الأربعاء 8 مايو 2024
كتاب الرأي

عتيقة الموساوي: كل عام وأنتم بخير.. على جدار الأمنيات وليس على رأس أحد من البشر

عتيقة الموساوي: كل عام وأنتم بخير.. على جدار الأمنيات وليس على رأس أحد من البشر الكاتبة عتيقة الموساوي
ها نحن بين عام رحل وعام حضر كسحاب صيف بلا مطر، إلا أن الأول يحمل رقمين متشابهين والثاني يخالفه في تحريك الإثنين لثلاتة فهل يبشر بعدم التشابه في ما هو قادم، حتى لا يفقد الإنسان طعم الحياة  وتصبح أوقاته بلا مذاق كمن فقد حاسة الذوق والبصر .
تهلُّ علينا سنةٍ 2023 في تصاعد الأحداث ونحنُ لا نعلمُ هل ستكون تكملة لما عشناه في العام المنصرم ؟! أم أننا سنعيش أياما  مختلفة!.. نتمنى الخير، وبالتمني تهدأ النفوس و ترتاح...هناك من امتلأ عامه بالأسى من  الألم والمعاناة، وهناك  من أمضاه في فك تشابك خيوط القدر دون تغيير يذكر في حياته..، وها نحن في لحظات المرور النهائية نحرك بأصابع اليد رقم الإثنين لثلاثة و نتمسك بالأمل كي لا يتحول إلى زئبق لا نستطيع أن نقبض عليه بيدين فارغتين..ومهما كانت الذاكرة  متخننة بالأسى والألم نحاول أن لا نبقي طعم المرارة عالقا فيها. ولأننا دوما نحلم بالجديد فالحلم ليس من فراغ.
كان لا بد أن أستحضر وأنا أنبش في ماضي السنة عن ما يشبه الهزيمة أو الفشل في منظومة صراع الجد ما بين قوى الخير والشر و الحق والباطل، حيث رمت بي رياح التغيير نحو عتبة فرح منفلت في لعبة دائرة السهام والقوس، اخترقت مع بدايته أطراف الإمتحان و نهايته،  في لحظات مواجهة سيئة مِنْ مَنْ نصبو أنفسهم أوصياء على القواعد وكالوا موازين قياس العارفين المتخصصين على مائدة "شامبليون"  الهيليغروفية في فك لغة حجر الرشيد الفرعوني ضدا عن لغة الفهم "الضاد " في عالمنا المعاصر بما لا يبقي للفهم معنى ولا يدر .. غَيٌَبَت وسيلة التواصل في دائرة السقوط  بعد الوقوف،  سئمنا هجينة اللعبة وهنجعية العارفين المترادفين مع كل إنعطاف لمسار جديد.
في تحررنا  من القيود إشعاع للأمل، يضيء أعماقنا كما يضيء البدر ظلمة الليل، وحتى لا ندع أيام السنوات مجرد أرقام  في حسابات تقودنا نحو الحصار والاحتضار، وحتى لا نفقد الإيمان في المستقبل، فالأبواب الموصدة تشع من بين فتحاتها الأنوار في أحلك الغرف ظُلمة،  ونجوم السماء  تضئ عتمة الليل للصباح،  ونحن واقفون تحت عدالة السماء  محاسبون لا محالة على مقدار ذرة .. 
أمنيات نبثها في العام الجديد عبر  الأمل والإشراق لمعالم إستحضار الوعي الصحيح لأولئك الذين يصرُّون على خوض الاتجاه المعاكس ضدا عن الانسانية وضد الفرح في ما المعنى، لو دامت الدنيا ﻷﺣﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ فكيف ﺗﺪﻭﻡ ﻟﻜﻢ ! ﻛﻤﺎ لو ﻣﻠﻜﺘﻤﻮﻫﺎ ﻣِﻤَﻦ ﻛﺎنو ﻗﺒﻠﻜﻢ،  ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ سيأتي بعدكم...
 عقارب الساعة تستانف صعودها في ما بعد منتصف الليل في ليلة باردة بدون اكثرات في اتجاه ثبوت عام يحمل 2023  وتحت دفئ شرارات اللهب من دخان المدفئة كم أتمنى بنظرات صامتة وقلب صادق بسلام التخلص من ماضي على عتمة ظلام وظلم الأمس القريب، بقلب صافي نقي خالي من الأحقاد والبغض والحسد نطفئ شمعة لنقيد شمعة أخرى لإنارة البهجة لمحطة جديدة من عمرنا الجديد ندونها في أبهى حلة ومنظر على جدار الأمنيات وليس على جمجمة رأس أحد من البشر.