الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

أحمد بومعيز: حكام قصر المرادية يباشرون وصفة صناعة الحقد بين شباب الجزائر والمغرب

أحمد بومعيز: حكام قصر المرادية يباشرون وصفة صناعة الحقد بين شباب الجزائر والمغرب أحمد بومعيز
ليس جديدا علينا وعلى العالم أن نذكر بما تقوم به الجزائر منذ حوالي نصف قرن ،من استفزاز وهجوم وعداء علني معلن ،ضد المغرب ومصالحه الاستراتيجية كدولة .
.. قد يكون السبب هو الصحراء المغربية بعد استرجاعها سنة 1975...
وقد يكون السبب هو البحث عن منفذ إلى المحيط الأطلسي عبر تراب الصحراء المغربية...
وقد يكون السبب هو البحث عن تفوق استراتيجي واقتصادي وعسكري بالمنطقة الغربية لشمال أفريقيا في سياق وضع جيوسياسي متحول بالمنطقة ..
وقد يكون السبب هو حقد دفين لحرب الرمال سنة 1963..
..وقد يكون السبب هو تمثل النظام لنفسه من قبل العسكر الحاكم بالجزائر منذ الإطاحة بالدولة المدنية سنة 1965..
..وقد يكون السبب تاريخيا، أو حتى "سوسيو تاريخيا " لكون حكام الجزائر يحسون ويعرفون أن الجزائر كائن سياسي لقيط وبدون امتداد تاريخي كدولة ..
.. وقد يكون السبب نفسيا لدى حكام وكابرانات تجاوزتهم الأحداث والتحولات العالمية والإقليمية..
وقد يكون السبب أشياء أخرى لا يعلمها إلا حكام الجزائر أنفسهم..
لكن الخطير في الأمر هي النتيجة. نتيجة الحقد المزمن والمعمم الذي يعلنه حكام الجزائر ضد المغرب.
ربما، قد لا يكون عسكر وحكام الجزائر قد تمكنوا بعد من تنفيذ كل الأجندات وروزنامات التحرش والعداء، ومحاولات الحرب، وإضعاف أو نسف كل مبادرات ومشاريع السلم والانفتاح والانفراج بالمنطقة المغاربية ؟! وهم في ذات الهدف ماضون، ولا يفوتون أدنى فرصة لفبركة وفدلكة مخطط هجوم جديد ضد المغرب، مستعملين كل الوسائل ومستعينين بكل الوسائط والمؤسسات والأشخاص.
وهنا، قد يكون من باب الإطناب في ذات المقال أن نذكر بفشل الجزائر النسبي في مخططات التحرش بالمغرب منذ نصف قرن كامل، عسكريا وسياسيا واقتصاديا ورياضيا وحتى اجتماعيا ..لكن من باب الموضوعية، وفي سياق الظرفية السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحالية، يجب أن نشير إلى نقطة تحول جديدة في مسار عداء الجزائر المعلن ضد المغرب. وهنا أعني وأشير إلى انخراط حكام الجزائر في تهييج الشعب والمواطنين الجزائريين ضد المغرب وضد المواطنين المغاربة وإعلان خطة بديلة للتأثير على مشاعر وعواطف ومواقف الشباب. فما وقع في افتتاح " الشان " مؤخرا، وهي تظاهرة كروية رياضية عملت الجزائر على إقصاء المغرب من حضورها.
فقد عمد المنظمون على إدراج مداخلة نشاز، لحفيد نيلسون مانديلا، شيف زوليفوليل ، كانت في جوهرها رسالة لزعزعة المنطقة وتهديد السلم والدعاية لإعلان الحرب ضد المغرب باعتباره - حسب شيف- مستعمرا للصحراء!!.
و إن كانت تلك التصريحات ليست بالغريبة على كل من تستعملهم الجزائر في الكثير من تكتيكاتها العدائية، مقابل امتيازات ما، وفق الشخص أوالمؤسسة، فالخطير في الأمر راهنا هو إعلانها في ملعب كرة قدم أمام جمهور أغلبه من الشباب، من أجل التهييج والحث على العنف والعدوانية والكراهية بين الشعبين الشقيقين والجارين..
والخطير هنا أنه بدأت بالفعل مؤشرات نجاح الخطة وتأثيرها المباشر والسريع، بعد هيجان الجمهور، ورفع رايات الكيان الوهمي المعسكر بمنطقة تندوف،ورفع شعارات ردئية ضد كل المغاربة كانت كلها عبارات قدف وسب وعدوان لفظي مجاني ،بدل الشعار الذي كان يرفع في المغرب والجزائر" خاوا..خاوا" ..
إن الخطير في هذا التحول، ليس هو خطاب أو كلام أو هلوسات حفيد مانديلا، والذي يدعي النضال فقط لكون جده كان مناضلا، والنضال لا يورث بالضرورة، بل الخطير هو حشو عقول الشباب، والتشويس على وجدانهم وعواطفهم، والتأثير على ضميرهم الجمعي في ملاعب رياضية، وتعليب خطاب الكراهية والعنف .. وإيهامهم أن الشعب الجار هو عدو دائم يستحق الإهانة والسب، وحتى القتال إن أمكن أو تطلب أو طلب منهم ذلك ... والخطير أيضا أن يتم تمرير خطاب الكراهية ضد الشعب المغربي في سياق مقابلات رياضية، وما تمثله الرياضة كمجال جذب وتأثير على الرأي والقرار والنموذج والمثال والتمثل لدى الشباب.
وهكذا، فحكام وكابرانات الجزائر ماضون في توريث الحقد بين الشعبين، بعد أن توارثوه في تكناتهم وقصورهم ونواديهم، وساعون إلى زرع الكراهية والتحريض على العنف ونفي قيم التسامح والتعايش بين شعوب المنطقة .
وإن كانت مدة صلاحية كابرانات الجزائر قد اقتربت من نهايتها، رغم الإنعاش المالي الذي يحققه ريع البترول حالياً، فإن زرع الحقد في نفوس جيل الشباب قد يعقد مستقبلا كل إمكانيات الحل لمعادلة العلاقة الممكنة بين المغرب والجزائر، كدولتين وحكومتين وشعبين ومواطنين.