الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

سمير شوقي: أزمة الجزائر- فرنسا - تونس.. الحكاية والرواية

سمير شوقي: أزمة الجزائر- فرنسا - تونس.. الحكاية والرواية سمير شوقي
أميرة بوراوي ناشطة في حقوق الإنسان بالجزائر مناوئة للنظام تنشط فقط عبر شبكة التواصل الإجتماعي حاملة للجنسية الفرنسية، تمنعها سلطات الجزائر من مغادرة البلاد للتوجه لفرنسا للإلتحاق بابنها.
دخلت تونس يوم الأحد عن طريق مسالك حدودية غير مراقبة للإلتحاق بنشطاء دوليين لحقوق الإنسان حاضرون بتونس العاصمة في مؤتمر دولي.
يوم الإثنين توجهت لمطار تونس للذهاب لباريس عبر رحلة جوية فأوقفها الأمن التونسي بداعي الدخول لأراضيها بطريقة غير شرعية. كانت المخابرات الجزائرية تتابعها فطلبت من سلطات تونس أن تسلمها الناشطة المعارضة فقبلت طلبها فوراً و بدأت الإعداد لترحيلها في رحلة للجزائر على الساعة السادسة مساءً.
في نفس الوقت، أشعر أصدقاؤها نُشطاء حقوق الإنسان   قنصلية فرنسا فتدخلت الأخيرة لتوقيف ترحيلها رافعة  ورقة "المساعدة القنصلية" فاستجابت سلطات تونس. رافق عنصرين من القنصلية الفرنسية الناشطة الحزائرية-الفرنسية بوراوي للمطار حيث استقلت طائرة لباريس على الساعة التاسعة ليلاً.
يوم الثلاثاء، احتجت سلطات الجزائر على تونس  بلهجة قاسية أعقبها توجيه اللوم لوزير الخارجية التونسي من طرف الرئيس قيس السعيد فأجابه وزيره في الخارجية : "مسؤوليتي الحفاظ على مصالح بلدي و ليس مصالح الجزائر" فأقاله قيس في الحين.
يوم الأربعاء، الجزائر تحتج على فرنسا بدعوى "تهريب" مطالَبة للعدالة الجزائرية بطرق غير مشروعة" و استدعت سفيرها في باريس ليبدأ فصل جديد من الأزمة بين البلدين. 
في الواقع فرنسا تصرفت وِفقَ قواعد الحماية الديبلوماسية المعمول بها دولياً ولم تُهرب أحداً لأنها سفّرت مواطنتها عبر مطار تونس بشكل قانوني. لكن لأن الأنظمة الشمولية تتعامل مع مواطنيها مثل القطيع فهي تظن أن لها الحق أن تعمل بهم ماتشاء و هذا ما جعل نظام الجزائر يخرج عن طوعه في هذه القضية التي تستحق أن تكون فيلماً مشوقاً!