الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

رفاق الفقيد القائد عبد الرحيم بوعبيد يحيون ذكرى رحيله الواحدة والثلاثين

رفاق الفقيد القائد عبد الرحيم بوعبيد يحيون ذكرى رحيله الواحدة والثلاثين خلال الترحم على الفقيد القائد عبد الرحيم بوعبيد بمقبرة الشهداء بالرباط
تحت أشعة شمس صباح يوم أحد دافئ التأم على باب مقبرة الشهداء بالرباط عشرات من النساء والرجال من مختلف الأعمار جاؤوا في زيارة خاصة لرجل دولة…لاسم من الأسماء التي طبعت تاريخ المغرب الحديث وتركت ورائها إرثا كبيرا والكثير من القيم الإنسانية
يوم 8 يناير الماضي كان يوما للترحم على الفقيد القائد عبد الرحيم بوعبيد في ذكرى رحيله الواحدة والثلاثين يوما لاعتراف بسيط لرجل جعل من الدفاع عن الحقوق الأساسية للمواطن هدفا لحياته مع تكريس قيم التضامن مع الفئات الشعبية والنضال من أجل توفير الحماية الاجتماعية لكل طبقات المجتمع.
في جو طبعه الخشوع تليت آيات بينات من الذكر الحكيم على روحه الطاهرة
ولم ينفك الجمع...بل انتقل الجميع إلى مقر مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد بزنقة فلسطين بسلا في زيارة للمعرض الذي أقيم بمناسبة ذكرى ميلاده المئة… معرض يٶرخ لما يناهز ستين سنة من عطاء الفقيد كانت هناك العديد من الوثائق والصور النادرة
حضرت الكثير من الأسماء التي جايلت عبد الرحيم وحافظت على العهد...أدباء ومثقفون...وزراء سابقون... وحضر مواطنون مكتشفون وشباب ازدادوا بعد رحيله بعقد من الزمن كانوا متعطشين لمعرفة المزيد عن الرجل ومساره ومستغربين عن عدم إدراج مثل هاته الاعلام في المناهج الدراسية
توفيق الوديع ألقى كلمة بالمناسبة ذكر فيها بمناقب الفقيد وضرورة الحفاظ على الذكرى والذاكرة وتسائل عن رسالة التجاوب العفوي الذي عرفته مبادرة إحياء الذكرى
محمد الأشعري رئيس مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد شكر الحضور مثمنا المبادرة وضرورة الحفاظ على هذا الإرث وأعلن أن المؤسسة تخوض تجربة فريدة هدفها تقريب هذا التاريخ من الطلبة والتلاميذ وفي هذا الإطار فُتح المعرض في وجه تلامذة عدد من المؤسسات التعليمية بمدينتي الرباط وسلا وكان التجاوب كبيرا. وفي نفس الاتجاه ورغم الصعوبات اللوجستيكية تمنى ان تتظافر الجهود وتحقيق حلم جعل المعرض متنقلا عبر ارجاء الوطن.
 
