الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

الركيبي: الحكومة في الحاجة لوزير شعبوي من طينة وزير العدل

الركيبي: الحكومة في الحاجة لوزير شعبوي من طينة وزير العدل الفاعل المدني بنسعيد الركيبي

اعتبر مراقبون أن بلاغ الأغلبية الحكومية الذي جاء على إثر فورة الشعب المغربي ضد فضيحة الوزير وهبي، (اعتبروا البلاغ) شيكا على بياض، خصوصا حين أكدت الأغلبية على أن التضامن الحكومي هو "مسألة راسخة ولن يزعزعه أعداء النجاح". في هذا الإطار وجهت جريدة "أنفاس بريس" أسئلتها لفعاليات سياسية وجمعوية ومدنية، تمحورت حول معنى انحياز الأغلبية الحكومية ورئيسها إلى جانب الوزير وهبي بخصوص فضيحة امتحان المحاماة، ومن هم أعداء النجاح الذين يقصدهم البلاغ؟ ولماذا تحدى بلاغ الأغلبية الحكومية تسونامي الأصوات المطالبة بمحاسبته على الفضيحة التي تحولت مادة دسمة على منابر الإعلام الدولي؟ إليكم جواب الفاعل المدني بنسعيد الركيبي:

 

" الحكومة تشتغل بمنطق "انصر أخاك ظالما أو مظلوما" وليتها التزمت الصمت حتى تعفي نفسها من الدفاع عن شطحات هذا الوزير الذي أصبح يحتل المشهد الاعلامي لا بإنجازاته الوزارية وإنما بغزواته وحروبه الكلامية.

لقد آثرت الحكومة الحفاظ على تماسكها الهش أصلا على الدخول في معارك داخلية لن تغير من واقع الحال شيئا هذا من جهة ومن جهة أخرى لحاجتها الملحة لوزير من طينة السيد وهبي لقدرته على إشعال حروب شعبوية تمكن الحكومة من تعويم النقاشات الحقيقية المرتبطة بعجزها عن تقديم حلول للمشاكل السوسيو اقتصادية المطروحة.

 إذن لابأس أن يكون وهبي "مهرج الحكومة" الذي لا يرى رئيسها بأسا في رفع الأقلام عنه بل واعتبار ما يتعرض إليه انتقادات من صميم الهجمة التي تستهدف الحكومة من طرف من يسمونهم أعداء النجاح، طبعا أعداء النجاح المخدوم على كل الواجهات وآخرها نتائج الناجحين والناجحات في المباراة المهنية للمحاماة وما عرفته من محاباة لأسماء قريبة من الأغلبية الحكومية.

حكومات البلدان الديموقراطية لا تضع شرط الدفاع المشترك عن تجاوزات وأخطاء وزرائها، مبدأ يؤطر وجودها، بل تحرص في الحد الأدنى على احترام الرأي العام وتتماهى مع نبض الشارع، وللحكومة أن تستلهم العبر مما قام به جلالة الملك عندما أعفى وزراء ومسؤولين لتقصيرهم في أداء مهامهم أو للفضائح التي لاحقتهم.

 

والسؤال المطروح أليست مباراة المحاماة تقصيرا يستوجب الإعفاء من المسؤولية ومحاسبة كل الذين سببوا ضررا معنويا لآلاف المترشحات والمترشحين وأساؤوا إلى سمعة المغرب بعد أن عمل المدرب الركراكي وفريقه على تلميعها بالدموع والعرق، فلم تعد قضية رأي عام وطني بل تجاوزت حدود البلاد لتصبح حديثا للسخرية السوداء في منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العالمية، وبعد كل هذا كيف تتحدث الحكومة عن جلب الاستثمارات وتشجيع المستثمرين الدوليين وتغض الطرف عن مثل هذه التجاوزات في قطاع يقتضي أن يمنح المستثمر كل الضمانات التي تؤمنه على أمواله ؟؟

دعني أقول لك مرة اخرى أن للحكومة الحق في الدفاع عن تماسكها، ولكن التماسك الحقيقي الذي يعتبر صمام الأمان لكل حكومة مهما كانت قوة وسلطة وكفاءة ومرجعية مكوناتها هو ذلك الدعم الذي يوفره لها وبسخاء الشارع والرأي العام الوطني، وغير ذلك فإن أي حكومة لا يمكن أن تبحر ضد التيار الشعبي وعليها أن تتجاوب وبالسرعة اللازمة مع أي إشارة استياء تصدر عن المواطنين، وفي اعتقادي عوض محاولة، صناع الرأي العام الذين يشتغلون لحساب الحكومة، بإضعاف ما أسميته بتسونامي المطالبة برأس وهبي ومن معه من خلال الترويج لأخبار تفيد بأن جلالة الملك لا ينظر بعين الرضى للذي حدث، وأن إعفاءه ليس إلا مسألة وقت وغيرها من الأخبار الزائفة والمتلاحقة لامتصاص غضب الشارع و "تَبْرِيدْ الطَّرْحْ".

قلت عوض كل هذا كان بالإمكان الإعلان عن استقبال رئيس الحكومة للوزير حول ملف المباراة وطلبه منه تقريرا وافيا لترتيب المتابعات كذا....وهنا ستظهر مؤسسة رئيس الحكومة بمظهر المهتم بنبض الشارع... ولكن "لِمَنْ تْعَاوَدْ زَابُورَكْ يَا دَاوُودْ"...."