الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

المونديال ساهم في تسويق صورة شعب على قلب ملك المغرب

المونديال ساهم في تسويق صورة شعب على قلب ملك المغرب أمهات اللاعبين نجمات استقبال الملك محمد السادس لـ"أسود الأطلس"
سيظل يوم الثلاثاء 20 دجنبر 2022 راسخا في ذاكرة المغاربة ومتخيلهم الجمعي. ذلك أن حدث استقبال فريقنا الوطني العائد من انتصارات الدوحة، لم يكن فقط رقما إضافيا في سجل الأفراح الوطنية الكبرى. ولكنه كان، إضافة إلى ذلك، المؤشر العميق المجسد مجددا لمعنى أن يكون المغرب أرض القيم والنبوغ، ولمعنى الدولة الأمة التي يعرف ملوكها ومواطنيهم كيف يصنعون، في كل منعطف من تاريخهم، حقيقة التلاحم بين العرش والشعب حيث تتناغم خصائص نسيجهم الوطني مع فرادة تاريخهم العريق، وحضارتهم المتأصلة منذ برز الإنسان على هذه الأرض، ومنذ تأسست الدولة المغربية.

في هذا الإطار نقرأ تفاعلات المغاربة منذ حطت طائرة الفريق الوطني بمطار الرباط سلا، وانطلاق تنقل اللاعبين على متن حافلات مكشوفة على امتداد شوارع سلا والرباط، محاطين بهتافات مواطنيهم، وصولا إلى القصر الملكي العامر حيث تم توشيحهم بأوسمة ملكية مرفوقين بأمهاتهم. وهي التفاعلات التي كانت امتدادا طبيعيا لتلك التي واكبت أشواط مشاركة أبطالنا في إقصائيات "المونديال". وضمنها على الخصوص اللحظة التي برز فيها الملك محمد السادس بين أفراد شعبه بالقميص الرياضي مباشرة إثر تأهل الأسود إلى دور ثمن نهائي بعد فوزه على المنتخب الكندي. 

في نفس الإطار نقرأ كل تلك المعاني الوطنية ضمن سياق نجاح المغاربة دائما في صنع اللحظات الوطنية الكبرى التي تترجم جوهر ذلك التلاحم، منذ انطلاق حركة المقاومة من أجل الاستقلال، وبداية بناء المغرب الحديث، مرورا بحدث المسيرة الخضراء، وانطلاق المسلسل الديموقراطي، إلى أن تم تتويج كل ذلك بما يميز بلادنا اليوم من أوراش ومشاريع ورهانات...

إن الدولة الأمة هي وحدها القادرة على أن تجعل من حدث رياضي حدثا حضاريا لا يكتفي فيه المغاربة بالاحتفاء بتميز فريقهم الوطني، بل يحتفون من خلاله كذلك بقيم الوفاء للوطن والملك، وبفضيلة الاعتصام بالأسرة والاعتزاز والفخر بالأم، وعبرها بالمرأة المغربية التي كانت، تحت سماء قطر، ذلك السند الروحي للاعبين مقاتلين من أجل أن تعلو راية المغرب في الآفاق العربية والإسلامية والإفريقية والدولية.

ذلك هو الدرس الذي ترسخه بيننا اليوم صورة شعب على قلب ملكه، وصورة بلد قادم من المستقبل بجدارة واستحقاق.