                                                       نص كلمة توفيق الوديع
                                                         عبد الرحيم والذكرى
في ذكرى الرحيل الواحدة والثلاثون
1992 2023
حين طُرحت فكرة الاحتفال بالذكرى، من طرف مجموعة من الحافظين على العهد كان التجاوب عفويا وحماسيا ذكرني بسنوات طفولتي، شبابي وحتى جزءا من كهولتي و حين تم الاتصال بالأخوة المسؤولين عن المؤسسة لتنظيم الزيارة كان الترحيب بنفس الحماس ودون شروط ، تساءلت عن سبب الإنخراط العفوي في المبادرة لأعداد كبيرة من المهتمين بمجرد الإعلان عنها وقد تقاعد جلهم عن العمل الحزبي ورغم مرور ثلاثة عقود على الرحيل الجسدي… ربما وجد أغلبكم سؤالي غير ذي معنى خصوصا و قد جايلتُ السي عبد الرحيم ،الذي كان في سن والدي و جمعت عائلتينا علاقة خاصة.
تعرفت عليه وأنا ابن الثامنة …في أول لقاء جمعنا عانقني بوجه واجم… كان قد حضر لرفع الإحراج عن والدي وانجاح حفل زواج اسية أختي الذي تزامن وإعلان أحكام قضية مراكش ولكنه أصر على الحضور مؤازرا
حضرتُ جُلّٙ المهرجانات التي اقامها بالدار البيضاء بل حضرت اجتماعات حزبية أطّٙرها….زرته في سجن لعلو خريف سنة 1981 وطبع شبابي ذلك اللقاء، أتذكر جيدا ذات شتاء بارد أوائل الثمانينات كيف خرج من منزله حافيا بلباس النوم ليأنبني عن عدم الدخول العفوي دون انتظار الأذن وكان والدي قد ارتأى أن يتركني بالباب حفاظا على "سرية" لقائهما ...وكيف نبه والدي بحزم على ضرورة اشراكي في نقاشاهما وختم قائلا "هؤلاء الشباب هم مناضلوا المستقبل"
وفي مناسبة أخرى حرص على مرافقتنا إلى السيارة وعلى ربط حزام السلامة الخاص بي بيديه وكنت حديثا بالسياقة وكانت نجاة رفيقة دربه قد تعرضت لحادث سير خطير، إذاً فجوابي معي
مع ذلك قررت الاستمرار في التمرين ووضعت لائحة دونت عليها ما يمثل لي /لنا السي عبد الرحيم فكانت النتيجة كالتالي
الاستقامة
القيادة
النزاهة
نكران الذات
الانفتاح
التواضع
رجل المهام الصعبة والمواقف الثابتة والتي خلدها أمام القاضي في محاكمته الشهيرة بسرد الأية الكريمة "رَبِّ السجن أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا يدعونني إِلَيْهِ"
وحتما لكم الكثير مما تضيفون من صفات السياسي /الإنسان أنتن وأنتم الاكبر سنا والأقرب إلى القائد
قررت إن اذهب بعيدا في بحثي فسألت ابنتي ذات العشرين ربيعا
" رحيله الواحدة والثلاثون هل لك فكرة عن السي عبد الرحيم الذي نحضِّر لذكرى "
…كان الجواب عفويا ومثيرا
" هو صديق جدي، مقاوم مناضل وزعيم سياسي بحال السي عبد الرحمن اليوسفي بالإضافة إلى أنه من الموقعين على عريضة استقلال المغرب ومن المفاوضين على ذلك ، هي معلومات عرفتها من خلال نقاشاتنا العائلية واهتمامك السياسي فحسبْ فطول مساري الدراسي الابتدائي والثانوي لم يحدثونا يوما عن مثل هاته الاعلام من امثال : علال الفاسي، عبد الخاق الطريس، عبد الله ابراهيم، المهدي بنبركة، عبد الرحيم بوعبيد، عمر بنجلون وحين سألت أترابي عن هاته الاسماء كان الجواب مؤسفا : نظنها أسماء أصدقاء جدك لا نعرف عنها شيئا…. ولهذا اعتبر نفسي جد محظوظة بهاته العائلة التي ننتمي لها جميعا، ومن وجهة نظري أظن أن من واجبكم التعريف كتابة أو في حلقات نقاش عن أحداث وأعلام يجهلها جيلنا، وبذلك تكونوا قد حفظتم لنا جزءا من الذكرى والذاكرة
طبعا سنجد جميع تلك الأسماء على محركات البحث الرقمية ولكن هناك تفاصيل بسيطة ولكنها مهمة تغيب عنها وكم نحن متعطشون لسماع ذلك التاريخ من أفواه من تقاسم لحظات حميمية وذلك الجيل من الرواد …. هي مسئوليتكم اليوم
طأطأت رأسي متسائلا بحثا عن أسباب هذا العقوق الذي أصاب مسؤولينا خصوصا السياسيين منهم وراودني احتمال أن يكون ذلك مسحا ممنهجا للذاكرة أو تجاهل، نسيان وعدم اهتمام ولكني طردت الاحتمال الأول وفضلت الاحتفاظ بالثاني أملا في رجة تنعش الذاكرة، فالحكي الأسري وحده غير كاف للحفاظ على هذا التراث
شكرت ابنتي على ملاحظتها ووعدتها بزيارة هذا المعرض عله يجيب عن بعض تساؤلاتها
شكرا لكم اخواتي اخواني على حضوركن/م والتزامكن/م المستمر
شكرا للسيد محمد الأشعري رئيس المؤسسة والسيد على بوعبيد مديرها المفوض على الحفاظ على الذاكرة وحفاوة الاستقبال
عهدا لكل شبابنا على الاستمرار في كتابة هذا التاريخ وفي إقامة اللمات التي تنعش الذاكرة وتخلد الذكريات
لن أنهي تدخلي هذا دون أن انحني احتراما للسيدة نجاة بوعبيد شافاها الله التي رافقت الفقيد دون تردد وكانت الصخرة التي تحطمت عليها تهديدات أقوى وزير داخلية في المغرب في ليلة خريفية باردة...يوم حاول مقايضة مواقف القائد فكان الاختيار واضحا…اختيار السجن..