الجمعة 19 إبريل 2024
فن وثقافة

"الرّأس والحقيبة.. يوميات محام" إصدار جديد للكاتب والمحامي هشام فتح الله

"الرّأس  والحقيبة.. يوميات محام" إصدار جديد للكاتب والمحامي هشام فتح الله غلاف كتاب "الرأس والحقيبة"
صدر للكاتب هشام فتح الله كتاب جديد من الحجم المتوسط يحمل عنوان "الرّأس والحقيبة.. يوميات محام"، عبارة عن سيرة ذاتية في 316 صفحة مكونة من 37 فصلا، ترصد محطات من حياة المؤلف المحامي.

 ويكشف الكتاب الجهد الذي يبدله الكاتب من أجل وضع المتلقي في سياقات مختلفة، مستخدما مرجعياته التاريخية والمعرفية لتأطير فترة زمنية مهمة، على مستوى الخطاب السياسي وتحولاته وعلى المستوى الثقافي وتجلياته في العادات والتقاليد والأحاسيس الإنسانية وغير ذلك.

يقول المؤلف، إنها مغامرة من نوع خاص وفق أسلوب اختاره الكاتب عن عمد ليمكنه من استحضار فترات مهمة من تاريخ منطقة هوارة وتارودانت وسوس بشكل عام، أسلوب حاول من خلاله رسم معالم مراحل متعددة من تاريخ المنطقة بكل عنفوانها السياسي والأخلاقي. ومتغيراتها الاجتماعية والحضارية.

 ويسيّج كتاب "الرأس والحقيبة" حقبة زمنية خصبة  عاشها الكاتب على مستوى الفكر السياسي والتحولات الاجتماعية والثقافية، وهي الفترة التي تزامنت مع ولوج السارد إلى كلية القانون وبداية رحلة تحقق الذات في مهنة المحاماة.

وعبر مسار السرد الخطي يقرّب الكاتب القارئ من معرفة خبايا مهنة المحاماة التي عاش الكاتب تفاصيلها واطلع على خباياها من خلال الممارسة والتجربة، وكذا سبر  معرفة اهتماماته وعشقه للأدب والفن التشكيلي الذي مارسه بحرفية، وكأنه يريد أن ينسلخ من قيود القانون، إلى رحابة الفن والأدب حيث يتسع الحلم ويمتد الخيال.

 وتقرّب الرّواية شخصية المرحوم محمد زهير، الذي كان يشغل منصب مندوب لوزارة الثقافة بتارودانت وهو أيضا فنان تشكيلي من طينة الكبار، قارب الكتاب شخصيته التي تتسم بالحكمة وإشراقاته الفلسفية، إلى جانب جوانب مهمة عن شخصية فنان متمرد وإطار نذر حياته لخدمة الشأن الثقافي بالمنطقة.

كما يؤشر "الرأس والحقيبة" مفهوم الهوية وعلاقة الذات بالآخر، وهي تذكرنا، يوضح المؤلف، بتحفة الراحل الطيب صالح "موسم الهجرة إلى الشمال" من خلال علاقة الجنوب بالشمال. ومن خلال رحلة السّارد من مدينة الدار البيضاء حيث الصخب والحياة إلى مدينة أولاد تايمة (تارودانت) حيث السّكون والسكينة.

وبحسب قراءة للرواية، فهي عصارة تجربة طويلة تمكن خلالها المؤلف من الإطلاع على المنطقة وعلى قضايا الناس، وهي تأمل في البيئة من خلال رصد أثر التغيرات المناخية على البيئة وحياة الناس، تغيرات حوّلت واد سوس إلى خلاء بعدما كان رمزا للخير والنماء. كما هي تأمّل في الإعلام من خلال الحديث عن الثورة التكنولوجية والثقافة الإلكترونية والإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي، والهاتف النقال من خلال استدعاء شخصية من التاريخ وهي بن عاصم الغرناطي لأجل إضفاء بعد رمزي وعجائبي على مجريات الأحداث.

يشار إلى أن أن مؤلف رواية "الرأس والحقيبة" للكاتب فتح الله هشام، وهو كاتب وفنان تشكيلي ومحامي صدرت له إسهامات أدبية وشعرية عديدة منها ديوان "بين الجسد والروح" صدر عن دار النشر المغربية سنة 1999 يلم عشر مجموعات شعرية، وكتاب "دروب.. خواطر وتأملات"، صدر عن نفس الدار سنة 2005، ورواية "آخر حبات العنقود” صدرت ضمن منشورات المرافعة عن هيئة المحامين بأكادير والعيون سنة 2011، وكتاب "نبض العدالة" وهو أفكار وتأملات في العدالة والقانون صدر سنة 2013 عن مطبعة الورود بإنزكان.