاستاذ يونس العلوي الذي صاحب التجربة من زاوية التوثيق التصويري إلى حدود الأمس وغيرهم كثير..
هؤلاء من يستحقون اليوم لحظة ووقفة عرفان وتكريم ولو بكلمة شكر التي تم إسقاطها في الكلمة الافتتاحية.. طبعا دون الشك في مجهودات من هم مقترحون خلال هذه الدورة من أساتذة وممثلين
هو تاريخ المؤسسة الجامعية..وإرث عمومي لا يحقّ لأي أحد أيّا كان وضعه الاعتباري التصرف والانتقاء بين ثناياه.. واحترام هذا الإرث هو احترام للحرم الجامعي وللموضوعية العلمية والأخلاقية لمدبري هذا الموقف الأكاديمي العام.
والمريب حد الصّدمة هو أن الجميع ابتلع لسانه من أصدقاء الأمس دون أن تكون لهم الجرأة في مقاومة هذا الإقصاء.
للأسف وحتّى وسط النخبة ما زال هناك من يعتقد أن تاريخ البشرية قد بدأ مع تاريخ ميلاده..