الأربعاء 24 إبريل 2024
فن وثقافة

باحث نيجيري يفكّك تمظهرات العلاقات الثّقافية المغربية النّيجيرية وتأثيراتها الإفريقية

باحث نيجيري يفكّك تمظهرات العلاقات الثّقافية المغربية النّيجيرية وتأثيراتها الإفريقية محمد بوزنكاض (يسارا) وعبد الباقي محمد الخضر
كشف عبد الباقي محمد الخضر مدير المركز النيجيري للبحوث العربية تمظهرات دينامية العلاقات الثقافية بين المغرب ونيجيريا في مجالات الدين والفلاحة والثقافة بأبعادها المتنوعة والمتعدّدة واصفا إياها بأنها "مستقرة وممتازة تعكسها المشاريع المشتركة".
 
 وأوضح الباحث النيجيري الخضر، حينما حلّ صيفا على برنامج "إضاءات جامعية"، الذي نشّطته حياة علام، ونشرته كلية الآداب والعلوم الانسانية بأكادير، إن تمظهرات هاته العلاقات يجسدها التعاون المغربي النيجيري في مجال الفلاحة والزراعة من خلال مشاريع مشتركة في الأسمدة وتحسين طرق الزراعة في مجال أول، إلى جانب التكوين الفكري للأئمة والعلماء والمرشدات والمرشدين الدينيين في الرباط الذين يساهمون في تنشيط النشاط الديني بالمساجد النيجيرية وعبر محاضرات وندوات تجسد الخطاب الوسطي الدعوي الإسلامي، في وقت تعاني فيه نيجيريا من التطرف كمجال ثان.
 
أما المجال الثالث، فيكرّسه الفن والثقافة عبر الحضور النيجيري في المناسبات الثقافية المغربية، سواء في معرض الكتاب وكذا المهرجات الفنية في السينما والغناء وغيره، فضلا عن الحضور المغربي في الساحة الثقافية النيجيري في مناسبات ومحطات، وعلى وجه الخصوص المؤسسات الأكاديمية النيجيرية عبر مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، والتراث والذاكرة الافريقية النيجيرية برعاية الرئيس النيجيري، إلى جانب مجالات السياحة والتكوينات المتخصصة وغير ذلك كثير ومتنوّع.
 
وبسط الباحث النيجيري مسار تمظهرات هاته العلاقات المشتركة التي جسدها التواصل الثقافي عبر سلسلة من العلاقات التاريخية بدءا من دولة الأدارسة إلى الدولة العلوية، وأيضا ما قبل الإسلام، وما بعد الإسلام الذي عمق هذا التواصل".

 ويؤكد الباحث النيجيري الخضر على أن تمظهرات ذلك يجسدها الفقه المالكي السائد في الشق الغربي لإفريقيا والكتب الفقهية التي تشكل مرجعا لغويا ودينيا في اكتساب الثقافة الإسلامية، سواء في كتب القاضي عياض ومختصر الخليل، وأبي زيد القيرواني، وحتى في كتب اللغة العربية للأجرومية، وكذا الكتب الذي تقوّي اللغة، وفي كتب التصوف للامام الحسن اليوسي الذي تتقف عليه الكثير من علماءنا في القارة الافريقية.
 
وبرأي الباحث النيجيري، فإن التأثير المغربي على الثقافة الافريقية يتمثل في المفردات المغربية التي وجدت في الكثير من الثقافات الافريقية، إلى جانب تأثير اللّباس المغربي في اللباس الافريقي، وفي الفن والأغنية والشعر، ناهيك عن التأثير المتبادل.  وهذا كله يؤكد الاتساق المنهجي والسياسة المغربية التي اتسمت بالتناغم في كل الايقاعات، وهو ما يعبر عن أن هذه السياسة تنبع من صاحب الجلالة الملك محمد السادس".
 
 بدوره، قال محمد بوزنكاض، وهو أستاذ جامعي في التاريخ خلال البرنام ذاته، إن العلاقات المغربية الافريقية حقل معرفي واحد ما يزال مفتوحا، يجسّد التأثير المغربي على مستويات عدّة، منها ما هو فقهي وصفي ولغوي وثقافي، والثقافة في بعدها المركب في ارتباطها بالثقافة الشعبية، وأبعاد أخرى للتعايش.
 
 وأكد الجامعي بوزنكاض، على أن ذلك شكل سيرورة زمنية معينة، لأن المعطيات ترتبط بالبنيات الكبرى، وهي مجالات بعيدة عن الدراسة، وفي علاقات محمولة على مضمون اقتصادي لتصير علاقات حضارية مجتمعية إنسانية لغوية فقهية، مما يستلزم الوعي بطيعة هاته العلاقات، حتى تتجاوز البعد الرسمي، لتستحضر الجامعة بدورها الأكاديمي"، وفق توضيحاته.