تحكي الرواية عن حي فقير سكنته اسرة قادمة إليه من اللاذقية ببلاد سورية، في ظل الحكم الفرنسي ؛وتنامت أطماع تركيا على شمال هذه البلاد العربية، شتى أنواع الفقر والحرمان وسط أكواخ عشوائية تزيدها مواسم الشتاء معاناة وغرقا في الطمي والطين المبلل والروائح التي تزكم الأنوف والأمراض الزاحفة من حين لحين …
تسكنه الأسرة العربية المسيحية وتصارع في الحياة من أجل البقاء، أب متهور متقلب بين الحرف والتجارة البسيطة التي يتنقل بها كعطار في القرى المجاورة، وام تعاني بخدمة أسيادها لتعيل أسرتها الفقيرة جدا، بنت بكماء ، واخت توفيت وقت الولادة والابن يتابع دراسته في مدرسة محسوبة على الكنيسة، ورغم تفوقه، إلا أن الفقر كان يحرمه من الاحساس بالطمأنينة والحياة .. وهو الذي حاول في عدة أزمات أن يساعد بصيد نوع من اسماك الوادي المجاور على يد شيخ يستغله للاستمتاع بقراءة الكراسات الثورية؛ وقد شاهد الطفل حركية المقاومة ومناهضة الاستعمار عبر ثوار يمثلهم( فايز) الشعلة والذي قاد ونظم عدة مظاهرات؛ وترك مجموعنه تشتغل في هذه الأحياء المليئة بالإحباط والجوع والفقر، رغم انه توبع وسجن لفترة ،قبل العودة إلى استئناف أنشطته ...
وفي الرواية وصف للتهجير القسري من حي المستنقع والعودة إلى داخل سوريا بعد ان أقحمت تركيا في الاستيلاء على جزء من هذه المنطقة.. وتنتهي الرواية بعد وصف دقيق لحال الكثيرين في ظل الأزمة العالمية ابان الحرب العالمية أنها زمن الأربعينات... بعضهم وضع حدا لحياته، مظاهر تفكك الأسر ومعاناتها ... وإسهامها في الأخير في نوع من الوعي بضرورة تغييرواقعها والثورة على الفرنسيس، وما أدى إليه ذلك من تدخل عنيف وسفك للدماء وشهداء دفاعا عن الوطن .
نها بحق ..جرعة أدبية.