في سياق سياسة محاربة السكن الصفيحي التي عرفت في الآونة الأخيرة إعدام العديد من أحيائها، أتى الدور يوم السبت 21 يونيو 2014 على كاريان الحاج مبارك بمنطقة درب غلف بالدار البيضاء، وذلك بعد أن أخبرت السلطات قاطني تلك المساكن بتنفيذ إجراءات الالتزام بالهدم يوم الاثنين 23 يونيو 2014. وفي الوقت الذي عاينت "أنفاس بريس" استعداد بعض الساكنة للرحيل بحزم حاجياتهم وركنها جانبا في انتظار نقلها، عبرت مجموعة أخرى عن عدم إمكانية تنفيذ قرار ترحيلها.. ومن هؤلاء رجل خمسيني يدعى عبد الله، الذي اعتبر تنقيله وأسرته فيه الكثير من الحيف، نظرا للظروف المزرية المتوقع أن يعيشونها على أرض البقع المخصصة لهم "لا أتصور، يقول، العيش بعيدا عن هذا المكان إلا إذا استبدل بما هو أفضل، أما بالنسبة لحالتنا، فالأكيد أن ما ينتظرنا أسوء بكثير من واقعنا الحالي". وعلق أحد جيرنه بسخرية على قوله قائلا: "مالك أسي عبد الله مقلق، راه غادي يصبح عندنا البالكون نطلو منو"، فاستشاط عبد الله في وجهه غاضبا: "را هادشي ما كيضحكش. ورا احنا اللي غادي تجي فينا الدقة ملي نتعزلو فداك الخلا". وأضاف جبران، البالغ 32 سنة، بأن "هاد الناس بغاو يلوحونا لواحد البلاصة كيقولو ليها حمدان جهة الهراويين. واش أعباد الله اللي دوز حياتو فدرب غلف يقدر يمشي يعيش فهوامش المدينة". ومن جهته، قال عثمان، البالغ 65 سنة، "احنا هنا من زمان وملي كانو كيبانو لينا الفيلات من هاد الكاريان. داكشي لاش بغينا ملي يكون تعويض يكون في مستوى هاد السنين اللي قضينا ماشي يعطيونا ما كرف".
