الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

رضا الفلاح: تدخل البرلمان الأوروبي في الشؤون الداخلية للمغرب غير مقبول

رضا الفلاح: تدخل البرلمان الأوروبي في الشؤون الداخلية للمغرب غير مقبول رضا الفلاح
صوت البرلمان الأوروبي اليوم بأغلبية مطلقة على توصية تتدخل بشكل سافر وغير مقبول في الشؤون الداخلية للمغرب.
التدخل الخارجي مرفوض تحت أي ذريعة كانت خاصة وأن أوراق الضغط الحقوقاوية تخفي أجندات أخرى للمساومة ومحاولة لإضعاف موقع المغرب على عدة أصعدة خاصة في سياق سياسة الحياد الإيجابي الذي تبناه تجاه النزاع بين روسيا والغرب.
البرلمان الأوروبي هيئة ضعيفة المشروعية و المصداقية. فقط أقل من 9% من الأوروبيين المسجلين في اللوائح الانتخابية يصوتون في الانتخابات الأوروبية بناء على اعتقادهم في قدرة هذا الجهاز على تغيير الأوضاع (تقرير صادر عن الاتحاد الاوروبي عام 2019)
وتعبر الشعوب الأوروبية بشدة عن استيائها وسخطها على البيروقراطية الأوروبية غير المُنتخبة ببروكسيل والتي تحكم وتسود وتقرر في شؤونهم.
مازال هذا الجهاز يعيش في حقبة ذهبت وولَّت! العالم يتغير بوتيرة سريعة وقوى دولية كالصين والهند وروسيا  وأخرى صاعدة تتخلى تدريجيا عن استخدام الدولار واليورو في مبادلاتها وتعاملاتها المالية والتجارية، ولم يعد يمثل الاتحاد الأوروبي بعدد دوله ال27 مجتمعة سوى حوالي 16% من الاقتصاد العالمي أي أقل من حصة الصين لوحدها.
 بعد البريكسيت تعالت مطالب شعبية وسياسية داخل بلدان القارة العجوز بالخروج من الاتحاد الأوروبي، ولم يعد تفكك هذه المنظمة فوق الوطنية سوى مسألة وقت فقط لأن كل يوم يزداد عدد الأوروبيين الغاضبين من تحكم موظفي مؤسسات بروكسيل في القرارات المؤثرة في معيشهم اليومي، ومع كل استحقاق انتخابي جديد ينتخبون على صعيد أوطانهم سياسيين يريدون استرجاع سيادة بلدانهم وعملاتهم الوطنية السابقة رمز التحكم في سيادتهم المالية والاقتصادية المسلوبة..
لم يعد للبرلمان الأوروبي سوى دور مزعوم في توزيع النقاط الحسنة والنقاط السيئة يمينا وشمالا بدون أهلية لاقانونية ولاسياسية ولا معنوية وبدون وجه حق ملثما بخطابات حقوقاوية جوفاء وقناع المُثل النبيلة الذي سقط وانكشف أمره.